الموضوع: السر الدفين...
عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 16-09-2010, 09:29 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي السر بين طيات دفتري....

[4]

السر بين طيات دفتري..


عدت إلى البيت بعد غياب ثلاثة أيام في أحضان تلك الغرفة و بين تلك الأدوية الخانقة
مرت تلك الأيام و كأنها سنوات لم يتغير داخلي شيء الألم و الحزن لازال يسكن
أعماقي.... رحيل أمي الذي استطاع أن يبدد تلك القوة الباقية داخلي
تصفحت في تلك الأيام التي مضت.... دفاتر أيامي الماضية أريد أن أتذكر ملامح أمي
حاولت و حاولت لكني لم أستطع لقد تبددت تلك الملامح يكسوها الضباب لم استطع أن
أرى ملامحها كانت الصورة مشوشة آآه أمي لم يكن يريد القدر لقاءنا و هاأنا الآن
أخشى أن أنسى ملامح وجه أبي الذي لم أره منذ أربع سنوات تقريبا أذكر أخر لقاء لي
به عندما سافرت للدراسة لازلت أذكر التاريخ نعم كان يوافق 6/4/1419هـ
آآه يا أبي أين أنت الآن...؟؟؟
ليتك يا أبي لم تتركني أسافر ليتك قسوت علي كما تفعل دائما.. ليتك حرمتني من تلك الدراسة.. آه يا أبي لو تعلم ماحدث لي و ما كسر داخلي..
لازلت أذكر تلك الأحداث بكل تفاصيلها كيف لي أن أنساها.. وها أنا أسجلها بين طيات دفتر ذكرياتي الغارق بكل شيء لا أدري لما هذا الوقت بذات أكتبها.. على أسطرك يا دفتري هل لأني أريد ترسيخ تاريخها المر أم لم أستطع تلك الأيام كتابتها لذاك الوضع الذي أنساني كل شيء و أخمد داخلي رغبتي حتى فالتنفس..يااااااااااااه كم كانت أيام صعبة ..
سافرت لدراسة علم الفلك مع أنه لم يكن من العلوم التي أعشقها لكني أخذتها للهروب من البيت و قسوة أبي.. مرة السنة الأولى بكل عذاباتها حتى تأقلمت على تلك الأوضاع في تلك الدولة كانت العادات و التقاليد تختلف تماما عن مجتمعنا حاولت عدم التأثر بكل تلك الثقافة التي لا تمدني بصلة في البداية كنت فتاة محفظة على نفسي و على مبادئي و تقاليدنا.. في السنة الثانية هنا بدأت أفقد بعض السيطرة على نفسي. كنت أسكن مع فتيات من جميع البلدان و لكل منا عادته و تقاليده و لكل منا مبادئ و أخلاق تختلف عن الأخريات.. كانت تشاطرني الغرفة فتاة اسمها هناء كانت تختلف عني في الكثير في البداية لم أحاول تقرب منها للفرق الذي بيننا و لأنها كانت بعض تصرفاتها لا تعجبني و حياتها شبه استهتار وللامبالاة و كانت تقضي وقتها في السهر و الخروج للهوى و لا تعود إلا متأخرة وبعض الأحيان تفوح منها رائحة تلك المشروبات المحرمة ممزوجة برائحة السجائر.. كنت أشمئز من تصرفاتها حاولت أن أغير غرفتي لكن لم يكن هناك مجال فالكل يرفض تغير غرفته. كانت هي تحاول دائما التقرب مني لكني لم أعطها أي اهتمام.. ذات يوم أصيبت هناء بالحمى فلازمت الغرفة كنت أنا من يهتم بها بحكم أنها رفيقتي في الغرفة.. من هنا بدأ التقارب بيننا كانت فتاة تختلف عن ما كنت أراها عليه.. لمست فيها الكثير.. ومن هنا بدأت أتقرب منها أكثر و أكثر.. كانت فتاة يزدحم داخلها الكثير من الحزن و الضياع.. كانت تهرب من واقعها بما تفعله.. هناء من عائلة تضج بالمشاكل الأم عصبية و الأب أيضا عصبي و الأولاد مشتتين بطلاق أمهم الأول و عودتها لزوجها خلقت أجواء متوترة لأنه لم تكن ترغب بالعودة ولكن عادة مرغمة..كانت تصب غصبها على أولادها و الأب أيضا كانت الأولاد المتنفس الوحيد لهما فهربت هناء من هذا كله لسفر بحجة الدراسة و غابت عن واقعها برفقاء السوء و طريق اللهو و المجون... حاولت أن أعيدها لرشدها لكن لم تكن تستمع لي بل كانت تضحك و تطلب مني أنا أجرب ما هي عليه لأعرف طعمه كنت أرفض كل اقتراحاتها و أفكارها.. حتى جاء يوم طلبت مني بل ترجتني أن أخرج معها بعد أن اتفقت معي أننا لن نتأخر و لن نذهب للأماكن المشبوهة مجرد خروج لنزهة فقط.. عندها اقتنعت و خرجت وليتني لم أخرج معها ولم أطعها أبدا.. تلك الليلة عندما خرجنا كانت في البداية نزهة عادية ولكن بعد ساعة رأيت هناء تلتفت يمين شمال وكأنها تبحث عن شيء.. فجأة توقفت عند أحد أعمدت الكهرباء و فتحت أزرار عباءتها ليظهر جزء من قميصها الأصفر دقائق فقط و إذا بأربعة من الشباب يقتربن منا و أحدهم يضع يده على هناء بدون حياء و يغمز لها بعينه والآخر يمد يده ليخرج شيئا ملفوف من جيبه و يعطيها إياه.. و أنا ابتعدت عنهم خائفة من تصرفاتهم و حركاتهم.. تعالت الضحكات و أحدهم أقترب مني يحاول أن يلمسني لكن هناء ألتفت له و صرخت في وجهه دعها فهي لا تشبهنا في شيء لا تقترب منها و إلا ستجد ما لا يرضيك..عدنا للبيت و أنا أرتجف و أبكي من الخوف وهناء تضحك لما البكاء.. لم يحدث شيء..؟
لم تخبريني أننا خارجتان ليحدث هذا اللقاء..؟
يا عزيزتي لو أخبرتكِ لن تأتي معي..
وبعد أن هدأت وقبل أن أسألها عن محتو ما تحمله رأيتها تفتحه لتخرج منه مسحوق من البودرة وتشمه بشراهة.. فهمت كل شيء الآن.. و عرفت كل شيء و تلك السهرات و حكايتها.. كنت دائما أحاول أن أعيدها لرشدها لعقلها أحاول أن ألملمها لكن لا فائدة.. وذات يوم خرجت معها ومع بعض الفتيات اللواتي معنا في المنزل لنزور بعض زميلاتنا في الدراسة و في الطريق حدث ما لم أتوقعه أبدا.. توقفت سيارة بالقرب منا و الجميع أسرع لركوب كنت مترددة كثيرا لكن الجميع كان يدعوني ويخبرني أن لا أقلق استمعت لهم و ركبت السيارة.. وصلنا لمكان لم أراه من قبل مكان في حي مخيف نزل الجميع كنت خائفة ودخلنا بيت صغير الشيء الذي أراحني أن وجدت بعض زميلاتي هناك.. كانت الجلسة بسيطة و عادية جدا هذا ما ظننته لكن حدث ما لم أتوقعه أخرجت هناء علبة تحتوي على نفس البودرة التي كانت تشمها و أعطتها لبعض الفتيات هناك كان البعض معترض و البعض يشمها و يضحك أخذت أحد الفتيات منه شيء و قربته مني رفضت لكنها أرغمتني بكل قوة وهم في تلك الحالة من الضحك و الغياب عن الوعي أمسكت بي أخرى و أرغموني على شمه لم أشعر بشيء بعدها.. و منذ تلك الليلة بدأت أتعاط المخدرات حتى أدمنت انخرطت في ذلك الوحل دون أن أدري حتى جاء ذلك اليوم.. كانت لليلة الأربعاء الساعة الأحادية عشر.. كنا في أحد المنازل دخل علينا 5 من الشباب بعضنا خاف و صار يصرخ و البعض كان يعلم بهذا وما هي غلا دقائق ويقتحم المكان عدد من الشرطة و يأخذونا جميعا فقد كان البت مشبوه و هناك التحقيق و الفحص.. تعرضت لأقسى تجربة في حياتي التهمة التي أكدت سجلت علي هي فقط الإدمان فلم يوجد شيء غيره.. أم البعض الإدمان و غيرها.. وفي السجن ماتت هناء بين يدي فقد تناولت جرعة زائدة من المخدرات عندها أفقت من غفلتي ولكن بعد أن ضاعت أحلامي و خسرت سنوات دراستي.. و عدت خاليه بلا شهادة وكل ما سألوني أتهرب عن الإجابة حتى عندما سقطت في المستشفى خفت أن يفتضح أمري و ما أن أفقت و تحدث معي الطبيب و أخبرته بكل شيء و طلبت منه أن لا يخبر أحد عن أدماني الذي لازلت أتعالج منه..لن أنسى ملامح هناء وهي تموت بين يدي و سر ضياعها الأبدي.. أغلقت دفتري وصرخت لما هذا الرحيل لما...؟

يتبع>>>>>
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس