عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 25-11-2016, 08:04 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي





حكاية شعبية




سبع الليل والبئر المعطلّة



المشاريع التنمويّة



قال الراوي:

كان ذلك صراخ أحد المعتوهين المذعور، فلقد قبض عليه زائد الفقعي
والبنات الاخريات، لآنهم عندما شاهدوا النار اسرعوا لنجدة ليلى، وكانوا يوهمونهم بأنهم سيأخذونه
وسيلقون بهم في البئر ما لم يكشف عمّن حرّضهم على إشعال تلك الحرائق، وقبل أن ينهار المعتوه
اقبل الشيخ غانم بن محمود بمعيّة نجدة من رجال القرية، وتدخّل مبخوت الفقعي وبعض الشيوخ وافلتوه
إذ لم يحترق شيئ غير اكوام القشٍّ. وفي الصباح خرجت ليلى ومنى إلى منزل ذلك الفتى، وشكتاه
إلى والديه، فاستقبحا فعله واستدعياه، فلمّا اقبل وشاهد ليلى أمامه أحرِج وقال معتذرا: لست والله من ضربك
فانتهره ابوه قائلا: لا بورك فيك، أهكذا ادبّناك؟ الا تخاف الله؟ الم انهك عن صحبة الأشرار؟
قال الفتى وهو يجهش بالبكاء: لقد هدّدوني بحرق حظيرتنا، وتسليط سبع الليل علينا، قال الشيخ: منهم هم؟ تكلّم ...
لم يحن وقت صلاة ظهر ذلك اليوم حتّى كانت البنات قد ضمنت ولاء الفتيان الثلاثة وأسرهم في معركتهنّ ضد سبع الليل
بينما كان الشبّان الأربعة قد عزموا على اكتشاف مدخل البئر. فلمّا كان الليل تسللوا ودخلوا القرية، وتوجهوا حالا إلى هناك
وأخذوا يبحثون عن المخرج الذي يستخدمه اللصوص، فطافوا بها من كل النواحي ولكنهم لم يعثروا على شيء، فأرادوا أن يقفزوا
لكن الظلام كان دامسا وليس لديهم مصابيحا ولا حِبالا، فأصيبوا بالخيبة، و قرروا العودة، وتأخر عبدالله بن النعمان ليقضي
حاجته، وبينما كان جالسا لاحظ شبح إنسانٍ قادما، ثم رآه يدخل عريشا يبعد أمتارا عن البئر فنبّه زملاءه، فأرادوا أن يتبعوه
ثم آثروا التروّي، ولم يطل انتظارهم، فلقد أقبل ثلاثة رجال آخرين من نفس الاتجاه ودخلوا العريش أيضا
فتوقّع الشبان أن يكون أولئك الرجال هم بعض أفراد العصابة، وأنّهم يستعدون للخروج وترويع الناس وسرقتهم
فأرادوا أن يتبعوهم، ولكنهم سمعوا وقع أقدام وثرثرة بلهاء، وإذا بعساكر مقبلين من الناحية الأخرى وهم يحملون قدرا كبيرا
كبيرا تفوح منه رائحة المندي المطبوخ بماء لحم الضأن، فخافوا أن يراهم أولئك الحمقى ويبلّغوا عنهم
فتسللوا إلى داخل العريش ثُمَّ أخذوا يتفحصون جدرانه وأرضيته، فما أعظم فرحتهم عندما وجدوا بابا سرّيا !
فدخلوه بكل جرأة واقتدار، وإذا بنفق واسع مشوا فيه على حذر وبعد عدة خطوات شاهدوا ضوء يزداد تألقا كلما تقدّموا
فتأكدت شكوكهم وواصلوا تحرُّكهم، وكان النفق يتّسع كلما توغلوا فيه، وبعد برهة قصيرة من المشي أشرفوا على مغارة
وشاهدوا في جانبٍ منها فتحة يتدفق منها الماء ثم يتجمّع في قعر البئر، ففهموا كيف يتحكم أولئك الأشرار بالماء
ثم شاهدوا اللصوص في أسفل المغارة وهم يستقبلون القدر الكبير الهابطمن الأعلى وقد ربط بحبالٍ متينة
فظنوا أن العساكر متعاونون معهم، فخرجوا من النفق عاجلا قبل أنْ يدخلوا عليهم واختفوا في الخلف
فسمعوا عسكريا يقول: بالهناء والشفاء يا سبع الليل يا أبا الفرس والخيل ثم انصرف إلى القرية
مع زملاءه، فعلموا أنّهم شرفاء ولكنهم سذّج جهلة.

قال الراوي :

وصل الأربعة شبان إلى كهفهم عند منتصف الليل مجهدين ومنهكين، وقد عرفوا الكثير من أسرار اللصوص
وأطلعوا على خدعهم فناموا ليلتهم تلك، وفي الصباح تدارسوا خطّتهم الجديدة، واتّفقوا على تنفيذ هجوم شامل
خاصة بعد أن عرفوا من البنات تأييد مجموعة من الناس لهم، لكّن بقت أمامهم عقبة كأدا لا بد من تذليلها.
إذ لابد من تعاون شيخ القرية، فاقترحت عليهم جَم عَت بنت الشيخ تأجيل الهجوم يومين أو ثلاث
حتّى تتمكّن من اقناع والدها، وكان الرجل قد تضايق من الذبائح التي يذبحها يوميا، ومن الرعب المستشري
في قريته، وفي تلك الليلة وقبل أن يأوي إلى فراشه سمعته جَم عت يحوقل بمرارة، فوجدت مدخلا
لفتح حوارا معه. وفعلا وجدت أذانا صاغية وتمكّنت من اقناعه بالوقوف على الحياد
وكلّف مبارك الفقعي عمّه زايد بشرح خطّته الهجومية للشيخ غانم لكي لا يتفاجأ بالتطوّرات
وتقضي الخطّة أن يدخل المغارة كل من مبارك وعوض قحْمُمْ ورشيد وعبدالله وليلى ومنى
وينتظروا قدوم اللصوص، وكلّما دخل واحد منهم باغتوه وكمّموا فاه وربطوه، على أن يبقى محمّد
وزايد الفعقي وزكيّة وجم عت ونزه في الخارج للمراقبة والتدخّل حين الحاجة إليهم
أمّا الشيخ غانم فعليه البقاء خارج اللعبة حتى لا ينكشف دوره إذا ما فشلوا في القبض على العصابة
وفي اليوم التالي وعلى حِين غرّةٍ قدِم إلى القرية وفد حكومي، يرافقه عدد من الجنود في سيارات
بيد فورد ولاندروفر، وكانت المرة الأولى التي يشاهد فيها القرويون السيارة، وعند مرورهم بالكهف
استوقفهم الشبّان، وسألهم مبارك عن سبب الزيارة، فأخبره رئيس الوفد بالمشاريع التي جاءوا لتنفيذه
فطلب منه الشاب المتعلّم أن يرافقهم مع زملائه، وفي الطريق حدّثه عن سبع الليل ومأساة القرية فوعده خيرا
كان الكثيرون من السُذَجِ يفرون من أمام السيّارات الفارهة في هلع، بينما كان الصبية يركضون خلفها
في فرحة غامرة، والنساء يزغردن بجنون ...

يتبع إن شاء الله





رد مع اقتباس