عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26-02-2013, 12:14 AM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...المؤمن-أختي الكريمة صمت الهنائي-كـ (( الغيث النافع أينما وقعَ نفعَ )) كما وردَ في الأثر الكريم،وسواءٌ كانتْ أبوابُ الخير مُشرَعَة ًفي أبوابها الرسمية ( جمعيات خيرية،هيئات خيْرية الخ... ) عبرَ إطار العمل الجَماعي المنظم، أو كانتْ مبادراتٍ فرديةٍ،فما من ريبٍ أن كل ذلكَ يدخلُ-إن شاء اللهُ-في مُسَمَّى عَمَل الخيْر المأجور فيه ما صادفَ في قلب المؤمن صِدْقاً وإخلاصاً في سبيل الله تعالى...

وصحيحٌ أنه كلما كان فعلُ الخير يَقعُ تحتَ مظلةٍ من العمل الجماعي المنظم المشرعَن في نطاق القانون العام كانَ أنجعَ وأفيَدَ إلا أن ذلكَ لا يَعني البتة أن الخيَاراتِ المتاحة الأخرى ستنسَدُّ طرُقـُها في وجه المؤمن كما لو كان يتحركُ للخير فذا وفرداً...

فكلنا يَحفِظ الحديثَ الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم بسنده عن أبي ذر الغِفاري رضي الله عنه : (( لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ولو أن تلقى أخاكَ بوجْهٍ طلقٍ ))...

إذا استعسَرَ على المؤمن فعلَ الخيْر في سَعَةٍ من الممكن،فما من شَكٍّ أنه يستطيعُ نوالـَهُ من تلك الوجوهِ التي قد يستبسطها الناسُ ويَستصغرونها،وهي كلها عند الله ورسوله جليلة وعظيمة ؛ ( تبسمُكَ في وجه أخيكَ..الكلمة الطيبة..وأن تلقى أخاكَ بوجهٍ طلق...كفكَ الأذى عن الطريق...الخ )...

بل إن المؤمنَ الصادقَ لا يشترط في فعل الخير أن يكون في موقع الصدارة والوجاهةِ وتحت الأضواء والتشهير...

لا يُهمه الموقعَ الذي هو فيه لينطلقَ منه في فعل الخيْرات...

وانظري معي-أختي الكريمة-إلى هذا الحديث الجليل العظيم :

فقد روى الإمامُ البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال-في حديثٍ طويلٍ-(( ...طوبَى لِعبْدٍ آخِذٍ بعنان فرسِه في سبيل الله،أشعثٌ رأسُه،مُغبَرَّة ٌقدَمَاهُ،إن كان في الحراسةِ كان في الحراسَة،وإن كان في الساقةِ كان في الساقة... ))...

نعَمْ..أنا لا يُهمني من أي موقعٍ وعلى أية هيئةٍ أفعلُ الخيْرَ..المهم أن أفعله ولا أرتضي به غيرَ وجه الله تعالى...

لذا-أختي-يبدو لي أن الطبيب الحكيمَ لا يَعني أن فعلَ الخيْر خارج نطاق تلك الجمعياتِ ممنوعٌ أو محظورٌ أو غير مرغوب فيه،وإنما ربما يَعني فقط الإطارَ التنظيمي درءً للفوضى الفردية التي قد يُفرزها العملُ الفردي غير المنظم والمقنن..أي بالمعنى الذي نبهنا إليه عبدُ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه حين قال : (( رُبَّ مُريدٍ للخيْر لمْ يُصِبْهُ..!! ))...

وشكرَ الله لكِ هذا الحِرْصَ أختي الكريمة....
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 26-02-2013 الساعة 11:22 PM
رد مع اقتباس