الموضوع: نهاية أحلام....!!
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 21-07-2010, 05:25 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

[ 3 ]

تغير مفاجئ..



مرت الأيام و بدأ صالح يخرج من قوقعة الحزن، دفن أحزانه في أعماقه و بدأ الحياة. لكن لم يتغير داخله ذلك الشعور نحو طفلته أحلام التي لا تعي شيئا من حولها.. فكان لا يحملها بل لا ينظر لها. لاحظت ريم لذلك قامت ببعض الحيل عله يغير هذا الشعور، فكانت تتظاهر بأنها مشغولة عندما تراه و تطلب منه أن يعتني بأحلام قليلا لكنه كان لا يأبه لذلك بل يقول : لا أستطع فأنا أيضا مشغول أو متعب فقد كان يتهرب بهذه الكلمات. ظل هكذا، و ريم لم تعجز أو تيأس بل كانت مصممة على تحريك مشاعره التي يقيدها. حتى جاء يوم كانت ريم مشغولة هذه المرة بصدق مما جعلها لا تستطيع أن تكون مع أحلام طوال الوقت. في ذلك اليوم دخل صالح البيت عائدا من عمله. ناده على أخته فلم تجبه فقد كان البيت شبه خالي ناداها..
ريم... ريم.. أين أنتم ..ماذا هناك.؟ ريم... ريم..
بعد دقائق سمع صوت أخته ..
أنا هنا يا صالح في المطبخ أني مشغولة جدا..
لكن أين أمي و أبي يا ريم لا أراهما...؟
ذهبا إلى بيت أخيك أحمد فزوجته وضعت مولدوها اليوم و لذلك ذهبا، فكما تعرف زوجة أخيك أمها مسافرة لهذا ذهبت أم لتقوم بدورها و أنا الآن مشغولة لتحضير العشاء لنا جميعا و هناك و رائي أعمال كثيرة. و ما أن أكملت كلماتها حتى سمعا صوت بكاء أحلام..
أحلام تبكي يا أخي أعتني بها لدقائق حتى أنتهي أرجوك أرضعها فهي الآن جائعة فقد نامت و لم تشرب الحليب أرجوك يا أخي أفعل ذلك من أجلي.
انصرفت عنه لتكمل عملها و هي تتمتم في أعماقها جاءت الفرصة التي تتحرك فيها مشاعرك لقد جاءت...
وقف صالح حائرا ماذا يفعل..هل يحمل أحلام بين ذراعيه..لكن كيف وهو لا يستطيع النظر لها ما هذه الحيرة التي تحتويه هل يتركها تبكي أم ماذا يفعل..؟ كان بكاء أحلام يزداد. تحرك شيئا ما داخله لا يستطيع أن يترك تلك الطفلة تبكي هكذا سار بخطى مترددة.. عندما وصل للسرير الذي كانت أحلام نائمة فيه و قف قليلا يفكر هل يتركها و يذهب لغرفته أم يأخذها..؟ لم تطل هذه اللحظة.. فقد كانت مشاعر العطف تتحرك داخله مد يديه و أمسك بالطفلة رفعها عن السرير شعر بشيء ما داخله شعور غريب لم يشعر به من قبل كان شعورا جميلا.. حمل أحلام بين ذراعيه و أمسك بزجاجة الحليب و قدمها لأحلام.أخذت أحلام تشرب الحليب و توقفت عن البكاء، ظلت هادئة و كأنها أحست بأن هذه الأحضان أحضان والدها الذي لم يحملها من قبل.. كان صالح يراقب أحلام و هي تشرب الحليب لأول مرة يرى ملامحها كم هي جميلة عيناها تشبه عيني أمها شعرها الأشقر كشعر أمها أيضا. سرح في تأمله تلك البراءة التي تشع من وجهها الصغير أحس بسكون داخلي لأول مرة يحمل طفلته كأن روحه ردت له.. ظل يتأملها و على هذا الحال ظل حتى انتهت ريم من أعمالها.جاءت ورأت منظراً جميلاً منظر أخيها و هو يحمل طفلته و علامات الراحة ترتسم على وجهه وقفت تراقب ذلك المنظر بصمت. شعر صالح بوجودها نظر لها وقال: هل انتهيتِ من عملكِ تعالي خذيها..
وقد تغيرت معالم وجهه و ارتسم الوجوم عليه تفاجأت ريم لما حدث، لماذا تغير فجأة ..؟ أخذت منه أحلام، و نهض صالح بسرعة و صعد الدرج مسرعاً و دخل غرفته و هو يكاد يختنق، تذكر سارة قبل أن ترحل و هي متعبة لم ينسها أبداً. ظل في غرفته يحاول التماسك.. رغم ما رأته ريم من أخيها في اللحظات الأخيرة إلا أنها سعيدة فقد رأت معالم الراحة ترتسم على وجه أخيها، لم تره على هذه الحال منذ ثلاثة شهور.. حدثت نفسها أنها الخطوة الأولى و الأيام قادمة.. و سيكون هناك الكثير...
ذهبت تستعد لذهاب إلى بيت أخيها أحمد و بعد أن استعدت و انتهت من كل شيء ذهبت لصالح حتى يذهبا معا. طوال الطريق لم يتحدث صالح لاحت ريم الضيق على أخيها فلم تشأ إزعاجه و ظلت ساكتة حتى وصلا إلى منزل أخيها.. طرق صالح الباب ففتح ابن أخيه سالم الذي كان عمره اثني عشرة عاماً.. تفضل يا عمي كيف حالك.؟، عمتي تفضلي كيف حالكِ..؟
أجابته ريم : بخير الحمد لله كيف حالك أنت و أخيك مصطفى هل أنتما بخير..؟
دخلا المنزل و صالح يحاول إخفاء ذلك الوجوم بابتسامة باهته على شفتيه و هو يقول لسالم : اشتقت لك يا سالم كيف حالك..؟
أمسك سالم بيد عمه . تفضل يا عمي أنا أيضا اشتقت لك كثيرا يا عمي..
دخل صالح و الجميع ينظر له رأت ريم ذلك و حتى تبعد الأنظار عن أخيها قالت : أمي لقد حضرت العشاء و هو الآن في السيارة، صالح لو سمحت أحضره، و يا سالم هل ساعدت عمك في هذا..و أنت يا مصطفى أيضا هيا ساعدهما..
ذهب صالح و معه ابني أخيه..
أمي.. أمي.. صالح.. صالح.. يا أمي حمل أحلام اليوم و أعطها الحليب أيضا... هل تصدقين ذلك كان سعيداً لكن حدث شيء و تبدل مزاجه، لكن يا أمي المهم أنه حملها.. ولا تخبريه بما قلت لكِ حتى لا يتضايق و أنت كذلك يا أبي ..
قال الأب : أنها البداية و الله يهديه إن شاء الله تعالى.. أعطني أحلام يا ريم أريد أن أراها..
حمل أبو أحمد حفيدته و قبلها وقال لها بهمس : أبوكِ سوف يحملكِ من جديد فتدللي عليه و تمسكي به..
دخل صالح يحمل العشاء و أبنا أخيه وراءه وكانوا يضحكون..أدخلوا الطعام للمطبخ..
أريد أن أرى أحلام يا جدي.. نظر لها و قبلها وقال مصطفى بمرح جدي.. جدي.. هل ستكون أختي هكذا جميلة كأحلام..؟ ضحك الجميع و قال له الجد نعم يا بني ستكون أختك جميلة أيضاً..
رغم التغير الذي طرأ على صالح إلا أنه كان يحاول تجاهل طفلته.. كان كلما وقع نظره عليها أشاح بوجهه نحو ابن أخيه مصطفى ذلك الطفل المشاغب عمر مصطفى عشر سنوات، قد تعلق مصطفى بعمه صالح كثيراً كان عندما يراه يتشبث به ، يلاحقه أينما ذهب، و كان صالح يحبه هو الآخر كثيرا كان دائما يلاعب معه و يأخذه معه كثيرا قد كانت علاقتهما قوية كان مصطفى عندما يرى عمه يطير فرحا ليلعب معه ولم يمل صالح من ذلك أبدا لكن فجأة تغير صالح أصبح بعيدا عن مصطفى لم يراه كثيراً و قل لعبه معه. و ها بعدما توفيت زوجته، فصالح أصبح ينعزل كثيرا في الأيام الأخيرة.. و مصطفى عندما يذهب لزيارة جده يسأل عن عمه فلا يسمع جواب سوى أنه متعب ولا يستطيع اللعب معك الآن و أن صادف و راءه كان لقائهما ليس كما سبق فلم يعد صالح ذلك الشخص الذي يلاعب ابن أخيه فتباعد مصطفى شيئا فشيء عن عمه الذي تبدل لشخص أخر لا يعرفه فالتغير الذي حدث له جعل مصطفى ينفر منه بعض الشيء كادت تتلاشى هذه العلاقة بين صالح و ابن أخيه ، حتى جاء هذا اليوم الذي عندما حضر صالح إلى منزل أخيه أحمد و بدأت معالم صالح تعود كما كانت و أحس مصطفى بهذا التغير وهكذا بدأت أيضا بدأت علاقتهما تعود كما كانت.. وقد بدأ ذلك الستار يتبدد..



يتبع>>>>>>>
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس