ليل البارحة كنت أسير بين شوارع مسقط العامرة كعادتي بهدوء وسكينة رغم زحمة الوجوه والمركبات أنظر إلى هذه الدرة كيف بقيت متلألئة رغم الأهواء والأنواء والأهوال .. كيف حافظت على رونقها وجمالها وبريقها .. كيف زرعت الحب في قلوب الآخرين حتى هم الآخرون في إنقاذها وإعادة نظارتها إليها .
هكذا كنت شارداً بالفكر وهائماً في حب هذه الجميلة حتى طوقت شفتاي ابتسامة رضا أن جعل الله لنا مسقط واحة نلقي عليها ظلال تعبنا ومعاناتنا .. إنها لحظات ود جميلة حركت مشاعر صادقة ومن بين هذا وذاك سطع نور كنت أتمنى أن لا يسطع في هذا الوقت .. هكذا لقد مر أسفل شاشة العرض مكتوباً أن لك في كل مكان في مسقط ذكرى وعلى ترابها تعلمت الحبو في الحب حتى استقمت وترعرعت .
وهناك خلف البيوت البيض كنت تهدهد ذات مساء رمل الخوير حيث القمر يرسم ظلينا على تلك التلال ، وهناك حيث الشاطئ النائم على موجه الهادئ كنت تستحم بآخر موجة تتكسر عند أطراف الأصابع ، وهناك حيث جذع الشجرة الفارعة في الطول كم كنا نختبئ من العيون لنكتب أحرف اسمينا على جذع تلك الشجرة ، وعلى قمة جبل شاطئ الحمراء كم جلسنا نفتش في قلوب بعضنا عن بعضنا وكم بكينا وكم ضحكنا ، وبين دهاليز سوق الظلام أخذتنا معاً الخطوة وهي تفتش عن أشياء قديمة نعلقها في جيد بعضنا للذكرى وكم عانقنا بوابة مطرح ومتحف الزبير والبستان وكم شهدت لنا قنتب أجمل لقاءاتنا .
أماكن رسمنا على ترابها وجدرانها كثير من الحلم الجميل وزرعنا كثير من بساتين الورد المحمدي ونسجنا للغد ثوب فرح أبيض ورقصنا وضحكنا ولهونا معاً دون أن نحسب للأيام أي حساب ، بل ظننا أننا قد تمردنا على أنفسنا وعلى الزمن وعلى حظوظنا العاثرة وأننا نهيم معاً بعيدين عن عالم الحزن والدموع وشيئاً أسمه الفراق .
هكذا احتارت البسمة التي كانت تقف على الشفاة وهي تتأمل مسقط العامرة أتغادر في صمت أم تذبل مكانها وتموت في عالم ذكريات كان أيضاً جميلاً لكنه اليوم محزن وحزين .
لقد انقطع سبيل امتداد ........................
جزء من النص مفقود .