[يزيد فاضلي]

...ها قد عدتِ-جارتي الكريمة وأختي سعاد-يا بنت بلدي الطيب الكريم...

فالحمدُ لله ملء الأرض والسماء على نعمة الإياب بعد الغياب...

وكما قالتْ أختنا الكريمة سوير،أقول أيضاً لأختي المبدعة الأصيلة : لستِ مُلزمَة أبَداً بتبرير ولا أنتِ مَدينة لنا باعتذار..لأنه ليسَ بين الخيرين حسابٌ ولا كشفُ حساب...

ثم إنه جميلٌ-أختي-ورائعٌ أن تتواصلَ مشاعرُنا وتتلاقحَ أفكارُنا على رشحَاتِ النت،عبر هذه المنتديات السلطانية الفيْحاء-أو غيرها من المنتديات الحبيبة-لكننا جميعاًً-أختي-ندركُ أن لنا حياة واقعية ًحقيقية،لها من مغارم التكاليف والهموم والعَقبَاتِ الكثيرة ما يُعْوزُنا على التواجد والبقاء في عالمنا الافتراضيِّ الرائع الساحر أكثرَ مدة ممكنةٍ وأطوَلَ حضور ممكن..بل ربما جاءتْ ظروفٌ قاهرة-وما أكثرَها في حياة الإنسان المُغالِبِ لظروف الدنيا-أجبرته على الغياب القسري أو الاختياري...

إنها الحياة التي نعرفها جميعاً أختي،ويستحيلُ أبداً أبداً أبداً أن نتحايَلَ على نواميسها أو نتعامَى على تكاليفها...

كلنا..كلنا-أختي-رهائنُ لظروفنا الحياتية الحقيقية،فلا مناص أبداً من أن نناجزَها بالحضور فيها والانشغال بها إن دَعَا داعي المناجزة..!!

فقط،ولأننا نألفُ بعضَنا البعض..ولأننا-على تباعد المسافات والأوطان-بعد الإلفةِ والعِشرةِ والتواصل والتعود على وجودِ أقلامنا وأفكارنا بمعيةِ بَعْضٍ،نجد في مشاعرنا فراغاً رهيباً وحنيناً شديداً إذا انقطعَ الوصالُ فجأة وانفطمتْ منه شِغافـُنا الرقيقة التي درجتْ على تلك الإلفةِ وذلك الإيلاف...

فرحتي-أختي سعاد-هي فرحة القلوب الغفيرة التي تـُغبَطينَ على احتوائها لكِ واستقصائها عنكِ وعن غيابكِ وخوفها من مجاهيل ذاكَ الغياب الذي يَطوي خلفَ أستاره ما يطوي من ذرائع وأسباب...

فمرحى-أختاه-مَرْحــى إلى حيثُ يأنسُ قلمُكِ الجميل الأصيل ونأنسُ...

والشكرُ موْصولٌ لهذه القلوب الدافئة النقية الصافية التي دائماً تهفو إلى إعادة النوارس الراحلة والغائبة إلى أعشاشها التليدة...

الشكرُ لأخي الحبيب المبدع الكريم الأصيل الشاعر كمال عميرة الذي أقرَّ أعيُننا بخبر التواصل معكِ والعوْدِ القريب..كما لن أنسى أبداً شكْرَ أختنا الكريمة الأصيلة ريم الحربي التي لم تتوانَ أبداً في مناداتِكِ-أينما كنتِ-في غير ما يأسٍ أن تعودي اليومَ أو غداً..إنها-أختي سعاد-نِعْمَ الأخت القريبة إليكِ،فاحفظي لها هذا الجميل،واللهَ أسألُ أن يُديمَ عليكِ وعليها من نعمة الأخوَّةِ في اللهِ شمُولـَها ودوَامها وأن تقطفاها في الدنيا إلفة وإيلافاً ومَحبة نقية صادقة،وفي الآخرةِ سعادة وقرْباً ونعيماً أبديا..آمين آمين يا رب العالمين..وأسأله تعالى أن يُعيدَ كل أخ حبيب وكل أختٍ حبيبةٍ إلى منتجَعِنا ومُخيًَّمِنا الوارفِ هذا...

وحِفظَ اللهُ ودادَنا وأخوَّتـَنا-في مشاعرنا وقلوبنا-بما يَحفِظ به عبَادَه المؤمنين الصادقين الصالحين...