الموضوع: نظرية العامل
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-03-2013, 02:44 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...معَ يقيننا-أخي الحبيب الأستاذ فهـــد-أن نظرية ( العامل والمعمول والعمل في بنية التراكيب النحوية داخل نسيج الجملة العربية ) هي النظرية الأساس التي تحكمُ آثارَ المتغيرات في اللفظة العربية داخل جملتها كعنصرٍ من عناصرها الأصلية أو باعتبارها فضلة زائدة وفقَ العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً،إلا أن الجَدَلَ الواسِعَ الذي أثيرَ حولـَها-عند المتأخرين الرافضين لها-كان جدَلاً أثاروه،وهو أقربُ لفوضَى الاستهلاك منه إلى مراقي الإنتاج..!!

وهو الجَدلُ الذي بدأ-كما نعلم-عند القدماء هادئاً ثم انتهى إلى تلكَ الحِدة بين كثير من رواد النقد اللغوي والأدبي المُحدثين،المؤيدين لها والمنصفين لوجودها والرافضين لأحكامها على النسيج اللغوي..فكانتْ حِدة -للأسف-أخذتْ في ثورتها عند بعضهم شكلَ الجدَل العقيم واللغط الممجوج..!!

وأنتَ-أخي الحبيب-لو تتبعتَ الأطروحات والمذكرات الأكاديمية الراسخة،ستلقى أن رزمة قليلة هي تلك الأطروحات والمذكرات والأبحاث الجادة التي تتبعتْ حيثياتِ الإشكال من زاوية المصلحة اللغوية العليا التي تدفع بآلياتِ نحو الحفاظ على ثوابتها من جهةٍ،وفي نفس الوقت نحو ترقيتها ودفـْعِها في اتجاه التكيف مع إيقاع الوتيرة الحضارية الخلاقة من جهةٍ أخرى،سواءٌ نقداً لما ذهبَ إليه أستاذ اللسانيات الأمريكي البروفيسور إفرام نعوم تشومسكي في نظريته المثيرة حول النحو التوليدي أو نقداً توفيقِيًّا بينها وبين ما ذهبَ إليه سيبويه وابنُ مضاء القرطبي وغيرُهُما قديماً...

فباستثناءِ ما كتبَ العلاَّمة الكبير الشيخ مصطفى الغلاييني أو ما كتبَ أستاذنا الفذ والناقد العُمدة الكبير الدكتور شوقي ضيف رحمه الله مثلاً-وما كتبَتْ ثلة من أمثالهم-في صميم الإشكال،نجدُ أن أقبية الأرشيفات في معظم كليات الدراسات الأدبية-في اللغة والنقد-تتكدسُ فيها-بصورةٍ ركامية تراكمية-عشرات الأطروحات التي تترنح في النقد بين مجرد الرد ورد الرد..!!

المَخلصُ-في تقديري-أن رَشَاشَ الزوبعة التي أثيرتْ حول هذه النظرية المهمة والخطيرة بدأ ينحى في مساره الغلط يومَ شنَّ عليها الحربَ الشعواءَ الضروسَ أولئكَ المسوخُ من أبناء جلدتِنا الذين راحوا يَكرعون اللوثاتِ الفكرية والحضارية-تحت مسمى الاغتراف العلمي والنهل من ثقافات العصر-في السربون وأوكسفورد وكامبردْج ووسْكِنْسُنْ وغيرها غداة الخمسينيات والستينيات من القرن الذي تصَرَّمَ،ثم عادوا إلى الديار ليَقِيئُوا علينا سمومَهم تحت تأثير ما اصطلِحَ عليه يومذاك بـ ( المدرسة الوصفية الغربية Ouest école descriptive )،وهي المدرسة التي تبلورَتْ بعد ذلكَ وصارتْ-لمتغيراتٍ كثيرة-تـُعرفُ بـ ( المدرسة التوليدية Ouest obstétriques école de langue )...

شكراً-أخي فهد-على إثارة هذا الإشكال الأكاديمي المهم والذي يَخصُّ مُقوِّماً خطيراً من مقوماتِ هويتنا الحضارية ؛ اللغة العربية التليدة...وآمُلُ أن تنشأ هنا لهذا الإشكال مائدة حوارية ثرية بالمناقشات وزخم الإثراء الراسخ...

تلك كانت مقدمة مني-أخي الحبيب-وربما عدت إن شاء الله بتفاصيل تحليلية أخرى مُعمقة...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 25-03-2013 الساعة 05:37 PM
رد مع اقتباس