عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24-12-2014, 01:56 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سالم الشعيلي مشاهدة المشاركة
أخي زياد الحمداني..
التفاته رائعة لهذا الجانب الإجتماعي الجميل.
الحزن والإحساس لا يعرف درجة أو رتبة أو قومية فهو يطال الجميع لانه فطرة فطر عليها البشر وحق لهم أن يشعروا بها ولكن من تولى قيادة ما فعلى عاتقه الحزن والمواساة في آن واحد وهذا ما نراه في عدة محافل.
وفي الأثر...
حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن حسان حدثنا قريش هو ابن حيان عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله فقال يا ابن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون رواه موسى عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أما باب التشنيع والعويل وزيادة المحزون حزنا فإنه غير محمود ومن الواجب على من قصد المواساة أن يواسي بما يحسن للمصاب وينسيه وإذا أخذنا التعزية كمثال فهي فعلا مواساة لا مثيل لها فعندما يرى المفجوع ان الناس معه ويواسونه فإن ذلك ينسيه المصاب الجلل الذي حل به.
وهذا هو باب الإحتواء
بلغني عن أحد أفراد عائلتنا الذي فقد إبنه الأكبر في حادث سير مروع وكنا نحن خارج السلطنة أن أم الولد تذرف دمعا مصحوبا بالدعاء فقط بلا عويل ولا بكاء وكانت تطلب من أخواته وإخوانه الهدوء والدعاء. فمن افجع من الأم بولدها وهذا هو تصرفها فهي تحتوي حزنها وتصبّر غيرها.

المرء مطالب أن يتجاوب مع الأحداث التي تحصل حوله وإحتواء الأشخاص انفسهم وليس المشاعر فقط من أهم الأمور التي يجب على المجتمعات أن تنظمها وتستعد لها فلا شيء معروف وقت حدوثه أو زواله.

الموضوع أعمق من أن افيض فيه بشيئ وهذا ما قدرت على ابرازه والله الموفق.

تحياتي العطرة.

بارك الله فيك أخي المفكر أ. محمد الشعيلي..


دعمتَّ الموضوع بشكل جذاب جدا بسردك واقعة حقيقية ..

طالما وجد التأني والهدوء في كيفية التعامل مع عواقب أو مفاجئات اللحظات كلما كانت الأضرار النفسية والجسدية محافظ عليها ، وكذلك المرء العاقل الذي يكون له دور كبير في رسوخ هذه المناعة فأضعف الأيمان أن يوجد في الأسرة الواحدة شخص يكون ركيزة لتقلبات الزمن وما تبث من احداث ليمتص هذا العبئ..


جزاك الله خيرا أخي الفاضل..
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه