[فيصل مفتاح الحداد]

إلى فقيد كلية الآداب عطية الفيتوري رحمه الله
كان رئيساً لقسم الامتحانات في كلية الآداب ، وسعى في خدمة الكلية سنوات طوالاً ، وأخلص في عمله كل الإخلاص ،وعملت له كلية الآداب تأبيناً فألقى فيه الشاعر فيصل مفتاح الحداد هذه القصيدة مشيداً بهذا الرجل الفذ ، وقال :

الـدَّهْـرُ يَـوْمَـانِ فِـيـهِ الحُـلْـوُ والمُرُّ .............بالـبـِشْـرِ نَـحْـيَـا وللأتْـرَاحِ نَـنْـجَـرُّ
دُنْـيـَا تُـفَـرِّقُ بـَيـْنَ الـتَّـوْأَمَيْنِ فَلاَ ................ يـَبْـقَى بـِهَـا آنِـسٌ بالأَهْـلِ مُـغْـتَـرُّ
المَـوْتُ حَـتْـمٌ وَكـُلُّ الخَـلْقِ ذَائِقُـهُ ................كَـالـكَـأْسِ يَشْـرَبُهُا المُحْتَـالُ والغِرُّ
مَا مِـنْ سَلِـيـمٍ رَأَى مِنْ جَدِّهِ سَلَماً .............. إلا سَـيُـدْرِكُـهُ مِـنْ جَـدِّهِ الـشَّـــــرُّ
فَـادْفَـعْ إلَى هَـذِهِ الأَيَّـامِ زِيـنَتَـهَا.................. لا يُـلْـهِـيَـنَّـكَ ذَاكَ المـَالُ والـصَّــرُّ
عَـطِـيَّـةُ الـلَّـهِ أَمْـسَـى رَاضِياً أَبَداً ................في جَـنَّـةٍ مِـلْـؤُهـَا الإحْـسَانُ والـبِّـرُّ
عِـنْـدَ المـَلِـيكِ الذي أَنْعَامُهُ كَمُلَتْ ............... يَـكَـادُ مِـنْ كّثْرَةِ الـنَّـعْـمَـاءِ يَحْـمَـرُّ
رَبٌ كَـرِيـمٌ وَكُـلُّ الخَـلْـقِ يَـعْـبُدُهُ ................. تـَبَـارَكَ الـلَّـهُ ذَاكَ المُـنْـعِـمُ الــبـَـرُّ
عَـطِـيَّـةٌ كَـمُـلَـتْ أَوْصَـافُـهُ حَسَبَاً ............... كَالـبـَحْـرِ في قَـعْـرِهِ المُرْجَانُ والـدُّرُّ
مَا كَـانَ يـُغْـضِـبُـهُ مُـكْثٌ ولا مَلَلٌ ............... مَـا كَـانَ يُحْـزِنُـهُ الأَوْصَابُ والضُّـرُّ
يُمْضِي النَّهَارَ عَلَى الأَوْرَاقِ مُعْتَكِفَاً ............كَـأَنَّـهُ فَـارِسٌ أَضْـنَـى بـِهِ الـكَــــرُّ
في بـُكْـرَةِ الـفَجْـرِ يَـأْتِي أَوَّلاً أَبَدَا ............... وفي الـرَوَاحِ بـُعَـيْـدَ الـنَّـاسِ يـَنْـجـَـــر
رُوْحٌ كَـمَـا شـَاءَتِ الأَقْـدَارُ طـَاهِرَةٌ.............. وَخَـافِــقٌ صَــدَقَـتْ أَعْـلاَقـُهُ حـُـــرُّ
حَـامَتْ عَلَيْهِ مِنَ الرَّحْمَنِ رَحْمَتُـهُ .............. وَجَـادَهُ وَابـِـــلٌ أَوْ صَـيـِّبٌ ثـَـــــــرُّ