عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-05-2015, 10:08 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات مُزعج ذاته رئاسة النادي





مغامرات مزعج ذاته

رئاسة النادي



وعاد ذلكم المطرود إلى مرسله، وأعلمه بما حصل.
فرفع تقريرا إلى وزارة العدل والشؤون الدينية، شرح فيه
تجاوزات تلك الجماعة الضالة.
فما شعر مزعج ذاته وعصابته إلاّ برجال هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر يحاصرونهم عصرا في أحد المنازل، وكانوا
قد إجتمعوا على قرويِ، يأمرونه بتزويج ابنته القاصر من شيخ القرية
فقبض عليهم بالجرم المشهود، وفعلا أودعوا السجن على ذمة التحقيق.
وعندما علم بعض وجهاء المدينة بما حصل للشيخ القروي ومن معه
سارعوا إلى المخفر، وهناك حاولوا إستخدام نفوذهم لعرقلة
سير العدالة كما اعتادوا من قبل، غير أنّ الضابط الأمين
رفض كل محاولات الإغراء والإبتزاز، ولم يقبل وساطة أحد
فأضطروا إلى السكوت، والقبول بالواقع، وأستمر حبس المتهمين.
ثم أفرج عنهم في مناسبة وطنية، إذ شملهم العفو العام
وما لبث مزعج ذاته أن عاد إلى بلدته، ولم يطل عليه الوقت حتى رشّح
نفسه لرئاسة النادي الرياضي، وإذ لا منافس له بسبب الثروة التي جمعها
من عمله في البادية، فقد فاز بالمنصب، وأصبحت مفاتيح إدارة النادي بين أصابعه
على الرغم من جهله التّام باشئوون الرياضية، فهو لم يمارس أية لعبة رياضية مطلقا.
وليست لديه ثقافة كروية، ولا يمتلك ميول غير كسب المال بأية وسيلة.
فأستعان فور تسلمه إدارة النادي بمجموعة من النصابين، الذين يجهلون الرياضة مثله
تماما، وأوكل إليهم إدارة الأنشطة والبرامج الرياضية المختلفة في النادي، ففسدوا
وأفسدوا، إذ أنّهم لم يستعينوا بذوي الكفاءات والخبرات، بل إعتمدوا على ذويهم فقط.
بينما انصرف مزعج ذاته بمعاونة بعض الإنتهازيين إلى الإهتمام بالشؤون المالية.
فكانت إيرادات النادي من الجهات الحكومية ومن أجور ملحقات النادي ذاته
ومن هبات المؤسسات الأهلية، وتبرّعات ومشاركات المواطنين، تغدو وتروح
بين أيدٍ غير أمينة. فبخلوا على اللاعبين، والفنيين والإداريين وضيّفوا عليهم.
وأقتصرت المدفوعات على بعض الأنشطة الدعائية.فكانت الملصقات تملأ جدران البلدة
وبوابات المساجد والمؤسسات العامة والخاصة، وكلّها تروّج للمزيد والمزيد
من التبرّعات والهبات بحجّة النهوض والرقي بالنادي.
غير أن الإدارة ما كانت تنفق على الرياضة والرياضيين إلاّ أقل القليل
فأستقال اللاعبون تباعا وقد سبقهم المدرّبون والفنيون والإداريون
وأهملت الأنشطة الرياضية، فهبط النادي إلى درجة أدنى.
حينها انتبه بعض عقلاء البلدة، وبدأوا يتشاورون في مستقبل النادي
وعندما علم مزعج ذاته بيقظتهم وإنتفاضهم، قدّم إستقالته إلى شيخ البلدة
غير أن رجال البلدة رفضوا تبرئته، قبل تقديم كشف وتقرير شامل
بما أنجزه خلال فترة ترأسه النادي، والتي دامت موسمين قاحلين
وطالبوه بتقديم الفواتير والإيصالات والمستندات بما أستلم وبما أنفق
من مبالغ مالية ضخمة، فأسقط في يده وأخذ ينشد هذه الأبيات:

قد كنت بالأمس في عز وفي دعة :::: حيث السرور وصفوا العيش والنعم
واليوم أنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ ::::::::::::::: صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كرمُ
كأن سيفك لم تلمع بوراقه :::::::::::::::::: وغيث سيبك لم تهمع له ديم
ما كان أغناكَ عن حِلٍّ ومرتحلٍ :::::::::::: لولا القضاءُ وما قد خطَّه القلمُ

يتبع إن شاء الله
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 27-05-2015 الساعة 10:16 PM
رد مع اقتباس