عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-07-2013, 01:56 PM
الصورة الرمزية مَــلآذ ‘!
مَــلآذ ‘! مَــلآذ ‘! غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: بين ظِلٍ وبضعُ فتات !
المشاركات: 225

اوسمتي

افتراضي ♥ رِسالةُ اليَم لـ رُوحِ أُمـﮯ »•





أُمي صغِيرتُكِ مُتعبة ..


مآ عدت أقوى على التحمُلِ أكثر !



خُذيني لحُضنِك الحنون وخبِئيني عنهُم ..



لملِمي شظاياي المكسُورة من وقعِ الجرآح ..



أحتاجُكِ أمي أحتاجُك !




طِفلتُك : الغضّة النقية ما عادت تُجيد سِوى الصَمت ..



وتِلك التي تذكُرينهآ تُداعب قهقهاتِ الفجر بين ثُغرِها
ماتت يـ حناياي ماتت ..!
ماتت يـ حناياي ماتت ..!
ماتت يـ حناياي ماتت ..!



قتلُوا بِي الحُلم يـ أُمي والطفولة والسَعادة والحيآة !
قتلونِي بلا أي رحمة ..



أُمي يـ نبضَ الطمأنينةِ بِي أرجُوكِ ضعِي راحتيكِ
على عينآي لتغُمض أجفاني ولا أرى أطيافهُم تتراءى لي !




أتعلَمِين أنني أفتقِدكِ حقاً حينما كُنت أفزعُ ليلاً من صوتِ الكِلاب
أناديكِ وتهرعِين لِي :




- صغيرتِي ما بِك أتراهُ كابُوس يُفزِعُك ؟



- لا يا أُمي ولكِنني أخافُ نُباح الكِلاب أسمعهُ خلف نافَذتِي ..



- لا تترُكيني أمي أرجوكِ ابقِ هُنآ ..



- أنا هُنا يا عزيزتي لن أرحل عنكِ فلتخلُدي للنومِ الآن
أغمِضي عينيكِ واحلمِي أشياءاً جميلة
إلى أن تغفو أهدابُكِ




وتَشُدين على يدي بكفيكِ الدافِئين وترتِلين على رأسي المُعوذات
لـ يطمئِن قلبي وأنآم بعُمقٍ أتنفسُ عطركِ الفريد
الذي لا أجد له أي مثيل !




أجل يا أٌمي لا زلتُ أخافُ الكلاب !
لم يتغير شيء سِوى أنني أحِن للمسةِ يديكِ
وهي تمسحُ عن رأسي الهموم لـ أنام ..



أمي طفلتُك البريئَة الطاهرة : هاهِي تذبلُ شيئاً فشيء أمام تِلك الصدمآت ..
كـ زهرةٍ ربيعيةٍ عصفت بِها برودة النسيم
وارتجفت الروح بين أطرافِها ..



لم أعُد تِلك الفتاة الصآبرة التي هتف الجميعُ ذآت يومٍ بفرح
بأنني أقوى من المَرض وسأتعدى تِلك المراحِل
لأنني قويةٌ فِعلاً وقوتِي وصبري لم أتعلمُهما إلا منكِ
أما بالنسبةِ لعزمي فأبي الوحيد الذي
لا زلتُ أستمده مِنه بفخر !



كُنت أجهلُ سبب ثِقة الجميعِ بي حينهآ لأنني لم ألحظ على
نفسي ما قالوه ! ولكِنني أيقنته بعد حِين حينما سمِعت الطبيب
يهمِس لأبي : إبنتُكم من المَرضى النادرِين الذين يتخطًون
مراحِل المرض بهذه السُهولة ويستجيبون مع العِلاج
بإرادةٍ قوية ! أحييكَ على عزمِ إبنتِك ومعنوياتِها ساعدنا ذلِك
في علاجِها كثيراً بينما سيساعِدها فِي الشِفاء بسرعة بإذن الله ..



صدقيني ما عُدت كـ تلك أبداً !



أُمي .. أحضني جسدِي المُنهك ولـ أنسى تعبي بين
أنفاسِك نبضكِ ودِفء همسِك ..
أبقيني بعيدة عن كُل شيء



ما عُدت أريد رُؤيةَ أحد ولا الحديثَ مع أحد
ولا حتى لمحَ ظِلالهم .. أريد البقاء معكِ أنت فقط
كُوني لـ طفلتَك الهادئة ملاذاً يقيني من كُل تِلك الأوهامِ الصاخبة ..



فضجيج البشرِ يُفزعني حقاً !
أعيديني لـ رحمكِ المُظلم لأختبئ به !



فلا شيء يستحقُ أن نعِيش من أجلهِ سِواكِ



صدقيني يا أُمي أنني ميتة .. ميتةٌ



أعيدني بأحشائِك لأحيا من جديد ..
بدون أي وجع أو نصب ..
لأحيا الطفولة بوقتٍ أصبح النُضجُ فيه مُبرراً للألم !
أُمي .. لملميني بصمتٍ لأعيشَ بين مُروجكِ وردةً أرجوانيةً
وكوني لي الشَوك الذي يحميني .. لأشعر بالأمان ..



وإن تعثرتُ يوماً أمسِكي أصابعِي لأقف
كما كنت تفعلين حينما نعودُ من البُستان كُل مساء ..



فأنا لا زلتُ تلك الطفلة التي تبكِي إن رحلتِ عنها
وهِي نائمة لتستيقظَ ولا تراكِ بقربها
فتبحثُ عنكِ كـ تائِه وسطَ الرمضاء !



وما إن تلقاكِ تنسابُ برقةٍ وتسدل
جسدها بحُضنك وتشكِي لكِ بأنها فقدتكِ !



كُنت أفعلُها دوماً .. وألقاكِ دوماً



ولكِني هذه المرة : أضعتُكِ ولا زلتُ أبحثُ عنكِ
ولا أجدك إلا فيّ نبضاً متوجعاً .. عليلاً ..
تنبجِس معه الذِكرياتُ ببطىء قاتِل ..




ولا زالت تِلك الأفواه تُناديك بصرخاتٍ خرساء



وأنتي من يومها لا تُجيدين سِوى الإختباء



رُغم أنني لا أذكر بيوم رحيلِك أنني لعبتُ
الغميضة ليقينٍ بي



بأنكِ تربحين دائِماً ..



سأُلقي بنفسي في اليم لأراكِ ولا تخافِي ولا تحزني



إن الله معي



فإن رحلتِ أنتِ فهو حيّ لا يموت أما بالنسبةِ للغميضة



فيجدر بي إخبارُك أنني أيضاً مفقودة بها



ولم يجدني أحدٌ إلى الآن !




٭




لـ أُمي جنةُ الأرض بدآخلي ..



لـ روحٍ تعيشُ لـ تغمُرني عطفاً



أُحبكِ



مع مودتي : ابنتك
!
__________________
ٱنيقة الروح
ساذجة ٱحياناً ٱهوﯼ الصمت !
وبي ٲشياء لا تحڰـﮯ