عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 07-01-2016, 10:52 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي الجزء السابع





حكاية شعبيّة بالعاميّة الظفاريّة






المشتبح





الجزء السابع



القنّاص


وأشتلّوا الجماعا بعدما حفشو الهدايا من عند أهل البنت
وقبيلتها، لبان وعسل، ومدد وتفول ومحافير وكحل ومكاحل وطُف
وحنظعاوب، ولبان طيشقاوت
ومشوا أيام وليالي طويله لين باتو في بقعه خاليه
ما فيها آدمي ولا حيوان، وما بقى معاهم ماي غير شي خِست



فعسكرو، ونوّه عليهم المرشد يدوّرون الصباح على ماي
ويوم فزّت خرجو في ثلاثه مجموعات، ومشو على رجولهم
وبكّر نصيب وبغى يثبت أنو رجّال سبع، أسد يا خه
كذلك فريق احمد طلحِم مشو ومشو ودخلو في غُبّة الصحراء
وهم متحسّفين منشان يجيبون ماي، وما حسّو إلا يوم قُدها الشمس بتصفع وجيههم
والحراره بتعصرهم عصر لين تعبو وجاعو وعطشو وضعفت قوّتهم وما لاقو شي
وبعد الظهر ما عاد طاقو يتحرّكون، وأشتدّ عليهم العطش وأشتدّ واشتدّ لين أنهارو
وما عاد حجو عقل، وبالصدفه زعّق واحد منهم وهو بيربث من العطش وعيونه بيقطرين:
ماي ماي، وأشّر بإيدو، ويوم تحالو شافو جدول ماي صافي صافي
فهرلو قداه وهرولو وهرولو، فلاكان ما وصلو لو، وبقو مُدّه يمشون ويمشون
والماي بيصلف في عيونهم بسّ ما يوصلون لا عنده، وبعد شوي طاح هذاك اللي
شاف الجدول من التعب، فجلس معو بن عمّو تحت دهق كبير كبير، ومشى الثانيين
قدا الماي فلاكان نفس الشي ما وصلو له، واستمرّو يتعقّبونو من التحسّاف لين انتفغو
على الأرض الواحد عُقب الثاني، وداخو من الحراره والعطش وكثرة الهرولا والمشي
والنهار بيعدي مستعجل، وطلع نوء ثقيل من قدا الفجر، ويوم انتبهوا ما عاد شافو الماي
فأمتحنو وتندّمو، وتسحّبو راجعين قبل هبوب العاصفه، لاكان ما عاد زهدو الإتجاه الصحيح
وتمّو يدورون في نفس الدايره، وضيّعو الثنينه لي تأخرو، وبالصدفه هبّت العاصفة
ونقفتهم من القاع ودحرجتهم لين نفغت بهم بعيد بعيد، مرتمين جمب بعض تقول ميّتين
ويوم فتحو عيونهم لاقو عمارهم في وادي خضر وسيع، فحمد الله ووسخو بالقرّقاص يوكلونه
فاغتضفو شوي، لاكان ما قدرو يرجعون للمعسّكر، فجمعوا حطب كثير وشعقو نار وباتو هناك[/
أمّا نصيب فسار مع رفاقو لين بعدو عن المخيّم، ويوم حرقاتو الشمس ناخ
وقال: ما شي فايده ندوّر هيكذا بلا حاجه كما علي بن مظعغ، ما شي ماي ولا قوت
في هذا السيح، خلا نربط مصرّاتنا ونسوّي سبله نستضبل ونرتاح
ولا قدها عشيّه نرجع فوافقوه، وجلسو يسولفون ويلعبون قراطه
ومع مغيب الشمس تصادفو مع فريق المرشدين راجعين خاليين ودخلو المعسكر جبره
وحجرو الناس احمد طلحِم وجماعتو فما ردّو فأقتلبو عليهم، ويوم هبّت العاصفه
ودوّى هزيم الرعد افتجع نصيب، وبغى قلبو يخرج من فومو، ولا برق برق يزعّق
من الفذره، ولا رعد رعد يجوّد: يا يمُه لحقيني، وأمّو ياخه قدها هريس
لأنّو أوّل مرّا يشوفون عاصفه رمليّة، وجلس يلوم المرشد:
كلّو منّك، جبت بنا لا هنا منشان نموت، لا معانا ماي ولا قوت ولا سكن
مُندُن خيم مشطوره، وما حد هنا غير الغباري والهوامش
وجلس يثرثر، والرجال بيكاونون الخيم منشان ما تطير، وحد بيربط البوش
وحد بيلمّ السامان، وبعد شوي نزل مطر غزير غزير، فأفتجع نصيب أزيد، وما عاد تكلّم
ولصق بثوب أمّو وهو بيرقل من الفزع وصار طبخت، واستمرّ المطر مدّة، مره ينزل
ومرّه يتوقّف الين توّقف على طول، وأرتبش المرشد وأقتلب على الجماعه لي ماردّو
وما جا لو جلوس ولا وثخ وكل مرّه يسأل: جو والآ ماجو؟ جو والآ ماجو؟
فضبحت أم نصيب ووسخت بو: أووذك تُن، أيش علينا منّو هذاك الخمع لا هو كحف؟
ما حد لزّم عليه يسير بعيد، ونام الجميع مُنْدُنْ هُو، بقى سهران وهو متحسّف
ويوم فزّت الشمس ثوّر الناس وبَهَرْ بهم:
بوب تيا عيالي جابو خبر احمد طلحِم، سيرو على اثرو لين
تعرفون ايش استوى لو، ويوم راح منشان يثوّر نصيب حجاتو أمّو، وقالت لو:
خلّي الوليد نايم، يكفيه الهلاك لي شافو أمس، واحمد طلحِم الله يرحمو با يجيك خبرو
مُنْدُنْ ما تتعنّي لو، يا خبر بفلوس بكرا ببلاش، فحمق وخرج من عندها با يشتفر حنق
وخرجو الرجال كلّياتهم مُندُنْ نصيب، وراحو كل خمسه جُبْرَهْ يدوّرون على رباعتهم
فعثرو على الثنّينه المتأخرين وهم لا سوح ولا روح، نصف أبدانهم مدفونه في البطاح
فسقوهم شويّة ماي، وشلّوهم للمعسكر، ومشو بقيّة الشباب يدوّرون على الثانيين
ومشو ومشو فلاكان ما لاقو أثر لأن الهبوب محتهن وردّو بعد الظهر متحسّفين
ويوم اجتمعو في خيمة المرشد، قالت أم نصيب: نحن لا ظلّينا في هذا المكان با نموت
جوع وبرد، غدو نرجع من حيث جينا، بدل هذي الدواره مُندُن فايده
فعارضها بعض الرجال وقالو: كيف نسير ونخلّي رباعتنا ونحن ما نعرف أيش جرى عليهم؟
فقال واحد من عيال مستهيل: أمبا صدقها عمّتي ميثل
وقحم نصيب وقال: أيش يخصّنا نحن بهذوناك المطاحيب لي هجّو مُندُن عقل
آني وأمي با نرجع، وما با نحجر حد، تحسبوني علي بن مظعغ والاّ كي؟
وتأكد الجميع أنو نصيب ما عندو شهامه ولا مروّه ولا نجده
فقال المرشد: لي بغى يرجع ما عليه لوم، آني ما بشتلّ من هنا لين أعرف مصير صحابي
فقام نصيب وأمّو وعيال عمّو وركبو رواحلهم ومشو راجعين من حيث جو، وبقى المرشد
مع خمسه مدري سته رجال، وجلسو حاجرين صحابهم
ويوم قُدها عشيّه شافو الجماعا راجعين، هاه أيش فيه ليش رجعتو؟
قالو: أستحينا منكم, اثر الجماعا شافو أحمد طلحِم ورباعتو راجعين
ومعاهم ذبيحه، ويرافقهم بعض البدو، ويوم وصلو قال واحد من البدو:
يا خواني ما حد يسير في هذي السيوح مُندُن دليل، هذي الرُبع الخراب
ما يفول منها غير بنها، ونصيحه لوجه الله ردّو من حيث جيتو
فأقتنعو الجماعه وتراوجو ووقررو يرجعون لا بلادهم بعد صلاة الفجر
وأختلى المرشد بأحمد طلحِم وقالّو: بغيت القّن ميثَلْ درس قاسي، بس مش عارف كيف
فقالّو: آني أعرف كيف، ويوم نامو الجماعه، تشرخفو الثنينه
وحرق احمد طلحِم شعرات الجنيّه، وبعد ساعه ردّو بدون ما يحس بهم حد
وتحرّكت القافلة من فجر الله، ويوم أنتبهت ميثَلْ لاقت بنها عادو نايم، فثوّراتو
ويوم خرج من الخيمه لاقى الرجّال كلّهم عادهم نايمين فوسخ بهم وزعّق:
ثورو بسكم عاود، فقام المرشد ووسخ بو وميثَلْ بتسمع: سهجه تسهجك
با تواحي ترجع البلد، خلينا ننوم شويّة، فرجع نصيب ونام، فهاجت أمّو وصرخت
وزعّقت وركضت لا كان ما حد ثار، حتى نصيب تمّ كأنو ميّت، فجلست تجوّد من القهر
بعدين غفت، ويوم انتبهت شافت الدنيا قدها مغرب، فبغت تتجنّن
ويوم خرجت شافت الجماعه قدهم بعيد بعيد، فردّت منشان تثوّر ولدها فما لاقاتو في الخيمه
فسيّحَتْ عليه، فردّ عليها من بعيد: ايوه يا يُمّه انتجحي آني بستقام لش هنا
ويوم تحالت شافاتو واقف بعيد بعيد، فافتذرت وعدت لا برّع فما لاقت ناقه ولا جمل
ونصيب والجماعه بيبعدون شوي شوي لين غابو عنها، ودخل الظلام فيسع
فزعّقت وزعّقت لين أشتحج حلقها، فما جاها حد ولا شافت حد
فجلست تبكي وتلطم وتنعي عمرها، وبالصدفه سمعت حركه خارج الخيمه، فأفتجعت
وزعّقت: ذا من هنّك؟ ذا من هنّك؟ لاكان هذاك الشي زحف لا عن الباب، ويوم شافت ظلّو
غيّبت الحسّ، أمّا نصيب الحقيقي فصار مع القافله الحقيقيّة بعد صلاة الفجر
ومشو لين صادفو بركة ماي فخيّمو قداها، وخرج الشباب يقنصون ويدوّرون
على شي يوكلونه لاكان ما توفّقو، فرجعو وجلسو يتحمّمون ويغسلون ملابسهم
وطلّع نصيب الميزر وجلس ينظّفو، ويشكي على المخابيط، ويذخّر البندوق
وبالصدفه زعّق واحد: ثيرِن ثيرِن، بغى يخوّفو
فأبتكد نصيب ونفغ بالبندوق من يدّو، فقرح، وسمعو صرخه قويّه من قدا البركه
ويوم تحالو شافو حيوان بيتلوّى قدّامهم فعدو ثنين مدري ثلاثه
فلاقو الرصاصه قد أصابت وعل كبير كبير، فذكّوه وجابوه
وهم بيمدحون نصيب: حاي ذك شوف، نجف عي دد
تُمْتُنْ، والله لاقناص ما شاه الله عليك



فتمطّط وأشتبح، ودخل لاعند أمّو وخبّرها، فقالت لو:
آني فدِك زين الشباب، هيكذا بغيتك، ولبلبت
ومن هذاك اليوم بغى يجنّن بالناس لانّو لا تكلّم يقول: سوّيت كذا يوم قنصت الوعل
وفعلت كذا يوم قنصت الوعل، ودخلنا وخرجنا يوم قنصت الوعل فضبحو الجماعا
ويوم نجح المضبي جاب نصيب هزبات لحم منشان أمّو، وبعد شوي سيّحت عليه:
يا نصيب عادو شي لحم، فراح وجاب لها شويّة جشوف وهزبات لحم، وسوّت كذا مرّتين
مدري ثلاث مرّات فتعجّب لأن أمو ما توكل بالسهجه هذي

يتبع إن شاء الله

المفردات

حفشو: جنوا مدد وتفول ومحافير: مصنوعات من الخوص
طُف: مر حنظعاوب: كهرمان لبان طيشقاوت: لبن قابل للمضغ
خِست: قلة قليلة نوّه: نبّه وحثّ وحذّر فزّت: طلعت
متحسّفين: حريصين يستضبلون: يستبردون ما عاد حجو عقل: فقدوا التركيز
بالصدف: فجأة زعّق: هتف يربث: يُزبِدْ عيونه بيقطرين: تدور حائرة
يصلف: يلمع انتفغو: وقعوا على الأرض نوء: كتله سحاب ماطرة
الفجر: جهة، شمال شرق أقتلب: أصابه القلق وثخ: هداء
أمتحنوا: شعرو بالحُزن زهدو: أدركوا تمّو: بقوا نقفتهم: نقلتهم
نفغت بهم: القت بهم عشيّة: مساء
القرقاص
أو القريّص عشب صغير حولي، من أحسن ما يؤكل وأنفعه
وسخو: هاجموا شعقو: أشعلوا مصرّات: عمائم
قراطه: أوراق اللعب جُبره: معا حجرو: أنتظروا
افتجع: ذُعِر مشطوره: ممزّقة يكاونون: يصارعون
وأرتبش: أرتبك وأحتار أقتلب: أصابه القلق
وثخ: هدأ ضبحت: ضجرت أووذك تُن: آذيتنا(شحريّة) الخمع: الغبي
كحف: ضلّ الطريق(شحريّة) متحسّف: متحسّر
بَهَرْ: ناشدهم(شحريّة) بوب تيا عيالي: صيغة تحفيز (شحريّة)
حجاتو: صدّته حمق: غضب حنق: غيظ
يشتفر: يتمزّق ميثَلْ: إسم امرأة (ظفاري) لا سوح ولا روح: كناية عن الضعف
البطاح: الرمل غدو: هيا بنا نحجر: ننتظر يفول: ينجو تشرخفو: تسللوا
ثوّرات: أيقظته سهجه: حِرص وجشع تواحي: تتمكّن
ركضت: رفست وركلت تمّ: بقى وظلّ
انتجحي: أسرعي بستقام: سأنتظر تحالت: القت نظرة شافاتو: رأته
فافتذرت: ذُعِرت عدت: رَكَضَتْ لا برّع: إلى الخارج
فما لاقت: لم تجِد فيسع: سريعا زعّقت: صرَخَت أشتحج حلقها: بُحّ صوتها
أفتجعت: فزعت ذا من هنّك: مَنْ هُنَاكَ غيّبت الحسّ: فقدت الوعي
يشكي على: يتفقّد المخابيط: الرصاص ثيرِن: ضبع أبتكد: تفاجأ
نفغ بالبندوق: القاه من يده قرح: أطلق الرصاص قدا البركه: ناحية البركة
حاي ذك شوف، نجف عي دد تُمْتُنْ: ثناء (شحريّة)
تمطّط وأشتبح: تظاهر بالقوة والبسالة لبلبت: زعردت(شحريّة) نجح: نضج
المضبي: لحم مشوي على صخر هزبات: كميّة كبيرة سيّحت عليه: نادته
جشوف: عظام الأضلاع السهجه: الجشع





التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 04-02-2016 الساعة 08:36 PM سبب آخر: العنوان
رد مع اقتباس