الموضوع: جواهر
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-07-2011, 10:40 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

بعد أن وصلنا لآخر السوق رجعنا على آثارنا، أبديت رغبتي في دعوتها لشرب العصير على المقهى......جئت بالدعوة بشكل أقرب للرسمي وقصدت منه الفكاهة، نجحت معها الحيلة وابتسمت ...... المفاجأة كانت تنتظرنا هناك.....بمجرد جلوسنا أقبل شابان وجلسا على الطاولة المجاورة.....أحدهما ، وكان وجهه في اتجاهي أجنبي، الآخر كنت أستطيع أن أجزم أنه عماني من شكل رأسه وأذنيه......أثار انتباهي الشاب الأجنبي لطول تفحصه لجواهر ومحاولته الميل برأسه ليراها بشكل أفضل.....جواهر لم تكن منتبهة لما يحدث.....عبر الطاولة اقترب الشاب الأجنبي من زميله وأخبره بشيء.....التفت الآخر سريعاً نحو جواهر.....فاجأني الإثنان بالإنقضاض نحو جواهر......جاء كل منهما من جانب بشكل مفاجئ......كاد العصير أن يسقط من يدها....كان واضحاً أن الثلاثة على معرفة وثيقة.....صرخت جواهر بفرح لرؤيتهما ......



دار حديث الثلاثة بعدها باللغة الإنجليزية التي لم أكن أتقنها، لكني فهمت بسهولة أنهما كانا يسألانها عن سبب تغيبها عن معسكر كرة المضرب........ لم ينتبها لرجل جواهر المكسورة أو الكرسي المتحرك الذي كانت تجلس عليه....فوجئا حين أرتهما رجلها المجبرة.

بحركة سريعة انتزعت جواهر النظارة الشمسية التي كان يرتديها الشاب الإنجليزي ووضعتها على عينيها....ثم أشارت بيدها للشاب العماني وكأنها تطالبه بشيء.......ابتسم وأخرج محفظته وأعطاها ورقتا خمسين ريال.



كل هذا ولم يعر الشابان أي اهتمام لوجودي......قام الإثنان ليغادرا...حاول الإنجليزي خطف نظارته من على عيني جواهر لكنها كانت أسبق منه للإمساك بها....ضحك الثلاثة وانصرف الشابان.

من هذان الشابان –سألتها وأنا أتصنع أني على طبيعتي

قالت "صاحب النظارة صديق الطفولة جوني والآخر ابن عمي مهند........هل تعلم أني كنت أريد أن أشتري نظارة شمسية حين سألتك عن آلة الصرف...الآن حصلت على نظارة ومال"

سكتت قليلاً ثم اقتربت مني بوجهها عبر الطاولة وقالت "أرجو أن لا تغضب مني...لقد أخبرتهم أنك ممرض ترافقني بسبب إصابتي"



لم أهتم فعلاً لما قالته .....كنت مشغولاً بالتفكير في إحساسي عندما جاء جوني ومهند واقتربا م جواهر.....هل هي غيرة؟.....لم أكن واثقاً...

طرقت على الطاولة بأصابعها بشكل متتابع محدثة صوتاً شبيهاً بركضة الحصان، حنت رأسها لأسفل لتنظر إلي من فوق النظارة وهي تشير إلى يدها التي ما زالت تقرع الطاولة.........قلت لها "لم أفهم ، ماذا تقصدين؟"



قالت "إنه الجرس.....ترن ترن"

كانت تقصد جرس دورة المياه، لم يكن أمامنا إلا العودة للغرفة التي دأبت هي على تسميتها "مكانك" .......في طريق العودة ألمحت لي أن المجموعة أو الـ ( Group ) كما كانت تسميها، سيحتفلون الليلة بوداع أحد أصدقائهم الذي سيغادر مع عائلته بشكل نهائي إلى ألمانيا.....ثم لما لم أبدي أي ملاحظة تجاه الأمر صرحت برغبتها في المشاركة، أخبرتها أن لا علاقة لي بالأمر ويمكنها أن تذهب وعرضت توصيلها إلى مكان الإحتفال......فاجأتني بجملة .....قلت لنفسي بعد أن سمعتها "شرّ البلية ما يضحك"....قالت وكان وجهها يشع بعفوية طفولية "من تعتقد سيساعدني هناك.....حتى دورة المياه أحتاج لمساعدة للذهاب إليها"

قلت لها "لا تقلقي...يمكنك استعارة الكرسي المثقوب"

غضبت وسكتت ...لم تتكلم حتى وصلنا "مكاني" أو غرفتي، ساعدتها على الدخول وقبل أن أخرج سألتها ماذا تفضل للغداء.....لم تجبني حتى دخلت ثم صرخت من وراء الباب "تغدى أنت لوحدك"

للقصة بقية
رد مع اقتباس