عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-12-2009, 04:07 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

Exclamation المجردة..!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (بقلمي )

((المجردة))

أشرعة الوجع تسابق رياح الزمن لتحتويها قبل أن تكسي السحب سماء وجودها فتهطل الأمطار لتطهر حبيبات التراب من الدنس...
لازال القهر يحرض الأشرعة حتى لا تسبقها الأكف تتلقى شتات الأنفاس...
تستفيق الرياحين من الغفلة... فتمتم وريقات شجر العنب (( ما خطب تلك الشواطئ التي حملة لنا أنين هذه الفتاة فضج الأرق محاريب أجفاننا إلى متى ستظل تتلوى على العشب...؟! أنها تسرق منا ملامحنا فنذبل مثلها...!))
وتجيب طيور مستنكره...! ( مال وريقات العنب متذمرة أما إن لها أن تتعرى من غروره ...؟ وتخصف بقليل منها على جسد تلك المتوجعة...!)
فعتل شجار دموي بين الطيور وبين وريقات العنب المتضجرة...
فآثر في نفس الفتاة ألما جديدا بما أتاها من حديث... فلملمت تنهيداتها التي باتت تزمجر بين الضلوع متوسلة أن تكف عن هدرها على مسامع قد ملت من عناق مغترب مفعم بالخوف يفتش عن الأمان الذي أضح لباس ممزق...!
مشت تجر أذيال بؤسها وبصوت أشبه بصدى قالت: ( عذرا أيتها الوريقات و أنتم يا طيور... أن كان وجودي أغرقكم في الضيق وأعلن الصخب فغفروا لي وغدا قبل المغيب سأرحل لكن قبل الرحيل هل تسمحوا أن أبث لكم ما يسكن بين الضلوع وبعدها لكم القرار... )
بالهمس البعض أعلن الموافقة و آخرون برفض صاروا يهتفون... فجأة صرخة أخرست الأصوات ...! ( صه... ولي استمعوا... هذا التجمع قد أيقضني من غفوتي وتسللت لي ترهاتكم التي تفطرت منها مهجتي... دعوا الفتاة تحكي لنا عن كلومها وبعدها نتفق هل نخمد أنفاسها و نرتاح من آهاتها أو قد نستطيع أن نخفي معالم ما بها...!! )
فاهتز كل الحضور موافقا...
وبدأت تلك الفتاة تلقي بسرها (( كنت أميرة البلاد الكل يطلب قربي وكم من أمير هواني وأراد مني الزواج ... ما كنت أظهر إلا بجواهري و ملابسي التي تبهر من يراني... فيبدأ بتفكير كيف يحصل على القليل مما أن عليه...؟! فتمر الأيام بي ولم أكن أستشعر الوحشة و أخشى أحد... وتقدم لي شخص كان متوجا بشهد عذب كلم وروائح الطيب تفوح من منظره... فقبلته زوجا و مرت شهور والحلم أقترب وزففت لها... ) توقفت وبدأت تزيح من على وجنتها دمعة هاربة... وأكملت والصوت منها ينخفض ( في ليلة الزفاف وبعد أن أغلقت الأبواب فجأة تحول الضوء عتمة و بدأت مخالب الظلام تمزق ملامحي و السياط تهوي على جسدي... مصدومة هوية في قعر الصمت ومنها لم أرى أحد و سجنت في زنزانة لا صوت ولا نسائم تنعش رئتاي... مرت السنوات وأنا مغيبة عن كل شيء وحواسي توقفت عن البحث عن من يعدها للحياة فرحت في غيبوبة وما أفقت إلا وأنا مسلوبة مجردة من محاسني وبينكم أجود بما بقى مني فعلمت أنه أصابكم الأذى من لحن غربتي و أغنية وجعي... فأنا أعتذر وغدا سأرحل حيث أجد مكان يقبل احتضاري أو يحاول أن يجمع شظاياي )) تسقطت من عينيها الدموع أحرقت الجود فاستقبلتها أنامل الأرض وضمتها إليها حيث الخلود...!



بقلمي
ريحانة
رد مع اقتباس