عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 27-05-2013, 11:18 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية


أبو البنات السبع

الجزء السابع عشر

سوف نهبكم نصف ما لدينا من المؤنة
على أن تُعوِّضونا عن ذلك بكلِ حمولة سفينتكم من البضائع
فوافق ساعِدة دون تردد, إذ خاف نقمة البحارة وصولتهم
ثم قرر العودة إلى الوطن, بعد أن خسِر ماله, وجهِل مصير إخوته الستة
وفي بندر مدينة مرباط وبعد أيام شاهد الناس سفينة مقبلة, وأبلغوا أبا ساعِدة
فجاء مسرعا وهو يظن ان أحد بنيه قد نجح في مسعاة, وعاد فائزا مُظفّرا
فلمّا عرف ما جرى لإبنائه, أصيب بخيبة أمل مريرة, ومرض مرضا عضالا
في ذات الوقت أراد أبو البنات السبع أن يسأل إبن أخيه ساعِدة ورفاقه
إن كانوا قد رأوا البنات السبع, ولكّن أبو ساعِدة أمر خدمه بمنعه من الإقتراب
ثم إن النوخذة الذي رافق ساعِدة طمأنه على بناته, وأبلغه أنهن
يبحرن بسلامة, وقد ربِحنَ حمولة سفينتين من البِضاعة النفيسة فأرتاح باله قليلا
أما سفينة البنات فقد دفعتها الريح الطيبة’حتى أوصلتها إلى جزيرة تسمى"ملقا"
في ماليزيا, وهناك حظين بمعاملة طيبة, ولكنهن لم يبعن شيئا من بضاعتهن, لكساد السوق
فواصلن رحلتهن إلى ميناء كانتون جنوب الصين, وبعد أيام من الإبحار وصلن إليه
فوفقهن الله لبيع حمولة السفينة, من الخيول و اللؤلؤ البحريني والعقيق والعاج و الكندر
واللُبان والبُخور والحلوى العمانية, وغيرها مما كان مع ساعدة وأخيه سعدي
ثم أبلغهن بعض التجار العرب بما جرى على أبناء عمومتهن, في يندر سيراف
وحذَّروهن من الإقتراب منه, وعندما قررن العودة إلى أرض الوطن, ذكَّرتهن
سعدى بالهدف الأساسي من هذه الرحلة, وهو إثبات مقدرتهن على منافسة الفتيانبل والتفوق عليهم
فلما سألتها أخواتها عما تعتزم فعله, قالت لهن :
سوف نكتري سفينة صينية, ونحملها بالذهب والعطور, والحرير و الديباج
والشاي والتوابل, والحديد الملون, والعود والمسك, والدار صيني
ونرسلها إلى بندر مسكت وهناك تنتظر قدومنا, أما نحن فيجب علينا أن
نحرر أبناء عمنا المحبوسين لدى علي بن بدرى في سيراف فوافقنها
ثم إستأنفت البنات رِحلتهن, بعد أن حُزنَ على بِضاعة كثيرةٍ و متنوِّعة
وبعد أيامٍ من الإبحار, لاح لهنَّ بندر سيراف في بلاد الفُرس, فلبِسنا لبس الرجال
وتنكَّرنَ على هيئتهم, وتقلّدن السيوف, وشددنَ الألثمة السوداء على وجوههن
فلمّا صارت سفينتهن على مقرِبةٍ من البندر, إعترضتها سفن السلطان الجائر
وعلى متنها العساكر والمُفتّشون, ثم إقتادوا السفينة, حتى أدخلوها إلى المرفاء
وهم يحسبون أن طاقم السفينة رجالا, عند ذلك دلف إليها وكيل السلطان, وسأل
عن حمولة السفينة فأنزلته سُعدى إلى الخنَّ (بطن السفينة) فذهل حين رأى
سبائك الذهب,و الأحجار الكريمة, وقناني العطور والعود والمسك, وطيات الحرير و الديباج
والكافور والزباد, ومختلف أنواع التوابل, والحديد الملون, والدارصيني, والأدوات الحديدية
ونزل مسرعا إلى سلطانه الذي دعاهن إلى قصره, وأقام مأدبة حضرها شخصيا
لغرض في نفسه, وكان مقصده المكر بهن وحبسهن
ولكن سُعدى كانت قد علمت من رجلٍ صالح بما جرى على بني عمها
وعلى سفنٍ أخرى, فأحتاطت من ظلم الحاكم ومكره
فأرسلت اخواتها إلى منزل ذلك الرجل الصالح سرا, وإتفقت مع جنِّ أمها على
أن يرافقها ستة منهم إلى قصر السلطان, وقد تشكّلوا على أنهم بحارتها
ثم نزلت مع الرجال الستة, وتوجّهوا إلى قصر الحاكم, إستجابة لدعوته
وحين صافحها علي بن بدرى وتلامست راحتيهما, شعر بشعور غريب
وبعد إستقبال الضيوف, وخلال الإستراحة, تمكّنت سُعدى من رِشوة
كبير خدم علي بن بدرى فأعطاها خاتما من خواتم الحاكم, لأنه كان يكرهه
وفي الليل وبعدما أوى الضيوف إلى مضاجعهم, إختلى على بن بدرى بأمه
وكاشفها وصارحها بما يختلجُ في صدره من شكوك بشأن كبير الضيوف
فلما سألته أمه عن شأنه, أجابها بأنّه يظّنُه فتاة عذرى, وليست رجلا, فهو
جميل جمالا أُنثويا, يتمايس في مشيته, كحيلة عيونه, ناهد صدره, مسترسلا شعره
فقالت أمه الخبيثة : بعدما ينام ضيوفك, مر خُدامك بوضع إنائين على رأس كل
واحد من الضيوف, إناء فيه ماء, وإنا آخر فيه طعام, فإناء الأنثى لن يفسد طعامه
وهكذا فعل الخادم, ولكنهم في الصباح وجدوا كل الآنية قد فسد طعامها وشرابها
إذ قامت سُعدى بإستبدال إنائها, بإناء جارها, قبل أذان الفجر بساعات
إحتار الحاكم, ولكنه لم يقتنع بعد, فهو متأكد من أنها فتاة عذرى, فعاد إلى أمه
فنصحته بتقديم طعاما حارُ لضيوفه, ولن يكون بمقدور الفتاة تناول الطعام الحار
ولكنه فغر فاه عندما لاحظ ان الجميع يتناولون طعامهم بلذة و شيهة مفتوحة
فقد إستعانت سُعدى بجانِّ أمها, فكان أحدهم يلتقم اللقمة قبل أن تصل إلى فمها
فشعر على بن بدرى بالقهر والإخفاق, وعاد إلى أمه الماكرة, وأخبرها
فمدته بالعديد من الحيل والألاعيب, ولكّنَ سُعدى تمكَّنت من تفنيدها وإفشالها جميعا
فقالت أم الحاكم : لم يبقى في جُعبتي, سوى حيلة أخيرة
قال إبنها : أسعفيني بها يا أماه
فقالت له : أدعو ضيوفك للسباحة في حوض القصر غدا, على مرأى ومسمع منك
وحينها سيتحقق مناك, وسوف تظهر و تبان علامات جسدها الأنثوية دون شك
وعندما عُرضت الدعوة على الضيوف, أبدى الجميع سعادته لهذه الدعوة الكريمة
وفي أثناء الإستعداد للنزول إلى حوض السباحة, أرسلت سُعدى ذلك الخادم الخائن
وطلبت منه المرور على حوانيت الحاكم, وأن يُحمل سفينتها, وسُفن أبناء عمها
بما خفَّ وزنه, وغلى ثمنه من مجوهرات, وأحجار كريمة, ومصوغات وحرير
مستخدِما خاتم علي بن بدرى ومن ثم يطلق سراح بني عمَّها المحبوسين
ويأمرهم بالرحيل مع أخواتها, وأنها ستلحقُ بهم في عرض البحر, عندما تنتهى
من تلقين ذلكم الحاكم الظالم درسا لن ينساه
ثم أمرت جنيا من جن أمها بالوقوف بجوار مِظلَّة الحاكم, وحين
يشاهدها قد نزلت إلى الحوض, فعليه إسقاط المِظلة على رأس علي بن بدرى

يتبع

إن شاء الله


رد مع اقتباس