الموضوع: جواهر
عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 03-07-2011, 10:47 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

جواهر إبنة مهجورة.......هكذا قلت لنفسي وأنا أتجول في "مكانها"، إن كانت تعيش هنا مع الألعاب والخدم فقط فهذا يعني أنها مهجورة......ألعاب الفيديو العنيفة المكدسة تفسر صوتها المرتفع وانفعالاتها السريعة.



جاءت الخادمة تتبعها أخرى ترتدي زياً مختلفاً تحمل لي العصير....اغتنمت الفرصة وأنا أشكرها لأسأل عن والدي جواهر...والإجابة كانت "الأب في مؤتمر والأم في رحلة سياحية".



قد لا يكون خوف جواهر من والدها كما ادعت في بداية الأمر له علاقة برغبتها في البقاء معي.....ربما هي صرخة رفض أن تكون من ضمن الكماليات التي تزين صورة العائلة "شابة جميلة تدرس في جامعة راقية في بريطانيا"......هكذا أرادوها ربما.



ولو أسرفت في التحليل قد أفترض أن حادث الدراجة النارية كان محاولة انتحار واعية أو غير واعية.......



جاءت جواهر برفقة الخادمة وقد بدلت ملابسها وسرحت شعرها ، دون حتى أن تجلس طلبت أن نغادر......ذلك أراحني فعلاً.


في غد ذلك اليوم وبما أن نوبتي مسائية فقد اتصلت جواهر بمهند وسهرا معاً حتى الساعة الواحدة ثم أوصلها للمستشفى ونامت في سيارتي حتى السادسة صباحاً.



إجازة نهاية الأسبوع كانت رائعة مع جواهر......فقد نسيت كل مخاوفي السابقة وأبحرت معها في جو رحب من الألفة والسعادة البريئة......أصبحت أخجل أن أنظر في عينيها مباشرة، كانت تزداد جمالاً في عيني مع الوقت....هي أيضاً تغيرت، اكتسبت رقة وأنوثة طغت على طبعها الصبياني السابق.



يوم السبت في حوالي الساعة السابعة صباحاً رن هاتفي...كنا ما نزال نائمين، أجبت الهاتف وكان المتصل الإنجليزي المسن.....طلب مني الحضور لمكتبه في مقر الشركة في منطقة قريبة من وزارة الخارجية......أنهيت المكالمة والتفت إلى جواهر فإذا بها كانت تستمع.



قالت "كنت تكلم الإنجليزي المسن؟"



قلت لها "نعم" ثم ظننت أنه من المناسب أن أحاول لكي تخبرني عن ما يزعجها بشأنه"......أقرت أنها تكرهه لكنها لم تستطع أن تبرر ذلك ولا أن تخبرني أي شيء عنه .....أيقنت أن في الأمر سر ما.......رجوتها كثيراً أن تخبرني لكنها كانت تبقى صامتة......طلبت مني أن أوصلها للبيت وستتصل بي بعد الظهر.



أوصلتها للبيت ومضيت أنا في طريقي لمقابلة الرجل، لم أتعرف على المكان بسهولة بسبب تشابه المباني ولعدم وجود أي لافتة للشركة تميز الفلّة.



كان استقبال الرجل حسناً....وشرح لي أنه بحاجة لشخص يكون متواجداً أغلب الأحيان ويقوم بأعمال متعددة ......من سائق و منسق حفلات ومحاسب شخصي و و و....وعدد لي بعض الأشياء التي رأيت أني بمقدوري القيام بها.



الراتب الذي عرضه علي كان ثلاثة أضعاف راتبي والأكثر أهمية من ذلك أن خدماتي ستنقل إلى جهة مرموقة غير وزارة الصحة.



إلى هنا وكان كل شيء يبعث على التفاؤل......ثم أخرج من درجه ملف لم تخطئ عيناي صورتي المطبوعة على رأس أول ورقة فيه......استعرض معي الرجل معلومات دقيقة وبعضها شخصية عني لا يمكن أن ترد في أي سجل حكومي طبيعي، قال إنه يستعرضها ليتأكد منها ولأن الجهة التي سألتحق بها تطلب هذه المعلومات........لم يكن لدي ما أخفيه لكنني أحسست أنه كان يظهر سلطته ومعرفته عني أكثر من قوله للحقيقة.



للقصة بقية.....
رد مع اقتباس