عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 01-12-2016, 09:17 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي




حكاية شعبيّة





سبع الليل والبئر المعطّلة


على أبواب النهاية


ذبح الشيخ غانم عجلا على شرف الضيوف
وعلم القرويون أن ذلك الوفد أتى بأمر من الحاكم لإقامة مشاريع تنموية في القرية
منها مدرسة ومركز صحي وجامعا ومخفر شرطة ومحطّة توليد كهرباء وغيرها، ولم يجرؤ أحد
على طرد الشبّان الأربعة إذ ظنّوهم من ضمن الوفد.
وفي الصباح عقد اجتماع عام حضره معظم الناس, فعرض عليهم رئيس الوفد الخطط الحكومية التنموية
غير أن القرويين كانوا لا يفهمون شيئا من كلامه ولا يعرفون عم يتحدّث؛ فقط كانوا يصفِّقون عندما يسكت
ويلتقط انفاسه. فقام رجل آخر من الوافدين وأخذ يشرح لهم معنى كلمة مدرسة وأهميّة مخفر الشرطة
ومحطة الكهرباء، ففرحوا كثيرا. غير أنّ مبخوت الفقعي، اعترض على إقامة محطّة الكهرباء، وقال:
هذه المحطّة خطِرة، ستنفث من دخانٍ مسموم، وسيصدر عنها هدير مزعج سيفزع حيواناتنا
ونخشى أن تقتل عيالنا إذا لامسوا أسلاكها المكشوفة؛ فلا نريد كهرباء في قريتنا!
فصاح الرعاع: لا نريد كهرباء ... لا نريد كهرباء ... وانفضّ الاجتماع.
فأسرع مبارك إلى دعوة فريق النجباء والأعضاء الجدد وطلب منهم الحضور حالا إلى منزل زايد
الفقعي خلسة، فلمّا حضروا جميعا، قام فيهم خطيبا وقال: إنّ هذه المشاريع التي يعرضها الوفد
مفيدة جدا للجميع، ثم شرح لهم أهمية كل مشروع، وطلب منهم إقناع ذويهم بالموافقة عليها لمنفعتها
وفي الاجتماع الثاني بعد الغداء فوجئ المعارضون بموافقة القرويين قاطبة، بما فيهم الشيخ غانم بن محمود
الذي اقنعه ابنه رشيد وابنته جَمْ عَت، ووافق على بناء محطة الكهرباء والمشاريع الأخرى. فخرج ابن فرضة
رحى حاقدا على الجميع، وبخاصة على الشيخ غانم و في اليوم الثالث صباحا غادر الوفد القرية
وقد شق طريقا للسيارات.

قال الراوي :

كان تاجر القرية ومبخوت الفقعي قد سافرا في شبابهما إلى دولا كثيرة، وكانا يزوران المدينة بين فترة وأخرى
ويبقيان فيها أياما عديدة، وكانا يجلبان المقتنيات الحديثة مثل الراديوهات ومكبِّرات الصوت والمصابيح
التي تعمل بالبطارية الجافة، وأخيرا احضرا ماتورا كهربائي وضعاه في البئر، وقد سيطرا على الكثير
من القرويين ذهنيا وماديا بفضل القروض والحرب النفسية والإيهام والإرهاب؛ فلا يعصون لهما أمرا.
وعندما رأى المجرمون اصرار الحكومة على تطوير القرية قرّروا استغلال الفرصة قبل الإنارة
وتكثِّيف عملياتهم الإجرامية، وعزموا على مباشرة هجماتهم منذ الليلة، وقد اطمأنوا إلى شعور
مبارك الفقعي والشُّبّان الآخرين بالانكسار والإحباط عقب طردهم، وظنّوا أنّهم لن يقووا على فعل شيءٍ
بعد أن رحل عنهم الوفد، وبعد أن جوبهوا بالاستهجان والاستهزاء والتحقير
وقد عنّف مبخوت الفقعي ابنه ووبّخه أمام القرويين، ولم يردّ عليه.
فلمّا كان الليل؛ ما راع القرية إلا هجوما وحشيا شرسا من قبل سبع الليل الذي أخذ يحرِّق ويُحطّم
ويكسر ويبثّ الرعب والهلع بصراخه المتواصل، بينما كان رفاقه يسرقون وينهبون فخرج رشيد
ابن الشيخ غانم وعبد الله بن النعمان، وتوجّها إلى منزل مبخوت الفقعي وعندما طرقا الباب
برز لهما بدر شقيق مبارك واغلظ لهما القول، لم يسمح لهما بالدخول، ثم أغلق الباب في وجهيهما
في تصرفٍ نذلٍ وحقير، وعندما حاول مبارك أن يخرج إلى زميليه هجم عليه بدر وإخوته الآخرون
وكتّفوه بعد أن قيّدوا يديه ورجليه، وحينما سألهم عن سبب ذلك أخبروه بأنّ والده هو من أمرهم بتقييده
وحبسه ومنعه من الخروج، فقال مبارك: وأين هو أبي، أريد أن أتحدّث إليه؟ فقالوا: لا نعلم
لقد خرج لصلاة المغرب ولم يعد بعد، فشعر بالاستياء الشديد، وحاول أن يفكّ قيوده فلم يتمكن
فقعد مقهور، وفيما هو على تلك الحالة سمع صوت عمّه زايد يخاطب بدر وإخوته قائلا:
خذوا النساء والأطفال وأصعدوا بهم إلى الطابق العلوي، ودعوا مبارك الملطوم هنا لوحده
لعلّ الوحش يقضي عليه. وعندما غادروا المكان تسللت إليه أخت له وفكّت قيوده وخرجت معه
فوجدا عمّهما زايد ينتظرهما في الخارج فتوجّهوا جميعا إلى منزل الشيخ غانم والتقوا
بعبد الله والآخرين وكان زايد قد قابلهم وهم عائدين محبطين من منزل أخيه فطمأنهم
وطلب منهم انتظاره ومبارك وشقيقته التي انضمَّت إليهم مؤخرا ولا يعلم بها إخوتها الحمقى.
وعندما اجتمعوا قال رشيد: هذه فرصتنا المناسبة للقبض على اللصوص المجرمين
قال مبارك: فماذا تقترحون أن نفعل؟
قالت منى: يجب أن نطارد سبع الليل ونمسك به ونحبسه
قال محمد: فإنّ رفاقه سيهربون, وربما إلى خارج القرية
فقال أحد الشبان الجدد: في هذه الحالة نعود إلى نقطة الصفر
قالت نزه: وما العمل؟
قالت ليلى: أرى أن نسبقهم إلى البئر وننتظرهم هناك
قال مبارك: قد لا يأتون
فقال عوض قحمُم: بل سيأتون, لأنّ المغارة هي مقرَّهم الآمن الوحيد.
فأخذ الشبان والفتيات حبالهم وأدواتهم وخرجوا يتسللونعبر الأزقة حتى وصلوا إلى العريش
فدخلوا جميعا يتقدّمهم عوض قحمُم، وفي أثناء هجوم سبع الليل على القرية افتقدت أم عبدالله ولدها
فخافت أن يكون قد خرج وأصابه مكروه؛ فأخذت تصرخ بشدة، وسمعها اللصوص الذي دخلوا منزلها تقول:
أخرج يا أبا عبدالله وأبحث عن ولدك لا بُد أنه قد ذهب إلى مبارك الملطوم الذي غرر به ولا يأتي
منه خير أبدا, حسبي الله عليك يا ابن الفقعي.
فخاف اللصوص وارتبكوا, وعلموا أنّ مبارك وأصحابه لم يتوبوا عن مطاردتهم، وأخذوا يصفِّر بعضهم لبعض
في إشارة على الانسحاب، ثمّ أرسلوا إلى سبع الليل من يحذِّره, فخاف خوفا شديد وأخذ يسابق عصابته في الفرار
ووصل أول لصين من المجموعة إلى المغارة وهما يلهثان ويقولان:

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس