[عبدالله الزعابي]

إلى كل كاتبة تُذَّوِبُ شخصيتها في جلباب الرجل .. إليها مع التحية ..

------

لقد إنتظرتُ ليسبقني أحد ..
وإن مضى على الطرح أكثر من بضعةِ أيام .. أدخل وأقرئكِ ..
مرة أنظرُ إلى اسمكِ المستعار فيشتبه على الأمر ..
وفي أخرى أذهب إلى رمز صورتكِ فأجدكِ (أنثى) بكل ما تعني تلكَ الصورة من رمزية ..
أحاول أن أشبع روحي برائحة قلمكِ الذي سربَّ إلينا عبقَ ماضيكِ الحلو حد الثمالة ..
تنفستكِ .. نعم تنفستكِ وشممتُ عطركِ القديم حتى تضلعت بهِ رئتي ..
وفي كلِ مرة أحاول القراءة فيها ..
أبحث عن سهوٍ لكِ ربما أجدُ حرفاً ساقطاً من قلمك يدلُ على أنكِ (أنثى) ولكن للأسف ..
فكلما أتقدم خطوة في متنِ خاطرتكِ .. أجدُ إصراركِ على البقاء في جلباب (الرجل) ..
فأقول ليتها لم تفعل .. لأنني اتنفسها برائحة (الأنثى) لا برمزية (الرجل) .. فأمضي لأفتش
عن سرِ لكِ تحاولينَ إخفاؤه عنا فلا أجد عذراً ولا أجد ما يعيق الفكرة أن تكوني (أنتِ )
التي تحدرت علينا بكلِ هذا الجمال ، حد الإنغماس مع نصكِ حتى بقينا فيه ..
نستنشق ماضيكِ ونرتشف منه عذبَ شقاوتكِ ورائحة الخبز الذي أخبرنا عن كينونة أمكِ ..
تلكَ الأملود الناعم بحبها وخوفها وحرصها الدائم على بقاؤكِ في حضنها لتستمدي قوتك
منها ونشاطكِ مع إشراقة كل يوم تسقط من فجرهِ خيوط الشمس المذهبةً ..
سيدتي .. وبعد قراءة لكِ متأنية .. أحسُ بأنني أشتاق إلى ذلكَ الكتاب الذي كان يحدثني
يوماً عن (المرأة و اللّغة) الذي جاء في محتواه قولاً يفيد
(بأن المرأة قد خرجت علمياً من مرحلة الحكي ودخلت إلى زمنِ الكتابة.
ولكنها تدخل إلى أرضٍ معمورة بـ / (الرجل) أو هي مستعمرة (ذكورية).
فالمرأة لا تدخل الكتابة بوصفها سيدة النص إذ أن السيادة النصوصية محتكر ذكوري.)

يطيل الحديث يا سيدتي في هذا الأمر .. ولكن ما أردت أن أشير إليه من أجلك يا (أنتِ)
أننا كنا سنستلذ نصكِ أكثر من تشبعنا به الآن لو أنكِ بقيت (إمرأة) حتى ولو بالإيحاء ..
فنصكِ الأدبي هذا راقياً رقي الأدباء المتمرسين وذوي القلم الذي يُستدلُ بهِ حين يضيع
(مثلي) في متن النص الجميل.

---------------------

(الـطــــــــالطيرالمســــافــرالطيرـــيـــــــــــر)

23-04-2011, 01:40 PM