عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 03-06-2013, 11:27 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية



أبو البنات السبع

الجزء الأخير

وإحداث الكثير من الفوضى والهلع, ومن ثم يطير بها إلى سفينتها عندما تأمره
وهذا ما حدث فعلا. وشاهد الحاكم ضيوفه جميعا في الحوض يسبحون
وعندما أراد أن يدقق النظر في الفتاة, هوت المظلة فوق رأسه
فذهل وأنشغل في النجاة بنفسه, وهو يستشيط غيظا وحنقا
في تلك الأثناء خرجت سُعدى من الحوض, و كتبت على حائط المجلس:
{دخلت عذرى, و خرجت عذرى, على رغم أنفك, وأنف امك, يا علي بن بدرى}
ولم يغب نهار ذلك اليوم حتى كانت السفن الخمس, تسابق الريح في عرض البحر
و عندما سكن روع على بن بدرى أراد أن يتفقد ضيوفه, ولكنه أصيب
بخيبة أمل مريرة, عندما عثر خدمه على الكتابة التي تركتها الفتاة ورائها
وفيما هو متفكِرا في أمرها, جأته أنباء إطلاقها سراح المحبوسين, وسطوتها على
حوانيته, ومغادرتها البندر منذ ساعات, فأهتاج , وثار في قلبه الغضب, وأقسم
بكل مًقدّسٍ لديه, على أن يلحق بها إلى بندر مرباط وأن يقتلها, و أن يشرب من دمها
أما البنات السبع و رفاقهن, فقد واصلوا إبحارهم إلى بندر مسكت فوصلوه
في مُدّة وجيزة. إذ كانت الجِّن تسبح بالسفن وتدفعها من ورائها
ثم إنّ البنات إصطحبن السفينة الصينية التي سبقتهن, وغادرن إلى بندر مرباط
كانت الرياح مواتية, ولذلك لم تستغرق رحلة العودة سوى ستة أيام
وفي اليوم السابع شاهد المرباطيون الجالسون على رمال الفرضة (ميناء مرباط)
سفن سِتّ, تتقدمها سفينة سعود بن أبي ساعِدة, فهرع البعض يبشره
بمقدم أبنائه الغائبين, فأتى على عجلٍ, يجر ردائه تيها وعجبا, وقد أرسل
إلى زوجته من أنبأها بعودة الأبناء المظفرين, فأتت تزفها خادماتها
وهن يغنين, وينشُدن الاشعار, ويضربن الدُفوف وكأنها عروس الموسم
وحين علم أبو البنات السبع بقدوم السفن, أراد أن يسأل عن بناته
فتعرَّض له أبوساعِدة وأهانه, وأسمعه ما يكره, ثم إنصرف عنه
تاركا إيّاه يبكي, خوفا على بناته
وبينما هو في حزنه وخوفه وبكائه, أتاه بعض الصبية, وأكدوا له
أنّهم شاهدوا سفينة بناته, وهي تتقدم نحو الفرضة, تكاد تغرق من ثقل حمولتها
فكفكف دموعه, وأخذ يجري بإتجاه رأس زهير(قبر صحابي مُزار في مرباط)
حيث يمكنه رؤية السفن بوضوح, وعندما شاهد بعينيه سفينة بناته
أخذ يلوح لهن, ويناديهن, فسمعت البنات صوته, ورأينه يقف وحيدا
فوق حصاة عبد الله (موقع سياحي في مرباط)
فأرسلنا إليه أحد الجِّن الصالح الذي طار به
وأوصله إلى سفينة سعود, فوجد بناته, وبعد البكاء والعناق
حكت له سعاد عن كل ما جرى عليهن, منذ إنطلاق السفن
وحتى هذه اللحظة, فحمد الله, وسجد سجدة شكر لله تعالى
ثم نزل إلى السفينة الأخيرة, والتي فيها أبناء أخيه, فسلَّموا عليه
وأعتذروا إليه, وأبدوا رغبتهم في بناء علاقة جديدة معه ومع بناته
أما أبوساعِدة وزوجته, فكانا يوزعان الحلوى والنقود, وهما
يظنان أن تلك السفن هي سفن أبنائهم, وقد طاشا كبرا وغرورا
وعندما أرست السفن في الفرضة, بادر إليها وكيل الوالي, فأستقبلته سعدى
وأبوها وأخواتها, وأخبروه بأن السفن, وما فيها هي ملك للبنات
فنزل مسرعا, ثم توجُه إلى الوالي والقاضي, وأبلغهما الخبر فسرا سرورا عظيما
ثم إن البنات السبع و أبوهن نزلوا على متن الجالبوت(قارب خشبي)
فلمَّا عاينهم أبو ساعِدة ورأى أخاه وقد لبس دشداشة صورية
مطرّزة بال"زري"وخيوط الفضة, وتخنجر بخنجرٍ"نزوانية"
وتعممَ بعمامة "كشميرية"ولف حول جسمه "بشت"من بشوت الشيوخ
ولبس في رجليه حذاء مصنوعا من جلود التمساح, وقد أمسك بخيزران
ملبس بالفضة والصفر(النحاس) وهو واقف بفخرٍ و إعتزاز, وحوله بناته
أغمي على أبي ساعِدة ولما فاق أخذ يفرك عينيه غير مصدِّق
ولما لم يشاهد أبنائه, أصابته لوثة, وأخذ يسأل الناس :
هل رأيتم أبنائي ؟
أين سفنهم؟ أين أموالي؟
ماذا فعلوا بها ؟
وراح يبكي في حرقة ومرارة, ثم توجه إلى أم ساعِدة مغضبا
فوجدها في حالٍ أسواء من حاله, فقد مزَّقت ثيابها, وحثت الرمال
على رأسها, وبركت على الساحل مثلما تبرك الناقة, وهي تنوح وتولول
فوقف أبو ساعِدة أمامها, ثم قال لها ما كان ينبغي ان يقوله سابقا:
أنتِ سبب بلائى وشقائى, لقد أفسدتي علاقتي بأخي, وضيعتي أبنائى
وتحكمتي ... وبينما هو كذلك نزل أبو البنات السبع إلى اليابسة
وذهبت بناته إلى الدار, ترافقهن بنات ونساء الصيادين والأطفال الأيتام
بينما أسرع أبوهن إلى أخيه, وأنفرد به يحدِثه, فرأى الناس
وجه أبي ساعِدة وقد تهلل وأشرق, ثم عانق أخاه وهما يبكياني
والناس لا تفهم شيئا
ثم إنهما ركبا في الجالبوت وتوجَّها إلى السفينة الأخيرة, وبعد برهة
عادا برفقة سعود وإخوته الثلاثة, وقد لبسوا ملابسا حسنة
فلما رأتهم أمهم, نزلت إلى الماء, وأخذت تحاول السباحة, فلم تفلح
فلما نزلوا عانقتهم, وقبّلتهم, وهي تبكي
ثم أمر الوالي بعمل وليمة كبيرة, وأحتفل الناس بهذا الحدث الجميل
ثم إن أبا ساعِدة تقدّم إلى أخيه وطلب منه تزويج بناته من أبنائه فوعده خيرا
إستمرَّت الإحتفالات لمدة يومين, وفي اليوم الثالث صباحا شاهد الناس
سفينة كبيرة ضخمة, تدخل فرضة مرباط فهبوا لأستقبالها, وتسآلوا
عن شأنها, وبعد قليل نزل منها رجل يبدو كملك أو سلطان
قد أحاط به العساكر, المدجدجون بالسلاح, فأستقبله والي المدينة وشيوخها
وبعد مراسم الحفاوة والإستقبال, سأله الوالي :
من تكون أيها الرجل المبّجل؟
فرد عليه : أنا علي بن بدرى صاحب سيراف وملكها
وقد أتيت بحثا عن سبع أخوات, زرنَ بلادي منذ شهر
وأعجبت بمهارتهن وشجاعتهن, وأرغب في الزواج من أميرتهن
فلما سمع الوالي منه هذا المقال, أرسل إلى أبي البنات السبع
فجاء على الفور, وحين طلب منه علي بن بدرى الزواج من إبنته, قال له :
إنني قد وعدت أخي, فإن رغب إبنه عن إبنتي, فلك ما تريد
فذهب علي بن بدرى إلى سعيدان الذي تنازل عن إبنة عمه
مقابل أموالا جزيلة, فتم عقد قران علي بن بدرى على سعدى
وفي ليلة الدخلة عزم علي بن بدرى على الفتك ب سعدى إنتقاما منها
فهي الوحيدة التي قهرته وأذلته, وداست كبريائه
كانت سعدى تعلم هذه الحقائق, وتعرف أن مراده قتلها, لذلك أخذت حذرها
وقبل دخول العريس إلى مخدعها, عمدت إلى قربة كبيرة, وملأتها
عسلا, ثم البستها ثوبا, وأجلستها على هيئة آدمية, بينما إختبأت هي
تحت السرير, وحينما دخل "علي بن بدرى" وشاهد القربة, ظنَّ أنها
غريمته "سعدى" ولشدة حقده, إستلَّ خنجره, و وجاء بها عنق القربة
فأندلق العسل, و حين أراد أن يشرب من دمها, وجده عسلا مصفَّى
فقال نادما : إذا كان هذا طعم دمك, فكيف بطعم لحمك ؟!!
وجلس يأسف على تسرعه في قتلها
فلما شاهدت الفتاة ذلك, خرجت من تحت السرير, وقد لبست الحلل
البهية, وتزينت بأجمل زينة, وتمضّخت بالمسك والصندل والبخور
كأنها حورية نزلت من جنان الخلد, متورّدة الخدين, بارزة النهدين
فلمّا رآها "علي بن بدرى" واقفة أمامه, طار لبه, وهام فيها حبا
فوقع عليها, ولما قضى وطره, قال لها :
أنشدك بالله, إلا أخبرتيني لماذا فعلتي ما فعلتي بي؟
فقصت عليه الحكاية من بدايتها, إلى نهايتها, فزاد إعجابه وحبه لها
ثم بعد أيام تم زفاف أخواتها على بني عمها, وسافرت هي مع زوجها
وعاشوا في هنا وسرور, وهكذا الحياة تدور.

والى اللقاء مع حكاية

التوأم

كتبها / ناجي جوهر
سلطنة عمان


التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 03-06-2013 الساعة 11:54 PM سبب آخر: إملاء
رد مع اقتباس