الموضوع: جواهر
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 03-07-2011, 10:41 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

لم أستطع تحاشي السقوط في فخ الشعور الأبوي تجاه تصرفها الطفولي، لكني تظاهرت بالصلابة، قررت ترضيتها بوجبة جيدة، اشتريت وجبة من مطعم تركي، عندما عدت كانت تشاهد التلفزيون، لم تنظر لي.....كانت تقلب القنوات بشكل أسرع هذه المرة.....وضعت الطعام أمامها على الطاولة ولم أكلمها، وضعت صحني وتغديت وهي مازالت تقلب القنوات.......

هل أنت مضربة عن الطعام؟-سألتها، لم ترد علي بأي كلمة.......

وجهت لها كلامي مجدداً-كما تعرفين غداً الثلاثاء هو آخر يوم من إجازتي الطارئة، ويوم الأربعاء بعد الدوام سأذهب إلى البلد.....

التفتت إلي بشكل مفاجئ وقد اتسعت عيناها وبدا عليها الغضب وقالت-وماذا تفعل في البلد؟

قلت- أهلي ينتظرونني ، أمي وأبي وأخوتي......

قاطعتني بلهجة حاسمة "سأذهب معك"

كنت مسترخياً فتشنجت كل أعضائي.....حتى أني لثوانٍ لم أطرف بعيني من هول المفاجأة.......عندها ابتسمت جواهر وكشفت عن الصحن وبدأت تأكل بكل سعادة وأنا أراقبها بكل ذهول........لقد هاجمتني من حيث حسبت أنها نقطة ضعفها، لقد أسقط في يدي فعلاً......جاء دوري في تقليب القنوات، أخذت جهاز التحكم وصرت أقلب قنوات التلفزيون وأنا أحس بها تبتسم منتصرة.

بعد أن أنهت طعامها ، قالت وهي تمتص شفتيها "ما رأيك لو نتفق.....تذهب معي الليلة للحفل ولن أذهب معك للبلد؟"

بدا حلاً مناسباً بالنسبة لي.....وبمجرد أن قبلت بهذا الحل أصرت علي أن أشتري ملابس جديدة فأمضينا فترة العصر في التسوق بين المجمعات التجارية، اشترينا ملابس جديدة لي ولها ثم اشترينا عكازاً لها من إحدى الصيدليات.

أكبر مشكلة واجهناها ونحن نستعد للخروج هي مسألة تغيير ملابسها.....خرجت ووقفت عند الباب أستمع لها وهي تحاول تغيير بنطلون الجينز، مع وجود الجبيرة كان من الصعب عليها أن تفعل ذلك بمفردها.....سمعتها تصرخ علي تسألني إن كان لدي سكين أو مقص......أرشدتها لمكان السكين في الغرفة.....لم أتخيل بالضبط ماذا كانت ستفعل، بعد قليل نادتني لأدخل......قالت وهي تريني كيف شقت ساقي البنطلون من الأسفل "ما رأيك؟........إنها نوع من الموضة".......

قلت لها "لكن واضح أنه مشقوق بسكين ولم يصنع هكذا!!!!!"

قالت "وهذا هو المطلوب.....المطلوب هو غير العادي"

قبل أن نذهب ونحن نفتح أبواب السيارة اتصلت جواهر بجوني لتتأكد من مكان الإحتفال، أكد لها أنه سيكون في بيت العائلة الألمانية الموجود بمرتفعات القرم.

تجاوزنا حديقة القرم.....كنت متعوداً على استخدام هذا الطريق للوصول إلى شاطئ القرم، عوضاً عن ذلك اشارت لي جواهر بأخذ الطريق الصاعد المتجه لليمين......تعرج بنا الطريق حتى استوينا على ربوة أشرفنا منها على فندق الأنتركونتيننتال وأضواء الشاطئ.......فاجأني المكان.....كأنه حارة انجليزية، نطق بذلك تصميم البيوت وطريقة توزيعها......الإضاءة والحدائق المنزلية....الوجوه....الطريق الملتوية بين البيوت.

انتهى بنا الطريق إلى بيت أكثر إنعزالاً عن البقية وقريب من حافة الربوة......تميز البيت بحبلين مضيئين على جانبي المدخل......كان المكان هادئاً ولا يشي أبداً بجو إحتفالي .......كانت هناك سيارتان فقط.....كانت جواهر متحمسة بشدة أما أنا فكنت أحس بحرج شديد وبدا لي أن تقمص دور الممرض المرافق لجواهر سيكون عوناً لي على البقاء في هذا الجو الغريب.



وأنا أسحب الفرامل اليدوية كانت جواهر تتصل بجوني لتخبره أننا بالخارج، ساعدتها على النزول ثم عدلت لها طول العكاز ليناسب قامتها الطويلة، مع أولى خطواتنا عبر الممر المؤدي للباب الرئيسي للبيت فتح الباب وتسربت للفضاء أصوات الشباب المرتفعة والمختلطة من الداخل.....كان جوني وأقفاً على الباب يلقي بنكتة لم أفهمها عن جواهر لكني قدرت أنها عن رجلها المكسورة.....تجمهر وراءه بقية الشبان والشابات يضحكون .....ساعدها جوني في اعتلاء الدرجتين للدخول للبيت، على غير ما يوحي به تصميم البيت الخارجي.....المكان في داخل واسع جداً وفخم جداً......أمضينا حوالي الساعة في الداخل تبادلت خلالها جواهر الأحاديث مع الجميع.....كانوا ينادونها باسم أجنبي غير اسمها الحقيقي......كان واضحاً أنها مركز اهتمام الجميع ، أما أنا فكنت لا أحد.....لم أكن حاضراً في أعينهم بالرغم من أني كنت أجلس إلى جوارها.

بعد ذلك القى الشاب الألماني كلمة أمام الجميع هيئ لي أنها شكر ووداع، ثم قامت جواهر بعد أن أصر عليها الجميع لتتكلم باسمهم وألقت كلمة هي الأخرى.

للقصة بقية....
رد مع اقتباس