الموضوع: صالة الولادة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-07-2012, 12:12 PM
الصورة الرمزية زهرة
زهرة زهرة غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 77
افتراضي صالة الولادة

ما زالت العصافير تشدو على شرفة غرفتي
لا أدري هل تشكو،تبكي،تنوح أم أنها تؤنبني
السماء لا تكسوها الغيوم والفتاة لم تعد للبيت
لعل القاضي حكم على طفلها بأن يعيش يتيما
لا أدري كيف تتحمل النساء آلام المخاض والولادة
مع أن بينها وبين الموت أن تستسلم وتنطق بالشهادة
لا أرى الدموع في عينيها ولكن من آلامها سحبتني
تشد على يدي، تمزق معصمي حتى رمتني على صدرها
كنت هناك لأساعدها أن تلد فأستقبل وليدا وأستمع لبكائه
لكن بطني يؤلمني وقدمي لم تعد تحملني فلعله تم تبادل الأدوار
كان قلبي يبكي وروحي تتألم وعقلي مشتت في تلك الغرفة
لكني ما زلت أقف، أساندها، أبشرها بأنها ستنجب عما قريب
حين أخرجت ذاك المخلوق للحياة،كنت أول من رأى وجهها
فسمعت بكائها ففرحت،وأحسست برائتها فغصت في جوفي عبرة
قالت لي احمليها ولكني تهت في المشاعر التي ولدت في أعماقي
حين حملتها كانت كملاك دافيء في عشه الصغير
رحت أمشي رويدا رويدا لأضعها على صدر أمها
فانتابني الشعور بالوحدة،الألم، الحزن
رأيت ابتسامة أبويها فاتخذت لي مقعدا أراقب منه كيف تتفجر الأحاسيس
ولكني لم أستطع أن أوقف دموعي التي انهمرت
فما لبثت أن خرجت من الغرفة، الصالة، ومن ذاك المكان بأكمله
لابد أن أتحكم بعواطفي أكثر، ولكني لا أتحمل أن أرى شيئا يفجر المشاعر
كم فرحت من أجل تلك الصغيرة وكم حزنت عليها أنها ولدت من ذاك الرحم المقدس
حيث الدفء، الهدوء ،السكينة والأمان
كم تمنيت أن أحيا في جوف أحدهم حيث كل تلك التي أبحث عنها
أن أنمو وأكبر وأركض وأتبسم وأنا حرة، نعم حرة.
أتمرد في أعماقه كغجرية،كملكة, امرأة مقدسة كالعذراء
لكني أدركت أن ذاك قد يكون من المستحيل
فلوح الشطرنج سقط من أعلى الطاولة ورحل السيد أو أنه قد مات

رد مع اقتباس