عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-07-2013, 01:34 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية الَتوْأمَ الجزء السادس



حكاية شعبية

الَتوْأمَ

الجزء السادس



إنصرف صديقه حائرا ... لا يدري ماذا يفعل ؟ ولا ماذا يقول ؟
عندما إختلى حسن وأمه بحسين, حاولا أن يظفرا بكلمة من فمه
ولكنها عزّت عليهما, فتركاه, وقد يئسا من جوابه
أما هو فقد دبّر أمره بليل ... وقرر أن يرحل, قبل أن يكتشف أحدهم سِره
وهكذا وعلى حين غرّة, غادر حسين المدينة, وترك لأمه و لأخيه رسالة مفادها :
أما بعد : فإني أتوسل إليكما أن تُسامحاني على رحيلي
بدون علمكما, وأنه لا ذنب لكما في ذلك... وأتمنى منكما أن تدعوا لي
بالسعادة حيثما كنت ... فإني لن أعود إلى هذه المدينة أبدا
عندما سمعت أمه العبارة الأخيرة ,شقّت ثيابها, وناحت وولولت
وإفترش حسن الأرض, وقد سالت دموعه أنهارا
سلك حسين طريقا وعِرة, لا يسلُكها الناس متفاديا الوقوع في أيدي طُلابه
فهو يعلم أنّ أمه وأخاه لن يترددا في البحث عنه, ولن يتأخرا في إرسال من يعيده
عاد الفرسان الذين خرجوا للبحث عنه بعد عدة أيام, بخفي حنين
وعندما إنقطعت أخباره, أصيبت أمه بالكآبة, وصارت تبكي ليل نهار
و إمتنعت عن الأكل والشرب, ولم تعد تضحك, ولا تمرح, و لبست الأسود من اللباس
أما حسن فلم يهنأ له بال, ولم يغمض له جفن وأهمل تجارته
ولازمه النوح والأشجان والسهر الطويل
وكانت دموع أمه تؤجج نيران الأسى في صدره
وتدفعه آهاتها للخروج بحثا عن حسين ...
الذي قطع أودية وشعابا, وصعد تلالا وهضابا, وعبر مفازات مخيفة
مضت أيام مُضنية وليال طويلة, قبل أن ترى عيناه إنسي أو جني حتّى
وقد نفذ منه طعامه وزاده, وإستوحش لإنفراده في هذه الصحراء القاحلة
فأقتات على أوراق الشجر, وما تقتنصه نِباله من حيوانات برية
وعندما أوشك على الموت جوعا وعطشا ترآت له واحة غنُاء
تحفّ بها الأشجار العالية, الملتفة الأغصان
فحث راحلته المرهقة على سرعة السير لكي يصل إلى الواحة قبل مغيب الشمس
وعندما وصل, حمد الله وشكره, ثم إغتسل وشرب, وبعد إن إستراح
ملاء قربته من الماء, ثم إمتطى الراحلة ومضى على غير هُدى ...
إلتفت حسين فجأة عندما سمع صوتا صادرا من وسط الواحة

فرأى ظبيا شريدا يشرب من العين, فرح كثيرا, ومنى النفس بطعام دسِم
فنزل عن رحله مُسرعا, وأخرج قوسه وأوتره
ثم أخذ يقترب من الظبي في هدوء ورُوِيّة
وعندما صار على بعد خُطوات منه
إختفى الظبي على حين غِرّة, فبُهت من سرعته الفائقة في الهرب
ثم القى نظرة فاحصة, فرآه واقفا على تلةٍٍ قريبة, فدنى منه
ثم شد وتر القوس , وسدد السهم إلى قلب الظبي
وساعة ما أنطلق السهم ... أصيب حسين بالدهشة والحيرة ...
فلقد إختفى الظبي, وحلّت محله فتاة رعبوب, كأن وجهها كوكب دُري
شعرها كخيوط الذهب, عيونها كحيلة بزُرقة السماء

تمشي رُويدا كما يمشي الحمام, باسمة الثغر, بارزة الصدر
فتجمّد في مكانه, وخرُس لسانه, فتقدّمت منه الفتاة على إستحياء
ولما صارت أمامه قالت له بلسان عربي فصيح :
حللت أهلا, ونزلت سهلا ...
حينها فاق حسين من حيرته, ورُدت إليه نفسه و أنشرح صدره
فقالت له : إن قصر أبي قريب من ههنا فأتبعني
لم يُصدق حسين أذنيه ولا عينيه, فنسي الظبي ...
وتبعها عندما أومأت له أن تقدّم ...
مشى خلفها مذهولا حتى دخل القصر ...
حيث أستقبله الخدم, وحملوا متاعه وأدخلوه مجلسا واسعا, وقدّموا له طعاما
فأحسّ حُسين بالطمأنينة, وغفت عيناه وراح في سُبات عميق
فاق حُسين من سُباته إثر صفعات قوية تنهال على خدّه, فنهض مذعور
وعندما إلتفت حوله, وجد نفسه ملُقى على البطحاء, وقد وُضعت يداه
ورجلاه في قيد متين, وحين رنا ناحية القصر
لم يرى له أثر, لكنه رأى كُوخا كئيبا مرعبا, مكان القصر,فصُدم
وأوجس في نفسه خِيفة, وقبل أن يفيق من دهشته, تلقّى لطمة قوية
على ظهره, كادت تزهق روحه, وشاهد

يتبع إن شاء الله


رد مع اقتباس