الموضوع: جواهر
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 03-07-2011, 10:44 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

عندما عدت كانت جواهر تقف في الخارج تتكلم في الهاتف متكأةً على عكازها، عندما اقتربت منها لا حظت أن شعرها بحاجة لعناية فتذكرت أنها لم تستحم منذ يوم الحادث على الأقل......وقفت أنظر إليها....كانت تتكلم بإنجليزية سريعة لم أستطع فهمها.....فرغت بطارية الهاتف فأثار ذلك غضبها.......

مازحتها بقولي "ما أسم هذه التسريحة؟".......لم تلطف مزحتي جوها الغائم.....دخلت وبقيت هي في الخارج، رأتني اصب لها الشاي فوق الطاولة الصغيرة فطلبت مني أن احضره لها في الخارج، حملت لها كوب الشاي ووضعته على السيارة، فتحت لها باب السيارة لتجلس بدل الوقوف.

قلت لها "تركتك ومزاجك معتدل .....ماذا حدث"

قالت "لم يحدث شيء......قل لي ما هو برنامجنا اليوم"

-ليس في بالي شيء معين يا جواهر......كما تعرفين اليوم هو آخر أيام إجازتي و.......

قاطعتني بقولها "أعرف....أعرف....وغداً الأربعاء وتريد الذهاب لأمك وأبيك وأخوتك......وأنا؟؟؟ ألم تفكر فيّ؟؟ أين تريدني أن أذهب؟؟"

إغرورقت عيناها بالدموع وبدأت شفتاها ترتجف بشدة واحمرت وجنتاها......وضعت يديها بين ركبتيها وكأنها تريد إيقافهما عن الإرتجاف.....تحدرت دموعها على خديها.

حتى أنا خنقتني العبرة ولو كنت تكلمت فستكتشف أني على وشك البكاء لبكائها، لكني تذكرت أن هذه الدموع التي تقطع نياط قلبي الآن هي من ورطني في هذا الأمر من الأساس وعلي أن لا أنهزم أمامها مرة أخرى.

إنتظرتها أن تهدأ.....مرت دقائق قبل أن تتوقف ركبتاها وشفتاها عن الإرتجاف.....قلت لها "جواهر....فكري أيضاً في أمك وأبيك....تخيلي لو أن والديك يعرفان أنك تقيمين مع شخص لا يعرفانه بينما هما يتوقعان أنك في مكان آخر....."



لم يصدر عنها أي رد فعل، دخلت وتركتها آملاً أن تفكر بكلامي ، جلست بالداخل أسترق النظر لها بين اللحظة والأخرى.....تسمرت في جلستها كأنها تمثال......كانت عيناها تنظر في عالم بعيد...كنت أستطيع رؤيتها وهي تتجرع حرقة دموعها كل بضع ثوان.

بدأت الشمس الحارقة تزحف في الخارج، أشفقت عليها من الحرارة الشديدة، سرت نحوها بكل هدوء...مددت لها يدي لأساعدها طالباً منها الدخول ، أشاحت بوجهها عني وبدأت شفتاها في الإرتجاف مرة أخرى........لم أستطع تركها في تلك الحالة، وعدتها إن هي دخلت أن نتفق على أمر يرضيها.....دون أن تنظر إلي أعطتني يدها وقبضت على عكازها باليد الأخرى.



دخلنا وجلست على الكرسي وجلست أنا قبالها في الأسفل........لم أعرف ماذا أقول ولم يكن لدي أي فكرة أطرحها عليها، كانت تصوب لي نظرات استعطاف خاطفة أذابت كل الصلابة التي تحليت بها حتى تلك اللحظة.

قررت الخروج والمشي قليلاً لعلي أعود برأي ما.....أخبرتها أني سأذهب لأحضر بعض المشروبات الغازية من المحل القريب......خرجت عنها دون أن تعلق بشيء......تذكرت الإنجليزي المسن، هو صديق أبو جواهر......خطر لي طلب المساعدة منه، لكن هذا سيكون خيانة كبيرة في عين جواهر............تذكرت رد فعل جواهر تجاه الرجل البارحة فعدلت عن الفكرة......اشتريت المشروبات وعدت لأجد جواهر على حالها.....قدمت لها المشروب فأخذته وشكرتني بنبرة حنونة للغاية وكأنها تطلق رصاصة الرحمة على كل مقاومة لدي لها.

للقصة بقية....
رد مع اقتباس