[ام صفية]

تعوّدت منك ...
أن تأتي متأخرا عن الموعد بدقائق ...
ولكن ..
أن تأتي متأخرا عن الحب لسنوات .
لهو أمر يدعو للغرابة ...
وربما يدعو للسخرية ..
هذا إن لم يدعُ للألم ....




أكان يلزمك ...
كل ذلك الشوق ...لتأتيني ..
وكل تلك الصدمات ...لتحتاجني ..
وكل تلك الجراح ...لتذكرني ..
وكل ذلك الوقت ...لتكتشف عقم الفرح في غيابي ؟!






لم يكن ذلك الكم من اندهاشي ..
حين أتيت أنت ...
على حين غفلة من الفرح ..
يُسمى اندهاشاً ...
بقدر ما كان يسمى ((((صدمة ))))




أنا التي ...
من فرط ما انتظرتك ...صرت ما عدت أنتظرك
ومن كثرة ما تخيلت صوتك ...صار لأذني صمم عن صوت غيرك ..
ومن شدة ما حلمت بك ..
صارت كل أحلامي بياض يكتسحه سواد وداعك ..
ومن شدة ما افتقدتك ...نسيتك بعدها ...







لم أتفاجأ بحضورك ...لأني موقنة أن الهدايا أحيانا تأتي متأخرة عن حاجتنا لها ..
ولكن ...صدمتني "خيبتي " ...حين رأيتك ..
فلقد تركتك ...قبلاً
حين كنت ...
رجل ثمل بالكبرياء ..
فارع الكرامة ..
حاد البصيرة ..
متورد بالبشاشة ..
متضخم بالرجولة ...



وأتيتني ...الآن ...
مراهق ...
تبحث عينيه عن نظرة غزل ...
وشفتيه عن بسمة أنثى ..
وتعبث يديه بأرقام اللهو وملذات السخافة ....






كنت اتزايد في الحيرة ...
وأنا أتساءل بغضب ...
إلى أي مدارك السقوط ...
أخذتك الحياة ..
ورمى بك الفراق ..
وأضناك الألم ...



فصرت
ككل الذكور ..
بعد أن كنت في عيني ..
كل الرجال ...




يا نصفي ...الذي كان ...
حين جمعتنا الحياة ...كنت ممتلئ بحبك لي ..
وحين فرّقنا القدر ...كنت ممتلئة بالألم منك ...

وحين جمعتنا الصدفة ...بعد عمر من الغياب ..
شعرت ..أني فارغة منك .!!
فكيف أنت مني ؟؟