الموضوع: قصص مفبركة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-05-2016, 05:08 AM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي قصص مفبركة

https://www.youtube.com/watch?v=6JuCEQh1xyQ

قصص مفبركة – محمد الفاضل

صبية بعمر الزهور ، تقطر براءة ، مثل برعم تفتح للحياة ، متعطش لنور الشمس ، في غصن شجرة أسودت جميع أوراقها بفعل البارود ودخان المدافع ، وتكاثرت عليها معاول وفؤوس الحقد ، تهرول مفزوعة والخوف ينهش قلبها الصغير ، تجري على غير هدى ، لا تلوي على شئ ، تبحث عن زاوية اَمنة تأوي إليها ، ساقاها لا تقويان على حملها ، تستصرخ ضمائركم ، عقلها الطفولي لم يستوعب ما يحدث ، تصرخ ملء شدقيها ،

" حبابة خالة ، فوتيني على بيتك قبل ما يجي البرميل الثاني " .

تستغيث ، ولا مجيب ، في زمن العهر والرذيلة تستباح الطفولة ، والعالم يدير ظهره ، مشغول بأمور البيئة وطبقة الأوزون !!

صبي يودع الحياة بعبارة " سوف أخبر الله بكل شئ " .

ولكن ، مهلاً ...أين منظمات حقوق الطفولة ؟ هل يجب أن نغير جلودنا ، وأسماءنا ، ونتبرأ من جنسياتنا ، حتى نُسمع ؟
صبية جريحة ، تتوسل بالمسعفين وتقول بصوت مفجوع

" لا تقصوا بيجامتي .. بيجامتي جديدة " .
صبي كل ذنبه أنه ينتمي إلى مدن الفجيعة والأحزان ، تلك البقعة المنسية ، في الأرض اليباب ، تتشح عروس الشام بالسواد ، مثخنة بالجراح ، تنهمر دموعه ويصرخ ...

" وينك يا أختي، يا أسماء ! يا أسماء ! .... أختي ماتت ، أختي ماتت " .

يجلس والده بجسده المتهالك على الرصيف مع باقي إخوته وقد خرجوا للتو من تحت البراميل ، والغبار يغطي وجوههم ، وقد عقدت الدهشة ألسنتهم ،
أجساد مطمورة تحت التراب ، ألا يستحقون دقيقة صمت ، أو حتى مراسم تأبين ؟
ألا يستحقون أن نعلن عليهم الحداد ؟ علمونا في صغرنا أن العرب أخوة ، ولكن اتضح أنها كذبة !
كنا نردد " بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان " ، حتى بحت أصواتنا ، وكان مدرس الجغرافيا يرسم خارطة الوطن ، على السبورة بالطبشورة ويردد مزهواً ، اللغة والدم ، ووحدة المصير تجمعنا !!
اَسف يا أستاذي !! مزقت كتب الجغرافيا والتاريخ ، لا شئ يجمعنا ، تلك هي خرافة ، انتهى الدرس !!


__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس