الموضوع: جواهر
عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 03-07-2011, 10:51 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

وصلت الغرفة وانا كلي شوق لأخبر جواهر بما حصل في الغد.....دخلت الغرفة وأنرت الإضاءة لأتفاجأ بالطاولة الصغيرة التي كانت جواهر تأكل عليها قد وضعت في وسط الغرفة وإذا عليها ورقة مكتوبة بخط اليد......أول شيء وقع عليه نظري في الورقة اسم جواهر في أسفل الورقة، كانت رسالة من جواهر ، قالت فيها ما لم تستطع يوماً قوله في حضوري، كانت رسالتها كالتالي .

"ساعد....لابد أنك الآن قد علمت بأمر العجوز الإنجليزي صاحب شركة الاستشارات الأمنية، أنا كنت أعرف بالأمر منذ أكثر من سنة.

ذات يوم وعلى غير عادته جاء أبي بنفسه ليأخذني من المدرسة، كان شديد التأثر بشيء ما وكان يظهر عاطفة شديدة تجاهي وكأنه يريد الاعتذار عن شيء.....وصلنا البيت وأخذت كتبي من على الكرسي الخلفي واتجهت لغرفتي، في المساء جاءت أمي تطمأن على أدائي لفروضي المدرسية، أخذت الكتب التي كنت قد وضعتها على الطاولة وإذا تحتها قرص مدمج في حاوية بلاستيكية، عرفت أني حملته مع الكتب عن طريق الخطأ من سيارة أبي، مندفعة وراء فضولي شغلت القرص المدمج........ولابد أنك تعرف الآن ماذا يمكن أن يكون فيه....كانت أمي تنظر ودموعها تتساقط ثم أغمي عليها....أنا عشت صدمة نفسية قاسية.......إثر ذلك هجر أبي البيت ولم يعد يستطيع النظر في وجوهنا.

ذهبت لاستكمال دراستي في بريطانيا لأبتعد عن ما يذكرني بالأمر وتوقعت أني حين أعود ستكون الأمور قد عادت إلى طبيعتها.

لكني حين عدت كانت الأمور أسوأ، أمي كانت مصابة بانهيار عصبي وأبي لم يحضر للبيت منذ عدة شهور ، حاولت الاتصال به لكنه رفض الرد على اتصالاتي.......في إحدى الليالي ضاقت الدنيا أمام عيني....كنت أحس أني غير قادرة على التنفس، ركبت دراجتي وانطلقت مسرعةً كأني أبحث عن هواء أتنفسه .....انطلقت بأقصى سرعة، كانت الذكريات المرتبطة بذلك العجوز تلاحقني لكتم أنفاسي.....في لحظة قررت أنه لابد من مواجهة، لا يمكن الهرب إلى ما لا نهاية، لابد من الإنتقام من ذلك الذي تسبب في كل هذا....حاولت الاستدارة بالدراجة وأنا على تلك السرعة الكبيرة ......اختل توازني وتدهورت بي الدراجة وأنت تعرف الباقي.



ساعد، السوار الذي تركته لك، إرجو أن تحتفظ به ، إنه هدية غالية جداً على قلبي...لقد كان هدية مشتركة من أبي وأمي.


شكراً لك على كل شيء"


بعد قراءتي لتلك الرسالة الصادمة حاولت الإتصال بجواهر.....لكن الإجابة كانت "الرقم لم يتم توصيله"....تأكدت أني أطلب الرقم الصحيح عدة مرات وكل مرة كنت أحصل على نفس الإجابة.

لم تظهر بعد ذلك جواهر أبداً....فتشت كل الأماكن التي ذهبنا لها سوياً....سألت كل الأشخاص الذين قابلناهم سوياً، لا أحد يتذكرني أو يعرف إسم "جواهر"....حتى ابن عمها مهند.....لمحته يوماً في مجمع سابكو وركضت وراءه.....لم يتذكرني أبداً .

في التحقيقات اللاحقة التي تلت ليلة القبض على العجوز ومساعديه علمت أني كنت ،دون أن أعلم، سبباً في كشف الاعيبه الخبيثة، كانت تحركاتي المفتقرة للحس الأمني، بخلاف البقية، معيناً كبيراً لجهاز الأمن في تتبع نشاط المجموعة.

هل عادت جواهر من الموت لتنتقم من الإنجليزي؟ هل تأبت تلك العنيدة أن تموت وتترك ثأرها؟....الآن أنا متأكد من هذا، لا تفسير منطقي لما حدث غير هذا.....

أعترف الآن أني أحبها ولن أتوقف عن حبها .



النهاية
رد مع اقتباس