لا يمكنك جذيمة توديع الربيع
لأنّ من يفعل ذلك هو قلب الإنسان
فمتى كان فيه متسع ولديه القدرة ظل في ربيع دائم
بينما هناك من تخطّى هذه المرحلة حتى قبل أن يبلغها
ذلك حينما انكسرت إرادته, وتبعثرت أوراق ربيعه
بفعل رياح الحياة العاصفة, وموجات التغيير المتتابعة
نعم للربيع مظاهر الجمال والعنفوان والعطاءات الجسدية
إلا أن للخريف مظاهر أروع وأجل وأنفس وألذ وأتمّ
ولست أقصد الوقار لوحده
إنّما تركيزي على ميزة التروي في الإختيار ثم إصدار الحكم
ودعنا من الحكمة والدهاء والرصانة والثبات
ولنتحدّث قليلا عن الصبر والتحمّل والثبات التي أختير
على أساس إكتمالها لدى الإنسان هذا الفصل لتتويج الأنبياء
والرسل عليهم صلوات الله وسلامه بالتكليفات الربانية
ولو كان الربيع هو الفصل المميّز لما حرم هذا الشرف
ولما كان الخريف مرحلة الإنطلاق نحو الصدارة
وليس بخافٍ إكتمال ونضوج كل معاني ومباني وقيم
وخبرات وهوايات وملامح الإنسان بأجمعها هنا
ذلك لأن الربيع مرحلة الغرس
والخريف مرحلة الجني
تحياتي أستاذ / جذيمة