الموضوع: مقاعد شاغرة
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 13-01-2013, 06:32 PM
الفرحان بوعزة الفرحان بوعزة غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 306

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الجنديل مشاهدة المشاركة
مقاعد شاغرة !!
كان قدّاحاً ذمّاماً ، لم يترك نهراً إلا وغرس عصاه على ضفتّيه ، ولم يغادر شجرة إلا ورماها بالحجارة ، ولم يبتعد عن قوم إلا وسددّ سهامه إليهم ، كان شرساً في هجومه ، وعنيفاً في نقده ، ولم يسلم أحد من سطوة لسانه .
اختلى به أحد أصدقائه ، واستفسر منه عن سرّ سلوكه الغريب ، فأجابه غاضباً :
ــ لم يترك لنا الأوغاد مقعداً شاغراً للمدح والثناء ، فالتجأتُ إلى مقاعد النقد والتشهير !!.
الأخ الفاضل والمبدع المتألق .. أحمد الجنديل .. تحية طيبة ..
أعتقد أن البطل لم يستطع أن ينافس ويزاحم الجماعة لكي يندمج في زمرة الذين يتقنون فن المدح والثناء ،فهم يظهرون الرضى ويؤمنون بتفوق الآخر .. والواقع هم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم .. غير قادرين على المعارضة والجهر بالحقيقة .. وجدوا مصلحتهم في المدح والثناء .. فأصبحوا في نظر البطل انتهازيين ، وصوليين .. خانعين طيعين ..
كان بإمكان البطل أن يجاريهم ،لكنهم سبقوه واحتلوا كل المقاعد ، فأصبحوا في القمة ، ولما أراد أن يتسلق أو يتطلع إلى مكانتهم حاصروه وحاربوه بكل الوسائل فعجز البطل عن تحقيق مبتغاه ،فكان لا بد أن يلجأ للسب والشتم والهدم ليثير انتباه الجميع على أنه مهم وقادر أن ينغص عليهم حياتهم للدفع بهم إلى احتضانه وإدماجه للانتفاع مثلهم بشكل متساو معهم ..
نص جميل ، عميق الدلالة ، فيه نفحة سياسية ..عمد السارد للتدرج في توصيل الفكرة للقارئ .. فالبطل كان منهم يساير الواقع والمنطق ، لكنه لم يعرف كيف يشق طريقه .. فانفصل عنهم وسار مع الجماعة في خط متواز .. يحاول أن يسبقهم ويعترضهم عن طريق استنساخ شخصية جديدة من نفسه .. والواقع هو نفسه كان يخفي شخصيته الحقيقية فعاد إلى فطرته وطبيعته ..
جميل ما كتبت أخي أحمد ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
رد مع اقتباس