عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-04-2014, 11:37 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي الغريب المريب الجزء السابع




الغريب المريب

الجزء السابع والثامن


أقبلت المرأة حاملة أرغفة ومرقة طير في آنية زجاجية

ووضعتها على خوانٍ وأنصرفت

وبعد الصلاة صنعت لنفسي ثريدا من تلكم الأرغفة والمرق , وأكلت بعد البسملة

وما أن انتهيت وحمدت الله تعالى حتى أقبلت تلك المرأة فجلست أمامي دون حياء

وأشارت إلى نفسها وقالت : ساره

فقلت لها وأنا مطرقا : ساره ورحمة الله وبركاته

فرفعت رأسي بيدها, فلمّا نظرت إليها هزت رأسها نافية

قالت فتاة : يا لها من وقحة وعديمة حياء

قال الغريب : ثم إنها أشارت إليَّ وقالت :

ساره . وهزت رأسها نافية

و أشارت إلى نفسها وقالت : ساره ... ثم هزّت رأسها أن نعم

ففهمت أن إسمها ساره , فأومأت إلى نفسي وقلت : علي

فابتسمت وقالت : آلي ... آلي ففرحت بذلك

ثم إنهم استمروا في معاملتي على ذلك النحو , حتى تمكنت من مخاطبتهم بلغتهم

وكان الرجل يعطيني قطعا معدنية وأوراقا نقدية , فكنت أحتفظ بها في مكان

آمن مع النقود التي أحرزتها عن نصيب والدي من البحرين

وكنت مواضبا على الصلاة لوقتها , وذات ليلة تملكني الأرق ولم أتمكن

من النوم , فخرجت من غرفتي و أردت الخروج من المنزل

فسمعت الرجل الضخم يناديني : كمون ألي

ولما أنتهيت إليه وجدته وزوجته كما خلقا , فاستحيت أشد الحياء

وأنصرفت غاضبا, ولكنه هب واقفا وأمسك بذراعي وأمرني بالمكوث

صارخا في وجهي , فرفضت رفضا باتا وحاولت الخروج , فمنعني

وزمجر غاضبا غضبا شديدا , وقد أحمر وجهه وانتفخت أوداجه فخفته

وجلست مرغما مطأطئا رأسي , والحياء يفتك بي , وقد آلمني إحتقاره

إياي وإستخفافه بمقامي أشدُّ الألم , فانا عربي مسلم

وما يفعله ذلك العلج عار يندى له الحبين , وكان بمقدوره الإختلاء بزوجته

وفعل ما أبيح لهما دون أن أشاهدهما , ولكنّه رجل عديم الغيرة

والإنسانية ولا يعرف العيب ولا الحياء ولا الأخلاق الحميدة

لأنه غير مسلم , فكل شيء مباح له في نظره السقيم

فشرع يقبّل المرأة وهي كارهة ساخطة , وكان يشرب من

زجاجة خضراء إلى جانبه , فكانت تشيح

بوجهها عنه وهي متأففة , فلم أتمالك نفسي وضحكت حتى كاد يغمى

علي ولم أشعر إلا ويده القوية تطوِّقُ رقبتي , فكادت روحي تزهق

وحاولت التخلص من قبضته لكنني لم أستطع غير أنّ عدو الله لم يفلتني

بل أمر زوجته بإحضار شمعدان هائلا مشتعلا

ثم قام بربط يدي ورجلي بعد أنْ أفقدني وعيي بلكمة هائلة على أنفي

ثم وضع القناديل المشتعلة على رأسي

فكان الشمع يسيل على ظهري ورقبتي , وأنا أصرخ و أستغيث

ولكن ما كان لأحد أن يغيثني أو حتى يسمعني , بسبب إنعزال

منازل أولئك الأقوام وتباعد دورهم

ولم يكن بمقدوري أن أتحرّك من مكاني , وقد ثبّت يدي ورجليُ

والقناديل تذوب على أم رأسي

وعندما حاولت المرأة مساعدتي وإنزال الشمعدان لطهما ذلك الشيطان

لطمة كادت تودي بها فولت هاربة باكية

ففقدت وعيي , ولم أفُق إلا في اليوم التالي , فقررت الرحيل وحزمت امتعتي

وخرجت قبل ان ينهضا من النوم , وركبت موترا أنزلني في مدينة فيكتوريا

فنزلت فندقا وحاولت ان اجد عملا أعيش منه , وبعد عدة أيام من هروبي

وبينما كنت أسير في احد أزقّة تلك المدينة , فوجئت بأربعة رجال يلبسون

لباسا موحدا ومسلحين بالبنادق , يحاصرونني في ذلك المكان

يتبع إن شاء الله




التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 25-04-2014 الساعة 12:59 AM
رد مع اقتباس