[يزيد فاضلي]

..أرتل-أخي الحبيب البديع محمود-بيني وبين نفسي هذه الزفرة الحَــرَّى فأخالُ أن انحباسَ الغصة سيخنقني بالعَبِرة ولا أكادُ أقوى-واللهِ-حتى على التأوه في صمتٍ دفين...

آهٍ-أخي الحبيب-وألف آهٍ...

آهٍ ثم آهٍ مما آلَ إليه الأمرُ في هذه الأمة المترامية التي لما هانتْ في دينها وتماسكها هانتْ في نفسها وكيانها..!!!

إننا لم نكد نستفقْ-ولما نستفق بَعْدُ-مما يحدث من رحى الأحداث في سورية الحبيبة حتى توالت الرحى أن جراحاتٍ غائرة أخرى تـُفتح هناك في جنوب شرق آسيا،وأن الدورَ هذه المرة على أحبتنا وإخوتنا الضعفاء في بورما الشهيدة..!!!

صوَرٌ لأهوال ومآسي ومجازر جماعية بالجملة تـُدارُ-بدمٍ باردٍ-هناك على مرآى ومسمع الدنيا والعالم ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي صارتْ هيْكَلاً بلا روحٍ،وليسَ لها من حس ولا ركز إلا حركة جيوش موظفيها الذين ينتظرون قبضَ رواتبهم المثقلة-وهم قابعون خلف مكاتبهم-كل شهر...!!!

كمْ هي أمتنا مسكينة ومغبونة..تـُضرَبُ ولا تضرب..وتـُصفَعُ ولا تجرؤ حتى على إبداء الصراخ...

فلسطين ( القضية الأم )..العراق وما جرى له..أفغانستان...الكشمير..الفلبين..الشيشان..زنجبار..الجرح السوري...السودان الذي صار سودانان بالتقطيع والتمزيق...ايريتريا...الصومال ومأساته....

جراحاتٌ تتوالى خلف الجراحات....

لمثل هذا يذوب القلب من كَمَدٍ ** إن كان في القلب إسلامٌ وإيمان..!!

ضاقتْ الأرضُ بأخوتنا الضحايا..فلم يكنْ عزاءٌ لهم غير الكلمات في زمن هان فيه كل شيءِ أصيل ولم يبقَ للنصرة من سبيل غير الكلمات...ولنذم يبقَ لهم إلا الله...إلا الله تعالى...

أقرأ-أخي الحبيب-قصيدتكَ الرصينة فأرى فيها تنفيساً ساخناً عن الأنة الكاوية المنحبسة في الحَلق...

جزاكَ الله خيراً على التذكرة...

ولتلطف المقاديرُ بأحبتنا المسحوقين تحت سنابك البوذية الحمراء...ولله الأمرُ من قبل ومن بعْدُ...