عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 24-03-2013, 02:15 AM
الصورة الرمزية جمعه المخمري
جمعه المخمري جمعه المخمري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 3,360

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...في صدر شبابنا الباكر-أخي الحبيب الكريم جمعه-ونحن طلبة،كنا نقرأ في إكبار لا يَخلو من إعجابٍ قصيدة شوقي الباذخة ؛ (( قم للمعلم وفهِ التبجيــلاَ... ))،ولطالما توقفنا بالتأمل والتدبر في قوله الحكيم الشامخ :

وإذا المعلمُ لمْ يَكٌنْ عدْلاً مشى ** روحُ العدالةِ في الشباب ضئـيــلاَ..!!
وإذا المعلمُ ساءَ لحْظ بصيـــرةٍ ** جاءتْ على يديْه البصائرُ حُـــولاَ..!!
وإذا أتى الإرشادُ من سبب الهَوَى ** ومن الغرور،فسَمِّهِ التضليلاَ..!!
وإذا أصيبَ القــــــومُ في أخلاقهم ** فأقِمْ عليهمْ مَـأتماً وعَــويـــلاَ..!!!


ومعَ الأيامُ..ومع التجربة التي عَركتني في مجال التربية والتعليم-وأنا أحد رجاله ولي الشرف-تأكدَ عندي أن الأخطاء التي قد تصدر من المعلم والأستاذ-خصوصاً تلك التي ترتبط بالأخلاق في التعامل والمعاملة-ليستْ من اليُسْر والبساطةِ بحيثُ تـُرَى كأخطاء باقي الدهماءِ والرعاع من الناس..!!

إن الأستاذَ قبل أن يكونَ معلماً فهو ( مُــرَبِّي )..فهَلاَّ وعيْنا جيداً ثِقلَ هذه الكلمة وحَجْمَها وأثرَها المهم والخطير لو تمَيَّعَتْ وتماهتْ..؟؟!!!!

إن هناتِ أخلاق المعاملة-عند السواد من الناس-قد تكون أخطاءً..لكنها في أخلاق المربي خطايَا لا تـُغتـَفر..!!

والمزالق التي قد يرتكبها-مهما كانت الدواعي والمبررات-تـُعتبَرُ مُقترَفاتٍ وكبائر..!!

ويَومَ يستبيحُ ( المُربي ) بذاءَة القوْل والفعل والتصرف في شخصيته،فقلْ على الدنيا السلام..!!

ومتى-يا تـُرَى-ستأتي الثمرة أكْلـَهَا في وجدان ومشاعر وعقول التلامذة والطلبة وهم يَروْنَ مثلـَهُمُ الأعلى في أسفل سفوح الرداءة والتردي والسقوط..؟؟!!!

لقد ضـَلَّ مَنْ كانتِ العُمْيَانُ تـَهْـــدِيهِ ** ففاقِــدُ الشــــيْءِ لا يُعطِــــيـهِ..!!

أينَ ذلك الزمن الزاهر الذي كانَ فيه الأستاذ أستاذاً والطالبُ طالباً..؟؟!!

كان الأستاذ بمجرد أن يُلحظ في حرم المدرسة..أو الإعدادية..أو الثانوية..أو حتى في الحرم الجامعي وفي أروقة الفصول والقاعات،تجدِ الكُلَّ في حالةِ استعدادٍ واستنفار نفسي وعقلي ووجداني لهذا القادم الذي تختزلُ فيه الطلبة آمالـَها وطموحاتِها وأسوتِها وقدوتِها ومثلـَها الأعلى...

كانَ الأستاذ بين الطلبة-في هالته العلمية الراسخة ورزانة شخصيته القوية ومرونة أخلاقه السمحة وشفافية روحه الحنونة-وهم ملتفون من حوله كالشهْبِ بالبدْر أو كالجُندِ بالعَلمِ..

وفي نهاية الفصل الدراسي كان الطلبة يتزاحمون حول خيرة أساتذتهم علهم ينالون حظوة توقيعٍ للذكرى أو كتابة كلمة جامعةٍ أو حتى ينالون-بمعيتهم-تذكارَ صورةٍ أو حتى دعاءُ خالصاً يغادرون به عالم الدراسة ويَلِجوا مُعترَكَ الحياة الواسع...

أنا أشهَدُ أن أجملَ وأشرَفَ ما عدتُ به في دنيايَ من رحلتي الدراسية-وأنا تلميذ ناشئٌ وطالبٌ يافعٌ-هي تلك الذكرياتُ والآثار العميقة في نفسي وعقلي ومشاعري ووجداني التي اغترفتـُها من جلوسي بين يَدَيْ معلمِيَّ وأساتذتي المُربين...

إنني أعتبرُ تلك الآثار أشرفَ وأنضرَ وأجملَ ما سأبقى في بقية عُمْري أعتز به وأباهي وأفاخر وأغالي..!!

بَيْدَ أن ظهرَ المِجَنِّ قد انقلبَ فجأة،وجاءتْ أيامٌ نحِساتٌ سُودٌ،أرتـْنا جميعاً في أخلاق كثير ممن يتسمون مَجازاً أساتذة ًمربين،وممن يتسمونَ تجَوُّزاً طلبة وتلاميذَ..

والمأساة-أخي الحبيب-عمتْ وطمتْ،وغطتِ الربوعَ والأصقاعَ لا في بلاد السلطنة وحدَها ولا في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط،ولا عندنا هنا في الجزائر وبقية بلدان المغرب العربي،بل في البلاد العربية من أقصاها إلى أقصاها إلا ما رحِمَ ربي..!!!

إن التقارير المذهلة التي تتسربُ بين الحين والحين من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( alecso ) عن المستوى التعليمي والأخلاقي الغارق في الدونية والرداءة وعنف المدارس لا تكادُ تخفى على كل ذي عيْن بصيرة،وإن فضائحَ كثير من الـ ( معلمين )-ومن ورائهم كثير من الطلبة-وتصرفاتهم تكادُ روائحُها من النتانةِ تزكِمُ الأنوفَ..!!!

للأسف،أقولُ ذلكَ بمرارةٍ-وأنا واحدٌ من رجالاتِ هذه الجبهة العظيمة-لكنْ لا داعيَ من تغطيةِ شمس الحقيقة بغربال الباطل..!!

إن الجريمة التي اقترفها هذا المعلم في حق طالب من الطلاب،وبهذا الشكل،وبهذه الوسيلة،لهوَ نموذجٌ عامٌ على مستوى الضحالة التي أصبحت التربية والتعليم يتحركان في أوحالها..!!

وهَبْ-أخي-أن لهذا مبرراتِه القصوى التي تصلُ ربما إلى قضايَا الشرف والعِرْض وما شابه،أيكونُ ذلكَ مَدْعاة سهلة إلى أن ينطلق الأستاذ،فيتحولُ إلى ديناصور هائج،يُطلقُ الرصاصَ ببرودة أعصابٍ،فيقتلُ طالباً أعزلَ،ويُرديهِ هكذا في الحرم الثانوي وتحت مرآى الطلبة بدمٍ أزرقٍ باردٍ..؟؟!!

إن هذه الجريمة-أخي-لا يُمكنُ أن تـُفسَّرَ في نطاقها الخاص أو على ضوءِ حيثياتها وملابساتها المحصورة بين هذا المعلم المجرم والطالب الضحية...

لاَ..لاَ...

إن الجريمة يجبُ أن تـُرَى على ضوء الرداءة العامة التي تغشتْ جبهة التربية والتعليم،وهي الرداءة التي ساهمتْ كل فعاليات المجتمع المَدني في زراعتها واحتضانها،وكل الفعاليات لها من أياديها الطولـَى نصيبٌ متفاوتٌ في إنتاج الحالة المُزرية على الشكل الذي آلتْ إليه بدءًا بالأسرة..فالمحيط والشارع..فالتقصير التوعوي للمساجد ودور العبادة..فمناهج التعليم ذاتها التي تآكلتْ وعَفا عليها الزمنُ..فظروف المعلمين والأساتذة من ناحية الكَم والكيف..فالإعلام
ودوره...الأنترنت...فالوعي الأخلاقي والحضاري العام في يوميات المجتمع
..الصورة ينبغي أن توضَعَ في إطارها الكُلي والشامل إن أردنا البحثَ عن الجذور والدواعي والأسباب الحقيقية في استفحال العنف والعنف المضاد في مؤسساتنا التربوية...!!!

كل ما أقوله-أخي الحبيب-لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ..ولا حولَ ولا قوة إلا بالله..!!!


أستاذي النجيب.. يزيد فاضلي....

عندما تمر على أي نصّ أو قضية فانك تفحمها أدبا ونورا....

أجل ... عندما كنا بذلك الزمن.... كان للمعلم شأنه.... وها نحن الآن نرى هيبته تسقط.... يوما بعد يوم....

سوء التربية... واخلاق بعض الطلاب ومنهج التربية والتعليم قد تغير ولم يعد كما كان عليه سابقا

نحن نقف اليوم على هذه القضية ... شيء مفجع حقا ان ترى مثل هذا الموقف امامك...

المعلم في النهاية انسان... مشاعره تتبلد وتثور فجأة....

لكن كان من الحكمة الا يذهب الموقف في فناء المدرسة وكما تتعلمون للمدرسة قداستها الخاصة ...

لا يمكنني ان ازيد على ما تفضلت به يا استاذي العزيز

فلك كل الشكر والامتنان ايها الفاضل والاديب الرائع
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة جمعه المخمري ; 24-03-2013 الساعة 02:18 AM
رد مع اقتباس