الموضوع: لا.. لليأس
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-05-2010, 02:48 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي لا.. لليأس

متسللً إلى القلوب البائسة اليائسة.. جاعلً الحياة الحالمة حالكة ورغبة مفارقتها نصب الأعين الشاخصة، عندما تكتسي به الوجوه الملائكية يحولها لوجوه من قرميد شوه الزمان معالمها، فتظل تصارع عوامل الطبيعة بين مطرقة الحسرة وسندان الآهات.

اليأس.. وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني تتفطر لها القلوب يعد بامتياز أحد أقوى الأسلحة الشيطانية التي يخر لها أغلب بني البشر استسلامً، به يُنسف الأمل وتتفجر طاقات الحزن في العقول التي لا تؤمن بالقدر، تلك العقول التائهة في غياهب اللذات وأتباع الشهوات والتي اتخذت الدين لعب و الدنيا نحيب، فسبحت في فلكها الخاص تبحث عن ذاتها المكنونة في أحلام وردية ما تلبث أن تتحول إلى كوابيس جهنمية يلفح لهيبها القاصي والداني، فضعف الإيمان بتلك القلوب يفتح الأبواب على مصراعيها لدخول الشيطان للمسالك القلبية تحت مسميات وشعارات مختلفة ألفنا سماعها في حياتنا اليومية، شعارات منها {العشق والغرام والحب والهيام} التي وفي لمح البصر سرعان ما تتحول إلى سراب أو شظايا أوهام تتناثر أدراج الرياح، وما أن تسقط الأقنعة الزائفة حتى تبدأ مرحلة اليأس والقنوط بحيث يدخل الإنسان في دوامةٍ من اللامبالاة لكل ما يجري حوله، يركز تفكيره على ماضيٍ عذب ولى وحاضرٍ صعب صار واقعً ملموسً ينظر إليه في كل لحظه لتتخبط خطاه ويسير مترنحً وكأنه يساق للموت سوقً، أن هذه الحالة من الاكتئاب الوجداني التي تسيطر عليه لن تتركه ما لم ينتشله أحد من عالم الخيالات إلى عالم الحقيقة، حيث أن أمثال هؤلاء مرضى يجب علاجهم.

أن جميع البشر معرضون لهذا المرض فالفتن وتقلبات الزمن سبب رئيسي لليأس والذي بدوره يشكل أساس الخمول والكسل، كما أنه من العوامل التي يتنصل بها الفرد من الواجبات الدينية والدنيوية فبوجوده يفقد الإنسان الرغبة في عمل أي شيء سوى الوقوع في براثن أحلام اليقظة وبذالك يصبح عاله على أهله ووطنه.

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 05-05-2010 الساعة 05:38 PM
رد مع اقتباس