عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-06-2015, 11:41 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي رياح التغيير الجزء الرابع الإعتراف فضيلة



رياح التغيير

الجزء الرابع

الإعتراف فضيلة

لم يطق العاشقان سماع كل تلك المواعظ المضجرة
التي يلقيها عليهما صاحب القصر، وأرادا أن غادرا المكان عاجلا
لكنّه كان قد أحكم إغلاق المداخل، فلم يتسنى لهما الفرار، فقعدا ولاذا بالصمت
بينما اندفع المستضيف في حديثه قائلا: حدّثتني ابنتي عمي وطليقتي قائلة:
لم يتمكّن ابن الوجيه من إنتزاع صورتك من قلبي، على الرغم من مرور عشرات السنين
ولم يستطع أن ينال مني غير متعة الجسد الفاني. فأنهكه التصبّر على جفائي
إذ كان بي متيّما، وبجمالي مغرما، وكنت له قالية مبغضة. فنحل جسمه، وأشتد ولعه
فهاجمته الأمراض والأسقام، ولم يقوى على تطليقي، ولم يحظى بمودتي مطلقا.
فمات مغموما، ودفن مذموما على ما أقترف في حقّك وحقّي.
وترك لي أموالا طائلة، وعقاراتا كثيرة. وأراد أبي أن يزوجني غيره
فخرجت مع حاشيتي بحثا عنك، فطفنا الأقطار والبلدان دون كلل أو ملل.
وها انا أجدك ولكنك لست كما تمنيت. ثم استدعت قاضيا وشهودا، فتزوجتها مجددا
وعشت معها عاما في دعة وصفا ونعيم، غير أن الموت اختطفها فجأة، فصرت
وريثها الوحيد، إذ لم يبقى لها ذو رحم غيري. فهل قاسيتما ما قاسيت أنا؟
فتردد العاشق، بينما اندفعت ابنة حواء قائلة:
بلى. لقد قاسيت مما لا يخطر على قلبك مطلقا. قال المُقعد:
كلّي آذان صاغية، فأنثري بعضا مما تخفين.
قالت: كنت وحيدة أبي، فريدة في حسني وجمالي، ذكية أريبة، حسنة الأخلاق
ماهر اليد، محسنة رفيقة بالأيتام والضعفاء. أحببت من ليس من مقامي
كما يقول أبي وأعمامي، فكان حبي في عرفهم جريمة، ونبضات قلبي سقيمة
وأفكاري عقيمة، وقعت في الممنوع، وخالفت الأعراف والتقليد المتبوع
وحطيت من قدر قبيلتي عندما أحب قلبي من ليس من عشيرتي.
وحاولوا إقناعي بالتنازل عن إختياري، وأن يؤثروا على قراري
أمروني بهجر الحبيب، وتجاهل مشاعري، ونكران المحبة، وعصيان ذاتي
فكان الإصرار مني إعلان حرب على التقاليد، وهذا ما لا يسمح به أبدا
فهمّوا بجعلي قربانا، وراموا إرغامي على إتباع عاداتهم البالية، وأعرافهم المجحفة
فلم يتمكنوا من ثنيي عن قراري، ولم ينجحوا في تغيير مساري، وأشتدّ الجدال بين
الحق والتقاليد. فقال عمّي:
إنك قد أطحتِ بسمعتنا، ومرقت عن حشمتنا، وخالفت سيرتنا
فنحن أعز العرب، وأهل الحسب والنسب، وليس لك أن تختاري غير ما نختار
ولا أن تفكري في تخطّي الأسوار، بل إتبعي الآثار كما فعلنا، وأرضي بالواقع كما رضينا
فإن الحب في عرفنا مهزلة، لا يؤمن به سوى وضيع المنزلة، ونحن ذوو الوجاهة والمال
فكيف تحبين وضيعا رقيق الحال؟
فقلت: الحب لا يعرف الأحساب، ولا يهتم بالأنساب، وليس له شأن بالعقل ولا يالمنطق
إنها خلجات النفس، تقع وقوع القضاء على المحكوم، فأنى له تحاشيها؟
قال أخ لي: بل هي نفسك الأمّارة، أغرتك بنا، وسوّلت لك إذلالنا، أليس
هذا حالك وحالنا؟
قلت: كلا والله، ما أروم سوى العيش مع من أحب قلبي.
وكثر الجدال، وطال المقال. فلمّا يئسوا مني ...
يتبع إن شاء الله




التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 06-06-2015 الساعة 12:00 AM
رد مع اقتباس