أبدأ بالحب !!!
كيف ؟
ولماذا ؟
وهل هذا في الإمكان ؟
من كان يؤنسني في سجني ؟
عجيب أمرك يا جمال وكأنك تقول ما أردت أن أقوله
صدقت
أحتاج إلى فسحة من الأمل أضيء بها عتمة الليالي والتيه الذي أصابني على كبر
لم أرضى عن حياتي ولن أرضى عنها طالما هناك من يقف في طريقي ويخبرني بأني مخطئة وبأني خرف حمقاء
كم تؤلمني تلك الحياة بمن فيها وما فيها
أتساءل دائمًا بيني وبين نفسي لماذا قلبي يملؤه الشجن
أتذكر منذ عشرون عامً أني لم أكن هكذا ، كانت ضحكاتي تملأ أركان المكان والبسمة لم تفارق وجنتي كنت .. كنت أحب معظم الأشياء بل أكثرها بل كلها ليست الأشياء المادية فحسب بل كنت أعشق كل الناس بما فيهم من عيوب وحماقات فما كان يعنيني إلا أن أحبهم فقط وكان هذا كله يعني لي الحياة الجميلة ،كنت أرى في نفسي نور القمر وبسمات النجوم وبياض السحب كنت أعشق النظر إلى الأعلى وليس إلى الأسفل كما أفعل الآن ، كانت حياتي جميلة ياجمال لم يشوبها أية شائبة
يا الله
ماذا حدث ؟
من الذي حولني إلى أنثى عدائية كثيرة العصبية كارهة للحياة وكارهة كل أصناف البشرأهى النفس التي قتلتها دون وجه حق أم ماذا ؟
تغلي في عروقي الدماء وأكاد أشم رائحتها من جوفي
هذا البغيض وهذه الحمقاء وهؤلاء قطعان الأبقار
كسروا في كل معنى جميل ومحوا عن ذاكرتي البسمة واغتالوا نفسي واغتصبوا فرحتي وفضوا بكارة قلبي
ثم أتى الصنم الأكبر ليتلو علي آيات العبودية والرق ويعلمني كيف أكون جارية مطيعة لا اسم لها ولا صفة غير أنها ... كنت أغضب كثيرًا وأكتم في نفسي وأقول هذه وقاحة مشروعة وليس فيها أية شبه ، أقله تخلصت من أكثر الأشياء عفنًا وقذارة
ومضت بي الحياة تؤلمني تارة وتارة تذيب مشاعري حتى فقدتها تمامًا
يا الله
لما كتبت كل هذا ولمن ؟
لمن يا عطر تكتبين وأنتٍ لازلتي تعانين من تقطيع أصابعك ، بربك كيف تجرأتي وأمسكتي بتلك الوريقات المليئة بالغبار وهذا القلم الذي جف حبره
رباه
إني مغلوب فانتصر
لما جئتي إلى هذه الأرض ياعطر ؟ إني والله لأرثو إلى نفسي من تلك الوساوس التي تضني قلبي وتساورني الظنون والهموم حتى أكاد أن الفظ أنفاسي الآخيرة
يؤلمني يا جمال أني وحيدة بالرغم من أن أولادي حولي يملؤن علي المكان والزمان لكن ....
لله في خلقه شئون
لا أريد أن أكتب أكثر من هذا فقد هذيت هنا أكثر من الذي هذيته هناك
فلا تؤاخذني يا أخي فإنني الليلة سيئة النفس وقلبي يملؤه الشجن ولا أجد في الناس من ينفس عني
تحية لك وطابت أوقاتك بكل خير وسعادة
|