[شاعرة الليل]

السلام عليــكم ورحمة الله وبــركاته

في هذه القصة يبلغ الوجع ،حداً تتنازع فيه القارئ رغبتان متعارضتان،الرغبة في البكاء والرغبة في الضحك.
استطعت أن أعمق المأساه إلى حدً غدت معه مضحكة دون أن تكف عن كونها مأساه!!
تعالوا لأسمعكم صوت قلبي وهو يدق كلما رفرف..أسمعكم مسامعي خفاقاً يسالني عنكم وعن أكوام من
القصص التي بدأت تتحول إلى ركام من ذكريات قديمة الأجل..حديثة العهد..."


حدث ذات مرة..كان المنزل كثير الضجة،والحيوية والانفتاح،وفجاه انبعث صوت(سلمى)من مكان ما

بالمنزل،تصيح بلهجة ممطوطة:يـــااااا (محمد)..محمد أين أنت يا أخي؟؟

فلم يُجب أحدٌ عليها،غضبت(سلمى) وتوجهت لتبحث عنه في أنحاء المنزل،فوجدت (محمد) جالس أمام

التلفاز،مبتسم الوجه،يشاهد آخر الأخبار..

وحدث بينهما الحوار التالي:

سلمى:أأنت لا تسمع؟؟بُح صوتي وأنا أُنادي عليك!!

محمد:نعم يا أُختاه ماذا هناك؟؟كُلي آذان صاغيه تكلمي!

سلمى:لِتسمعني أغلِق التلفاز قليلاً وسأخبركَ بما أُريد قولهُ...

محمد:حسنناً هأنا قد أغلقته ماذا هناك؟؟

سلمى: حدث اليوم في قاعة التعليم الجامعي،وفي اثناء محاضرة دكتور مباحث في علوم القرآن ما لم يكن بالحسبان!!

محمد:ماذا حصل يا أختاه؟؟

سلمى:كان الدكتور يتحدث عن موضوع القرآن الكريم وكيفية نزوله..الخ
واثناء حديثه اقحم نفسه في المذاهب!!
واخذ يشتم مذهب فلان....إلى ان أثار غضب الجميع..قال:صه صه!!

قال الدكتور:المذهب(...)يقول بأن القرآن مخلوق والعياذ بالله!!..سحقاَ لكم!!

قلت ولكن يا دكتور... لم يدعني اتكلم..قال:صه اسكتي وقد احرقني بعينه!!

كلام غريب بل عجيب!!..دكتور يدعي بأننا نقول بأن القرآن كائن مخلوق؟!

محمد:لا حول ولا قوة إلا بالله،ما هذا القول!!

سلمى:لكن يا أخي هو لم يدعنا نتكلم هو متعصب...

في آخر المحاضره خرجتٌ خلفه و أنا أقول له:يا دكتور لو كان كلامك صحيح كما تّدعيه لتركتني أقول حقيقة القول!!

قال الدكتور:اصمتي واسكتي يا هذا؟؟...بل أُغربي عن وجهي!

محمد:أليس حريّاً بطالب العلم أن يُبدي رأيه!!

سلمى:قد يبدو كلامه صحيحاً في بداية الامر نظراً الى قراءته عن الموضوع لا اعلم من أين،ولكن بمجرد أن يتطرق الى أعماقه تراه يتفوّه بالترهات، ويحاول اقناع عقلي وعقل غيري بما لا يُعقل .. في محاولة بائسة لاغتصاب عقولنا العفيفة التي خلقها الله سبحانه وتعالى..

والمثير للشفقة والمثير للسخرية هو حقيقة وجود اشخاص يقتنعون بكلامه!

محمد:من المؤلم للغاية أن نرى رجلاً يتحدث كل حين وآخر عن مواضيع شتّى لا يمكن لرجل واحد
أن يتحدث فيها كلها!!

سلمى:نعم مؤلم حقاً لذلك قلتُ لهُ لا تغتصب عقلي من فضلك !