عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-09-2015, 09:46 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات مزعج ذاته الحملة



مغامرات مزعج ذاته


الحملة



كان مزعج ذاته شريكا ماليا في حملة حجٍ وعمرة
ولم يكن يجد الوقت الكافي لمباشرة مهام تلك الحملات
وإنّما كان يفعل ذلك شريكه، وهو رجل تقي نقي قنوع
وحدث وأن ألمّت به حالة صحيّة هددت نجاح الحملة، فأوعز إلى شريكه مزعج ذاته
بإدارة حملة العمرة حتى يتعافى، وفعلا قام المزعج بكل ما يجب فعله
وعزم علىأداء العمرة، فكان له ما أراد. وفي الطريق إلى الديار المقدّسة لاحظ
معاملة موظفيه مع المعتمرين الحسنة، وأستاء من طلباتهم المتكررة
من الأطعمة والأشربة، وأزعجه صرف مبالغا من الرسوم التي قبضها
في التيسير على المعتمرين وحل مشكلاتهم، والتوسعة عليهم، وإذلال الصعاب أمامهم
وفي الديار المقدّسة أن كاد يتلف هلعا وجزعا على المبالغ التي دفعها
لإسكان مرافقيه من المعتمرين. فأضمر في نفسه قرارا ينفّذه في الحملة التالية
وعندما إقترب موعد الحج كان إشهار مزعج ذاته عن حملته على النحو التالي:
حملتنا المباركة للحج
لدينا حافلتان حديثتان ـ تسع كل واحدة منهما أربعين راكبا
لكننا نستظيف خمسا وعشرين راكبا فقط حرصا على راحة مرافقينا.
رسوم المقعد ثمانمائة ريال، ونتكفّل بالإجراءات القانونية والسكن والتغذية
والرعاية الصحية، ونوفّر المواصلات من السكن وإلى المسجد أوالسوق
حافلاتنا مزودة بتكييف مركزي، ودورة مياه للذكور وأخرى للإناث
وتوجد في كل حافلة مقصورة إستراحة في الطابق الأعلى.



فأقبل عدد هائل من الحجّاج على الإنخراط في حملة مزعج ذاته المرفهة
أمّا هو فقد أوعز إلى معاونية بإعادة طلاء حافلتيه القديمة، وتزويدهما
ببعض الملاحق البسيطة، لتبدوا بالشكل الذي أعلن عنه.
وأنخدع الناس بهياكل الحافلات، والإستقبال الراقي الذي قابلهم به مزعج ذاته
وصدّقوا وعوده وإغراءته.ودفعوا إليه الأموال عن طيب نفس.
وكانت الصدمة الأولى عندما وجد الكثيرين أنفسهم على مقاعد ضيّقة
لا تنثني ولا تلين، وقد أزدحمت الحافلة بالركاب
فكانت حجّة مزعج ذاته هي الخجل من ردّ الناس المهيبين به
وحرمانهم من أداء الفريضة
وأنطلقت الحافلات ببطء شديد بعث على تذمّر الحجّاج، فأقنعهم مزعج ذاته
بأن في العجلة الندامة، وعندما أمسوا في الصحراء والتهبت الأجواء طالبوه
بفتح مكيّفات الهواء، لكنّها كانت تعمل لمدّة ساعتين ثم ترتفع حرارتها
فيضطر لإغلاقها، فأصيب الناس بالإحباط. وعندما توقّفت الحملة للصلاة
وتناول المتيّسر من الطعام في إحدى الإستراحات، إختفى مزعج ذاته ومعاونوه
قأضطر الحجّاج إلى خدمة أنفسهم ومعاونة بعضهم البعض
وكانت حجّة مزعج ذاته هي إنشغاله بالإتصال مع الهيئة العامة للحج والعمرة
وأستمرّ الحال هكذا حتى وصلوا إلى المدينة المنوّرة، وأزال فرحهم بالوصول
كل ما عانوه من شقى وأذى على الطريق، غير أن فرحتهم لم تكتمل
إذ طلب منهم مزعج ذاته دفع مبالغ إضافية ليستأجر نزلا، أو عليهم تدبير
سكنهم بمجهوداتهم الذاتية، وأنكر بند ضمانة السكن على حسابه
ولأن الكثيرين منهم لم يزوروا الديار المقدّسة قبل هذا فلم يجدوا مناصا
من دفع المال إلى مزعج ذاته، ومع ذلك
إكترى بيتا شعبيا قديما لا يدفئ من برد ولا يحمى من حر



وعندما راجعه بعضهم أظهر رعونة وجهلا وغرورا وعنجهية
ورمى بالأخلاق الفاضلة عرض الحائط، وأنتهر الناس وسخر منهم
فتمكّن بعضهم من الإتصال بالقنصلية الوطنية وعرضوا على هيئة الحج
ما تعرّضوا له من نصب وخداع وسوء معاملة
فما كان من الهيئة غير الإشراف على أولئك الحجّاج، وضمّهم إلى معسكراتها
وبعد إنتهاء مراسم الحج أجبر مزعج ذاته على إعادة النقود إلى الحجاج المتضررين
فعادوا إلى ديارهم جوا
ومنى مزعج ذاته بخسائر دينية ودنيوية كبيرة.

يتبع إن شاء الله



التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 17-09-2015 الساعة 10:24 PM
رد مع اقتباس