عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-09-2015, 09:38 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية الأخوة الآربعة الجزء الأخير





حكاية شعبية






الأخوة الأربعة




الجزء الأخير




لحق الأميران بهاء الدين وحيدرة خان بالأميرتين ريحانة وزمزم
والعجوز والفرسان بعد مرحلة من السفر، فانطلقوا جميعا إلى المدينة
وعلى بعد مرحلتين استقبلهم الأمراء مجيب الحق وأنس الفؤاد، مع الوزير مخلد
وعدد كبير من سكان المدينة وزفوهم زفاف العرسان، حتى أُدخلوا منازلهم آمنين
فأقاموا الأفراح وأحيوا الليالي الملاح
وقد اغتبطت الأميرتان بما شاهدتا من تعاون ومساواة وعدالة إجتماعية
من خلال تعامل الناس مع بعضهم البعض، ومحبّتهم الأمراء الحاكمين
الذين لا يمنعون أحدا من الوصول إليهم في أي وقت, بل إنهم يتفقدّون رعيّتهم
ويسهرون على ضمان أمنهم وسلامتهم، وحصولهم على كامل حقوقهم.
فكتبت الأميرة ريحانة رسالة إلى أبيها، وصفت له فيها أحوال المدينة
وما ينعم به سكانها من رخاء وسلام وتكاتف، ودعته إلى إنتهاج نهج ابناء أخيه في العدل والتسامح.
فلمّا وقعت الرسالة في يده تأثر كثيرا بنصائح ابنته ومواعظها، وأراد أن يغيّر من سياسة البطش والتنكيل
التي تتبعها العصابة الحاكمة، وعزم على تنفيذ خطّة الإصلاح التدريجي
وبدأ بحثّ المحيطين به على التأني والصبر وعدم العجلة
فلاحظت الأميرة زعفران تراخيه وفتوره عن تجهيز الجيش الغازي
واجتمعت بأخيها الأمير فضل، وبعض ممن على هواهما من الأمراء، وقرروا تنحية الأمير مطلق
وتولية الأمير فضل مقاليد الحكم.
وفي صبيحة اليوم التالي، فوجئ الأمير مطلق بالجنود المدججين بالسلاح
قد أحاطوا به عند دخوله مجلس الحكم، وقبل أن ينطق بحرف واحدِ، أقبل أخوه الأمير فضل
وقد وضع التاج على رأسه وأتشح بالطيلسان، ولبس لباس الحاكم
ومن خلفه أفراد العصابة الحاكمة، وقال:
لقد خذلتنا، وخنتنا بالتعاون مع إبنتيك واللقيط بن لطيفة. فلم يعد يرضى بك أحد حاكم علينا
وانا أخلعك من منصبك، وأخيِّرك بين الإقامة في قصرك لا تغادره، إلا بإذن مني
أو الرحيل عن الإمارة إلى الأبد، فغضب الأمير مطلق، وأراد أن يتكلّم فصاح الأمير فضل:
يا حراس اقبضوا على هذا الرجل، والقوه في الحبس، فأخذه الجنود
وجعل الأمير مطلق يسب ويشتم ويلعن، بينما إرتفع صياح ونواح بناته وجواريه
وعلم أهل الإمارة بالانقلاب الذي قام به الأمير فضل، فانقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض
كذلك حدث مع الجنود والقادة والوزراء ورجال الدولة.
ثم أمر الأمير فضل بعقد إجتماع عام، تحدّث فيه عن مساوىء الأمير مطلق
وأكّد على تنفيذ خطّته في غزو مدينة بني دريقان، وهدد المعارضين له، والمتخاذلين بأقسى العقوبات
وأنفض الإجتماع وقد ملئت قلوب الناس رعبا وكراهية للعصابة الحاكمة.
وعندما علمت الأميرة ريحانة بما حدث لوالدها، قالت:
هذه عاقبة الظلم والطغيان، وبكت حزنا، ثم إستدعت الأمير بهاء الدين ابن عمها، وبلّغته بما حدث
فأخبرها بانه على علم بكل ما صار، ووعدها بتخليص الأمارة من العصابة الحاكمة
وإخراج والدها وكافة المعتقلين من السجن عاجلا بإذن الله.
ثمَّ عقد إجتماعا قال فيه: حسبنا الله ونعم الوكيل، فإننا لا نرغب في الحرب
ولا نبتغي سفك الدماء، فكيف بدماء أهلنا وأرحامنا؟
فقال الوزير مخلد: وماذا عسانا أن نفعل؟ وقد فرضت علينا الحرب فرضا؟
قال الأمير مجيب الحق: لا خيار أمامنا غير التصدي للمعتدين وردّ كيدهم إلى نحورهم.
فقال الأمير أنس الفؤاد: فإن إعمال العقل قد يجنبنا الاصطدام بقومنا، والحرب خدعة كما تعلمون
فقالوا له: وماذا ترى؟ قال وكان ذكيا فطنا:
أرى أن نشتري ولاء قادة جيش الأمير فضل، وأركان حربه.
قيل له: فإن القوم يستعدون للخروج، وقد لا يستغرق زحفهم أكثر من أيّامٍ حتى يصلوا إلينا.
قال الأمير أنس الفؤاد: سوف أعود إلى المدينة متخفيا، وهناك سأتصل بمن أثق به من القادة والجنود
وأحثّهم على ترك قتال أهلهم وذويهم، ثم ذهب من فوره مع الحراسة اللازمة
وتمكّن من الوصول إلى الكثير ين من القادة، ورجال الدولة وأستمالهم بالمال وبالوعود الأكيدة
فأبدوا إستعدادهم للتعاون، ومنع الحرب الأهليّة والتخلًص من العصابة الحاكمة
وبعد أيامٍ من إعلانه الحرب، خرج الأمير فضل على رأس جيش عرمرم، متوجها إلى مدينة بني دريقان
وقد إغترّ بقوته، وتفاخر بجيشه وظن أنه منتصر لا محالة.
وكانت الأميرة زعفران تزيّن له عدوانه وطغيانه، وتبشّره بالنصر والظفر
وتطمئنه إلى وقوف خدمها معه، فخرج لا يلوي على شىء ولا يقبل نصيحة أو رأي أحد
وعندما أشرف على المدينة وقد مالت الشمس إلى المغيب، أمر بنصب المجانيق، وإعداد المعسكر، وفرز الفرق
وتوزيع الجنود، وكان ابناء دريقان قد أعدّوا خطة يمنعون بها قتل نفس واحدة، وخططوا للقبض على الأمير فضل
والأميرة زعفران، وأفراد العصابة الحاكمة دون إراقة دماء، حرصا منهم على أرواح ذويهم.
وعند منتصف الليل، وقد هجع الغزاة، وأستسلموا لسلطان النوم
خرج القادة ورجال الدولة الذين اتفقوا مع الأمير أنس الفؤاد وأخذوا ينسحبون مع أتباعهم
وينضموا إلى معسكر بني دريقان، فقوبلوا بالترحيب والتكريم
وعندما نهض أفراد العصابة الحاكمة صباحا، فوجئوا بخلو معسكرهم من الجنود
والقادة العسكريين فأضطربوا وخافوا.
فأقبل عليهم الأمراء الأربعة غير مسلّحين، وعندما دنوا منهم صاح الأمير فضل:
من أنتم؟ وماذا تريدون؟ إبتعدوا إبتعدوا.
غير أن الأخوة الأربعة لم يتوقفوا، ومشوا إلى أن وصلوا إلى خيمته، فترجّلوا
وأقبلوا عليه بوجوه منبسطة، ثم قال الأمير بهاء الدين: انا بهاء الدين بن دريقان
وهؤلاء إخوتي مجيب الحق وحيدرة خان وأخي أنس الفؤاد ، ونحن لسنا لقطاء
ولسنا نرغب في حكم الأمارة، فصاحت الأميرة زعفران إقبضوا عليهم، وأقتلوهم، إنهم غير مسلحين
هذه فرصتكم للقضاء على ابناء لطيفة
فصاح بها الأمير سطّام: كفاك سفكا لدمائنا، هاهم ابناء اخيكم قد أتوكم، لا يحملون ضغينة ولا حقدا
إنّها فرصتكم للتكفير عن جرائمكم بحقهم وحق أبويهم، فساد الهرج والمرج
فقال الأمير مجيب الحق: أرى إنكم لا تفهمون غير لغة القوة, فانظروا إلى قوتنا, ثم أشار إلى معسكره
فأرتفعت الرايات والأعلام والبيارق، ووقف الجنود شاهرين رماحهم

فذهل الأمير فضل والأميرة زغفران.
وقال الأمير سطّام: أما أنا فأعتذر إليكم، يا ابنائي فأرجو أن تعفوا عنّي
وجعل يعانقهم فردا فردا، ففرحوا به وعظّموه ووقّروه، وطلبوا منه الإنحياز إليهم ففعل.
عندئذ أنحاز ابناؤه وبعض إخوته معه، فأسقط في يد الأمير فضل وأراد أن يستجيب لتوسلات ابناء أخيه
غير ان الأميرة زعفران سفّهت رأيه، وقالت له موبّخة:
أهكذا بعد هذا العمر تستسلم لهؤلاء اللقطاء؟
فقاطعها الأمير سطّام قائلا: فض فوك أيتها الخبيثة, إنهم ليسوا لقطاء
فغضبت، وركبت فرسها مبتعدة
فتبعها الأمير فضل، وبعض أنصاره، فكبر الأمراء ومن معهم
ثم عادوا إلى معسكرهم، فأمر بهاء الدين بالسير إلى الأمارة لفتحها، فلم يجدوا مقاومة
وعندما علمت الأميرة زعفران بوصولهم، خافت وشربت سما قتلت به نفسها
بينما هرب الأمير فضل بعيدا.
ودخل المنتصرون قصر الإمارة، ثم دعا الأمير بهاء الدين إلى إجتماع عام
نَصّبَ فيه عمّه الأمير سطّام حاكما على الإمارة، وأمر بإطلاق سراح السجناء
وأعفى الناس من الضرائب والإتاوات، وأمر بإعمار المدينة وفتح خزائنها
ووزع الأموال والأرزاق على الناس بالتساوي
فلهجت الألسن بالدعاء له ولإخوته ولوالديه
وعندما شاهد الأمير مطلق حسن تصرف بني أخيه
شرع يعتذر إليهم وطلب منهم السماح له بالعيش في مدينتهم
وعندما إجتمع بابنتيه ريحانة وزمزم
شكر لهما صنيعهما وأثنى على ذكائهما وشجاعتهما.

وعندما خطب الأميران بهاء الدين وحيدرة خان ريحانة وزمزم
فرح الامير مطلق، ووافق على الفور
فعمّت الأفراح أرجاء البلدة، وعاشوا سعداء حتى أتاهم اليقين.

إنتهت بحمد الله


رد مع اقتباس