عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 23-01-2016, 10:02 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي الجزء الثامن









حكاية شعبيّة بالعاميّة الظفاريّة




المشتبح





الجزء الثامن



درس منسي



وأنتبهت أم نصيب الحقيقيّة
لي داخلت من الفذره يوم شافت الظل
وفتحت عيونها وهي بترتجف من الفزع
ورفعت راسها شوي شوي، فشافت سراج في الخيمه
وسمعت حد بيقول لها: إشكِش إشكِش أغِتي
ويوم تحالت قدا الصوت شافت مره بدويّه بيضا بيضا
لابسا طِقْتْ وكَمْكَمْ جالسه قدّامها قازحه ومعاها قعلاو في بو حليب
فسألتها وهي فزعانه: إنتي مَنْ؟ قالت: آني من هنا إشكِش إشكِش
وناولتها القعلاو وقالت: شربي وعادو حار، فغلبت ما تشرب
وجلست تبكي، وتنعي عمرها، فقالت البدويّه: يوم شفت الجماعا أنتقفو
وخللو الخيمه قلت آخذها تنفعنا فلاقيتك نايمه، وجعنتك جيعانه
فجبت لك هذا اللبن، فبكت مِيثَلْ مستكسيه وقالت: سوو فيني العاور
خلّوني هنا وسارو لأني حرمه وحيده بيناتهم، حتى نصيب بني
خلاّني وراح وما صبر عليّه الحق بو، فقالت البدويّه: وأيش جابكم لاهنا؟
قالت: هذا واحد متقدّر، بغى يشوف من هو الحرفوش هبت الريح
نصيب بني والآّ احمد طلحِم لأنّ الثنينه تداحسو على عَدَن بنت عمّ نصيب
بعدين هو با يقرّر من يستاهل يتزوّجها، قالت البدويّة:
وليش تتدخّلين أنتي في أمور الرجال؟ وليش تسافرين وتهجّين معاهم؟
قالت: ما صبر من نصيب بني، وما أستأمن عليه حد
قالت البدويّة: ولا كان بنش مطحوب هكذا ليش يقامر ويغامر؟
قالت: نصيب بني ما هو مطحوب، هو أحسن واحد يا سين عليه
قالت البدويّة: ما دام هو أحسن واحد وهبّت ريح كما تقولين
وأنتي بتتعقبينو في كل مكان تستاهلين اللي سوو فيش
منشان ما عاد تتقدّرين في حاجه تخصّ الرجال
وشلّت القعلاو وخرج مستفعه، فعدت أم نصيب وراها تجود وتبكي:
من فضلش لا تخلّيني وحدي، با موت من الفذره، شُلليني معش
فغضنت منها وقالت: أمبا تعالي، وخرجت مِيثَلْ ترتجف، مرّا تمشي ومرّا
تهرول ومرّا تُعدي، لاكان ما لحقت البدويّة لأنها تمشي بسرعه غير عاديّه
ولا بعدت شوي تتوقف منشان مِيثَلْ تلحقها والظلمه حالكه
وهي مرّا تظهر ومرّا تختفي، والمكان مرعب، والبرد زمهرير
والريح قويّا قويّا ، وما تسمع ولا تشوف حد غير الريح القاصفه والرمال السافيه
آخر شي أختفت البدويّة على طول فأفتجعت مِيثَلْ، وسيّحت وزعّقت:
يا ختي أنتي فينش؟ حجريني من فضلش، لاكن ما حد ردّ عليها
وبالصدفه حسّت بحد بيعدي وراها، فعدت لاقُدّام لين شافت المره واقفا لها
وسمعتها بتقول: انتجحي فيسع قبل ما تُخرج علينا الذياب، وأختفت مرّا ثانيه
فبغى قلب الغضنه يخرج من فومها يوم سمعت على الذياب
وعدت لاكان استغفر الله ما عاد طاقت تعدي، فسيّحت:
يا ختي لحقي عليّا رجولي ما عاد شلّيني، فردّت عليها: آني فزعنا من الذياب
عدي فيسع آني ما با حجرش، ويوم سمعت كذا ثارت وعدت شويّة لكن رجولها
تصلبين من كثرت الركض وما عاد انتقفين وبغت ترتاح شوي لكن شافت الذياب
بتعدي وراها ففزعت وتندّمت على المجي مع الرجال، وخافت خوفا شديدا
وبدت تعاتب نفسها اللي حرّشتها على المقامرة وتلوم قلبها اللي بالغ في محبّة
نصيب والخوف عليه، وتوبّخ عقلها اللي ما سيطر على الأمور، وبالصدفه
شافت سراج قدّامها فتحمسّت وعدت، ويوم قربت منّو أنطفاء وشمّت ريحة السباع
وسمعت لهاثها من قريب، ويوم تحالت لا وراء تعكّلت وقبل ما تعثر حسّت بيد بتسندها
وسمعت البدويه تقول: والله لا ثقيلا أنتي، فغيّبت الحسّ من الخوف والحيره
والندم والجوع والتعب، ويوم فتحت عيونها لاقت نفسها في كهف وسيع وسيع
مع حريم وجهّال وصغيرات ورجال وجوههم فجعه فجعه كل واحد منهم لو عين وحده
صغيرا صغيرا تقول عين سنّاره، وحد خشمو با يقع ذراع، وحد يجرّ كرشو لا مشى
وحد شعرو حمر، وحد أسنانو خارج الثوم، فانصدمت المره وتمّت حايره وعيونها شاذره
لا ترمش ولا تغمّض، وفومها مفتوح على الآخر، ويوم شافوها قدها با تجُنّ أختفو شوي
شوي لين ما بقى غير البدويه اللي قالت: إشكِش إشكش نحنه خَلْقَتْ أر رحمن بمسّليتي
إسزبح بونه دقرريري، وناولتها خبزة وشويّة سمن وقالت: كُلي فلاكان ما تسمّين
فغلبت ميثل ما توكل، فقالت لها: منشان يكون بيناتنا عيش وملح
ويوم وقع القوت في جوفها ما عاد حسّت بشي ونامت
وفي المخيّم ويوم قدو الوقت آخر الليل سمع نصيب أمّو بتنبّهو، لاكن ما هي أمّو الحقيقيّة
هذيك صاحبة أحمد طلحِم متشكّله في صورة مِيثَلْ ويوم انتبه قالت لو: بغيتا روح الخلاء
فخرج معاها، لاكان المره تأخرت كثير وهي بتقضي حاجتها لين سمع أصوات الذياب بتعوي
فخاف وسيّح: يا يّمه فيسع، فقالت لو: وراك مستعجل هيكذا؟
فسكت لا كان الأصوات قربت أكثر منّو، فأفتذر وزعّق: يا يُمّه هذينا قدهم قريب أنتجحي
بسّ هذي المرّه ما حد ردّ عليه، فزعّق بالحيس: يا يُمّه يا يُمّه ووقف، فما شاف أمّو
وأفتجع وبغى يتجنن وقام يزعّق: يا يُمّه يا يُمّه، وهي ما تردّ عليه فسمعوه بعض الرجال
وجو يواحُون، ودوّرو على مِيثَلْ فما لاقوها وجابو المسارج وشعقو نيران كثيره
لاكان ما شي فايده، ويوم فزّت عليهم الشمس شافو أثار رجولها فعدو وراها وعدو وعدو
لين لاقوها نايمه خبر خير على جمب الطريق، ويوم ثوّروها وفتحت عيونها وشافت الناس
بكت وبكت واستعبرت، فخزى نصيب وما درى أيش يقول، لاكان الجماعا قالو:
سلامات سلامات، وهم حايرين من فعايلها، وركبت الناقه ساكته، ولا كلمه
خرجت من فومها وكل مرّه تتحالى لا وراء من الفذره لين وصلو المخيّم
ويوم قدها في الخيما مع بنها قال نصيب: يا يمّه ليش سوّيتي كذا؟
قالت لو: سكت بس سكت، ما عاد تنكّش العار، قال: أيش سوّيت آنا يا يمّه؟
قال: ما سوّيتا شي يوم شردت بعمرك وخلّيتني وحدي في السيح
فتعجّب وقال: كيف كيف كيف؟ آني خلّيتك في السيح؟ يا يمّه نسيتي والآ كيف؟
قالت: شفت الموت بعيويني، ورجولي شذرن من كثرة الركض، وحلقي أشتحج
من كثرة الزعيق لو ما ربّك فرّج عليّ بهذيك الجنّيّة كان مِتّا من الفزع
والاّ كلتني السباع، فقتّ نصيب أن أمّو جُنّت فصار يلاطفها ويقبل أيش ما قالت
وهو مش مصدّق سالفة الجنّيّه، وخبّر عيال عمّو أنّو الوالده اكترها مرض
فلا حد يعارضها أو يجاحدها، لاكن المره ما رضت توكل ولا تشرب ولا تكلّم حد
وبعد كمّن يوم نست كل اللي جرى عليها وعادت لا عادتها القديمه، من اللقلقه والقليه
وفي هذاك اليوم سمعت الرجال بيتنازعون، حد بيقول ماجينا من هذا الطريق
وحد بيقول جينا من هنا، فسيّحت على المرشد، ويوم جاها قالت لو:
أنتا كحفت من الطريق نحن ما جينا من هنا، وقامت تجاحد مع المجاحدين
فقط لأنها تبغضو وتبغض احمد طلحِم، فسايرهم المرشد كما يقول المثل:
ساير الكذّاب لحدّ الباب
لأنّو ما حد وافقو غير كمّن واحد، ومشو على رأي المجاحدين
وبعد كمّن يوم من السير وصلت القافله لا واحه خضراء، وشاف الرجال قطعان الغنم
والبوش ترعى وتسرح مطمّئنة فأستامنو وعزمو يخيّمون ليله والا ليلتين
وزعّقت مِيثَلْ: شتّا كي يا الخمع؟ بغيت توّدينا مدري فين وضحكت
وأنشرح نصيب وجماعتو، وهم يحسبون أعمارهم قمرو، ونزلو الجماعا وخيّمو
ويوم جا حد منهم على الماء لاقاه مالح مالح، ما يستطيع الآدمي يشربو، فأغتاشو
الناس وتحسّفو، ويوم قده نص الليل هبّت عليهم عاصفه بغت تنقف الخيم
وباتو سهرانين وما غمّضت جفونهم، وأنمحت آثارهم، ويوم فزّت الشمس عزمو يكملّون
السير، فما درو لافين يولّون وقام نصيب وأمّو يحاكمون المرشد:
كُلُّو منّك، أنتا لي جبت بنا لاهذا المكان المقطوع، ذلحين ما درينا بعمارنا فين
ولقلقت مِيثَل من كل شكي وعاور، ونفس الشي لزّم نصيب وجماعتو على الناس
يمشون في الإتجاه الغلط مرّا ثانيه، وسارت القافله أيام وأيام وما شافو لا بشر ولا شجر
وخلّص الماي والقوت، فقامو كل يومين يذبحون جمل والاّ ناقه، يشربون الدم
ويوكلون اللحم، لين ما بقى معاهم غير ثلاثا مدري أربعا جِمال، وأكثر الرجال مرضو
وتعبو، ومِيثَلْ ياخه ما عاد حجت عقل من الحمّى والجوع والعطش
ويوم ما بقى معاهم غير جمل واحد يئسوا من الفوله، وشافو قدّامهم جبل شاهق
مش ممكن يطلعونه، فقام نصيب وأمّو يبكون وينعون أعمارهم، وأكثر الرجال
ما عاد قدرو يتحرّكون، فقال المرشد: بوبتيا عيالي حد منكم يتقدّم صوب الجبل
عسى من الله يلاقي ناس والاّ ماي وألاّ قوت قبل الشمس ما تغيب
فزعّق نصيب: أمبا بليس با يروح يجاب لك قوت سير أنتا لا فيك خير، وجلس يثرثر
وما حد تحرّك، وباتو هذيك الليله يائسين من الحياه، ويوم فزّت الشمس
وخرج حد منهم ما عاد شاف الجمل، فزعّق وثارو الجماعا مندُن احمد طلحِم ما شافو
لو أثر في الخيما، وقام المرشد يزعٌق: يا حمد يا حمد انتا فينك يا بني؟
فقال نصيب: سوّاها فينا الرّبِيد، شلّ الجمل وفلّ
فقال واحد من الجماعا: يمكن هو سار منشان يجيب الماي
فقال نصيب: أمبا حجر با يجيب لك ماي ذحّين يا الخمع
وقالت مِيثل: والله لا باير، خلاّنا يوم نمنا سرق الجمل وشرد
فأمتحن المرشد وتشوّش، وخزى ودخلو الوسواس
وعزمو الجماعا يحجرون في الخيما لين يفرّج الله عليهم
بفرج من عندو، وجا وقت الظهر وما شافو حد ولا شي تغيّر
كذلك العصر والمغرب، فتأكدو أنّو احمد طلحِم ما عاد با يرجع
فجلسو حد بيقري قرآن وحد بيدعي الله وحد بيبكي
وبالصدفه سمعو الذياب بتعوي من وراء الخيم
فأفتجعو، وقام واحد عادو شكل فرمى برصاصتين مدري ثلاثه
وباتو الجماعا سهرانين لين غلبهم النوم ونامو
والصباح ثار المرشد وخرج من الخيما وتحالى صوب الجبل
فشاف آدمي راكب جمل وبيتقدّم صوبه على عجل، فتعجّب
بعدين تفطّن أحمد طلحِم فقال في قلبو هذا هو، لاكان مش
متأكّد أنو جاب ماي، فتردد يثوّر الناس والاّ لا
آخر شي ما عاد صبر وقام يثوّرهم وهو بيزعّق:
أحمد طلحِم جا أحمد طلحِم جا
ويوم ثار نصيب وأمو وشافو الراكب قالو هذاك
ما هو احمد طلحِم يمكن حد من البدو


يتبع إن شاء الله


المفردات


أنتبهت: أفاقت
إشكِش إشكِش: لاتخافي (شحريّة)
قازحه: منتصبة ـ قعلاو: وعاء من الفخّار
عيونها شاذره: جامدة ـ أستامنت: إطمأنّت
شهّدت وهّللت: نطقت الشهادتين ـ أنتقفو: رحلوا
وجعنتك: خِلتُكِ ـ مستكسيه: عاتبة ـ متقدّر: مغامر
الحرفوش: نبيه وجرىء
هبت الريح: كناية عن سرعة الإنجاز ـ البرذول: تافه
تداحسو: تنازعوا ـ مطحوب: مهيض الجناح
يقامر: يتحدّى ـ تتقدّرين: تتدخّلين فيما لايعنيكِ
مستفعه: متبرّمة ـ عدت: ركضت ـ تجوّد: تنوح
الفذره: الفزع ـ غضنت: أشفقت ـ أمبا: حسنا
حجريني: أنتظريني ـ بالصدفه: فجأة ـ أنتقب قلبها: أرتجف
الغضنه: موضع الشفقة ـ أجتفت: وقعت على وجهها
سنّاره: هِرّ ـ جنابي: جمع جنبيّة ـ الخناجر
دهق سِزِينا: صخرة صمّاء (شحريّة) ـ تمّت: بقت
شاذره: جامدة ـ عادها شكل: أفضل من غيرها
نحنه خلقت أر رحمن: نحن من خلق الله (شحريّة)
مسّليتي: مسلمون (شحريّة)
إسزبح بونه دقرريري: أبقي معنا للصباح (شحريّة)
فيسع: أسرعي ـ وراك: ما بك ـ أنتجحي: عجّلي ـ بالحيس: بقوّة
شعقو: أشعلوا (شحريّة) ـ تنكش: تنبش ـ اكترّها: باغتها




التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 04-02-2016 الساعة 08:38 PM سبب آخر: العنوان
رد مع اقتباس