الموضوع: حورية الأشخرة
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09-09-2012, 09:33 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي


(6)

في حركة سريعة ارتج لها قلبه وكاد ينخلع لولا أن تعلق بخصلة شعرها المتدلية من جانب جبينها الأيمن،حولت الحسناء نظرها عنه نحو شجيرات وراء سيارته، وبخطى بدأت حذرة ثم متسارعة تبعت بصرها لهناك، أما هو فأصابه هلع شديد من أن تختفي عنه، ومن عجلته للحاق بها قفز من الجدار الجانبي للمظلة........

كان يركض على غير هدى حتى سمعها تناديه من بين الشجيرات، وعندما اقترب وجدها تبكي وقد وضعت رأس عنزة بين رجليها، حاول أن يتظاهر بالهدوء والاتزان فأبطأ من خطواته نحوها......لكنها صرخت عليه

-أسرع.....أسرع.....ألا ترى هذه المسكينة.

لقد كانت العنزة تضع وليدها، ويبدو أنها تواجه مشكلة......لم يخرج إلا رأس الجنين فقط......جثا على ركبتيه بقربها وهو لا يدري ما يفعل وتحرق على الدمعات المنسابة من عيني الحسناء، التفتت نحوه في ضيق واضح وقالت وهي تجهش بالبكاء

-لا تجلس هكذا، هيا ساعدها على إخراج الجنين.

-ماذا أفعل؟

-أدخل يدك بلطف وتحسس يديه داخل بطنها، لابد أنهما مشتبكتان.....لذلك لم يستطع الخروج.

-هل تقصدين أن أدخل يدي في.....

-نعم.....هيا بسرعة.......المسكينة، كنت أعتقد أنه بقي لها يومين قبل أن تلد، لابد أن شيئاً حصل لها، ربما أخافها أحدهم....

هوت على الحسناء على رأس العنزة تقبله وتبكي وتدعو بالويل والثبور على من تسبب بتقديم ولادتها، ولابد أنكم عرفتم المجرم الذي رماها بقطعة الخشب وصرخ في وجهها......ليته يكفر عن ذنبه الآن ويخرج الجنين بسلام.

لم يستطع تخيل أنه قد يفعل شيئاً كهذا في حياته، لكنه أقدم عليه مدفوعاً بإحساسه بالألم على حبات اللؤلؤ التي تتساقط من أجمل عينين، دفع يده برفق في رحم العنز، وتحسس حتى أمسك بيدي الجنين، وفي لحظة أحس أنه لم يعد يستطيع تحمل ملمس السائل اللزج في الداخل، قرر اتخاذ قرار حاسم.......تمسك بيدي الجنين بما أوتي من قوة وسحبه للخارج سحبة واحدة.......صرخت العنز في حضن الحسناء وانسكبت المشيمة على ركبتيه.......وساد صمت رهيب لعدة ثوان.
رد مع اقتباس