أعمارنا الممتدة من الجرح إلى الجرح تموء في فم الزمان .. تقف دوما على حافة الرحيل ولا ترحل بنا .. وتدعونا أن نأخذ أمتعتنا للسفر القادم ولا نسافر وكأنها تتلذذ بصناعة تعاستنا وإلقاءنا في قبضة الضياع وقبضة الرعب الأبدي .
ترى ماذا تبقى في حوزتنا ونحن نتسلق للهروب جدار العمر كي نتسكع في أزقة الأقدار لكن كل جدران العمر عالية ومسننة وقد بلغت فينا عمراً طاعناً لا تسمح لنا بالمغادرة ولا تساعدنا على الهروب .. كل جدران العمر محكمة المنافذ ينزل عليها الليل لتسبح في تفاصيل معاناته وصمته .. كل جدران العمر قد ازدادت صلابة من الألم ولم تفتح باباً للريح أو للضوء أو حتى للغبار لنظل بيأسنا نبحث عن متاهة جائعة .
سيبقى جرحك النازف في خاصرتنا نازفاً يا زمن وسنبقى نحن بألم الجرح نسير بين الحصى الملقى حتى إذا تجنبنا واحدة تعثرنا بالأخرى فنظل نسقط ونسقط ونسقط حتى نصل لقاع الألم . وتظل الرحلة قائمة والرفاق يتوافدون والقاع متسع كبير لكثير من الجراح وكثير من الآلام .
جزء من النص مفقود .