الموضوع: دمعة أم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-03-2016, 09:58 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي دمعة أم

قدر الله لي أن تكسر سيارتي، وهي تقف أمام إحدى المدارس؛ مما اقتضى دخول مركز الشرطة، لتسجيل الحادثة، وحصر المفقودات، وهناك التقيت بامرأة متوسطة في العمر، قوية البنية، جهورية الصوت، تتمتع بالكثير من اللباقة على الرغم من بساطة حالها، وقد جاءت من أحد الوديان البعيدة في الولاية، وقد جاءت المسكينة شاكية زوجة ابنها التي صفعتها حتى سالت الدماء من أنفها، لا لشيء إلا لأنها قررت أن ترافق ابنها الوحيد، فكانت شديدة الإصرار على معاقبة هذه المرأة، وكنت أتابع الحدث بالكثير من الاهتمام والدهشة؛ لأنها المرة الأولى التي أسمع فيها بضرب الجدة من قبل زوجة الابن، في الوقت الذي كانت تحكي فيه قصتها مع تلك المرأة القاسية، متوجهة إلى الشرطي بالحديث؛ مما جعل الشرطي يتمتم قائلا: ليس العتب على الزوجة وإنما على الابن الذي رضي بضرب وإهانة امه.
شدتني حكايتها، فاقتربت منها قبل أن تغادر، وسلمت عليها، وقبل ان أسألها عن شيء، بدأتني قائلة: ابتلاني الله بهذه المرأة، وهي من أهلي ولكنها تريد أن تأخذ مني ولدي الوحيد، ودائما تتقصدني بالعداوة والشر، وأحيانا تقفل علي باب المنزل حتى لا ارافقهم ، ولا تترك لي فرصة الجلوس مع أبناء ولدي(ولد- بنت) فإذا وضعت أحدهم في حضني تسارع في انتزاعهم بالقوة من بين يدي، وعندما أخبر ولدي، لا يرد علي بشيء أبدا، وقد طلبت منه مرارا وتكرارا، أن يطلقها أو يبني لها بيتا آخر، ولكنه لا يستجيب لمطالبي، حتى ضربتني يوم الجمعة، وما تزال عيني تؤلمني من شدة الصفعة، وعندما جاء ولدي، أخذها إلى بيت أهلها، وذهب إلى عمله، وعندما عاد، أخذها ومضى بها حيث يعمل، تاركا إياي في حسرة وتوجع عظيمين، ولكني لن أتركها تأخذ مني ولدي الوحيد، وسوف أشكوها، ولن اتنازل عن قضيتي. يومها ما وجدت شيئا أقوله غير مواساتها، بكلمتين.
تم تحويل المرأة إلى المستشفى وقوفا على الأضرار المترتبة على الصفعة، وهي تردد قائلة: لن أتركها، ولن أتنازل عن القضية، ولن أتخلى عن ولدي لها.
أم عمر

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 07-03-2016 الساعة 10:00 PM
رد مع اقتباس