الموضوع: حورية الأشخرة
عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 23-09-2012, 10:17 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيت حميد مشاهدة المشاركة

(12)

إنه الآن يحاول إعادة التواصل مع عقله الذي أحسّ أنه لم يعد قادراً على استيعاب الأحداث فأصيب بماس كهربائي. شعر أنه لو مدّ يده واستطاع الاستناد لجدار المظلة الاسمنتي فإن ذلك قد يساعده في استعادة احساسه بالأشياء........لكن المسكين انهار قبل أن تصل يده للحاجز وسقط كمن أصابته طلقة في رأسه، شهقت الفتاة التي تحمل الطفل شهقة خوف ...... نظرت لأختها الحسناء نظرة لوم وكأنها تقول لها لقد قتلنا الفتى، لكن تلك كانت صلبة وهادئة.....مشت نحوه بتبختر وغرور، وكأنها قد شفت غليلها منه حين رأته مع تلك المرأة في المركز الصحي، رتّبت له فراشاً وسحبته إليه كالتيس الميّت، أشعلت النار وجلست بقربه هي وأختها......لكنه لمّا لم يفق بدأ القلق يساورها، قرّبت أذنها لأنفه لتتأكد أنه يتنفس.....ذابت قطرات من رائحتها في أنفاسه، ومرّت خصلة الشعر السحرية على وجهه.....وكأن ماء الحياة انسكب عليه فأفاق.

نظر لوجهها على ضوء موجات النور من النار القريبة، لم يجرؤ حتى على أن يطرف بعينه، لا يريد أن تضيع منه ثانية نظر لوجهها.....كان يقول لنفسه بدهشة ....بالفعل، لا يمكن أن تكون هذه إنسانة، لا يمكن أن تكون خلاياها كخلايا البشر....لا يمكن أن تتخلل جسدها الشرايين أو أي شيء آخر.....ولا شك أنها لا تأكل.... يكفيها التنفس فلا يليق بها أن يوجد بجسدها جهاز هضمي....هذه خلق آخر من مادة جميلة مترفة.....

استخدام أنيق لألفاظ مترفة ورقيقة هذه المرة أخي سالم


وكأنك تتعمد زيادة تشويقنا لباقي الحدث

( لم يجرؤ حتى على أن يطرف بعينه، )
جاء توظيف الجملة هنا رائعا جدا فكأن البطل تعمد ان يجعل هذه الثواني لحظات لا تنتهي
اسلوب اكثر من رائع ننتظر جديدك
__________________
رد مع اقتباس