عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2014, 10:28 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي المعتوهة والعجوز الجزء الثالث



المعتوهة والعجوز

الجزء الثالث


أما يردعكما دين ولا قانون عن هذه الأفعال الشنيعة؟

لقد صبرت عليكما واحتملت فسادكما.

لكن الناس ضجوا وشكوا إلي سوء طباعكما , وخبث سريرتكما

فجاوبته إبنة اخيه من خلف الباب وقد كانت في حالتها الطبيعية :

ماذا هناك يا عم؟

فصاح بها غاضبا : لست لكِ بعم , وإلا لأحترمتي مقامي , ولنفذتي كلامي

فسألته : وما الذي طلبته منا؟

فصرخ في وجهها : ألم أنهاكما عن إستقبال الغرباء في منزلي؟

وعن حرق الصلصال في باحة داري؟

فردّت عليه : إنه ليس منزلك , ونحن لم نستقبل غرباء في منزلنا

وأنت تعلم أن الرجل من محارمنا وهو إنما يتاجر بمشغولاتنا و ...

فقاطعها بحدّةٍ : إنّك لوقحة , وعديمة تربية وإلا لما كذبتيني

فتركته ينبح حتى تجمّع حوله عدد من الناس , فجعل يبكي

ويرثي أخاه المرحوم مُستدِّرا تعاطفهم وتأييدهم

وعندما حضر المتاجر في المرة التالية تعرّض له العم واتباعه

وأخذوه إلى الوالي , وهناك أدعى ان الرجل يستغل المجنونة

ويسيء إلى سمعة اخيه , ويفعل القبيح معها بمباركة من العجوز

فأراد الوالي جلد المتاجر وحبسه , إلا ان الرجل هددهما بقوله :

إنك ايها الوالي لتعلم ان هذا الرجل كاذب. فانا خال لها و من محارمها

وإنما اتاجر بما تصنعان بأيديهما , فإن حبستني ظلما وعدوانا

فأقسم بالله لأشكونك إلى وكيل السلطان , فهو الذي يشتري بضاعتهما

ولسوف أحدّثه عن ظلم هذا , وأكله مال اليتيمة ظلما وعدوانا

وأنّك شريك له في إجرامه , تحميه وتعاونه على البغي والعدوان

فخاف الوالي , وأعتذر إليه العم , وطيبا خاطره وأطلقا سراحه

لكن خوف العم زاد عن الحد المعقول بعد التهديد

ولم يشاء ان يريح قلبه وضميره بإعادة الحقوق الى اصحابها

بل شرع يفكر في الحيل والخدع

فهداه قلبه السقيم إلى فكرة خبيثة , يضرب بتنفيذها عصفورين بحجر

فهو سيتخلّص حتما من ابنة اخيه وعمتها بابعادهما الى الأبد

وستصفى الدار له وحده , وسوف لن يعيِّره أحد بابنة أخيه المعتوهة

فسافر دون أن يعرف أحد سبب سفره المفاجئ , ولا وجهته

ثم عاد بعد خمسة أيام يعلو وجهه البشر , بخلاف المعتاد منه

وحين فاتح أخته وابنة اخيه برغبة رجلٍ من أقاربهم في قرية مجاورة

بالزواج من الشابة اشترطتا عليه , أن لا يستولي على نصيبهما من المنزل

مثلما أستولى على المتجر , فأستشاط غضبا وأربد وأزبد قائلا :

أتظنان اني طامع في هذا المنزل الحقير؟

إنما أردت ستركما, وحفظ ما بقي من شرفكما, ومنعكما من الإنحراف

فرفضتا عرضه , وقالت له الفتاة : تعلم يا عم أنني طاهرة نقيَّة

ولا يجروء سواك على تدنيس سمعتي , ثم إنخرطت في بكاء مرير

حتى خشيت عليها عمتها من نوبة الهلع والإضطراب التي تنتابها

فقالت لأخيها : ألم يعد في قلبك مثقال ذرة من رحمة؟

لقد فقدت آدميتك , وأمسيت وحشا كاسرا

أهكذا تفعل بابنة أخيك اليتيمة العليلة؟

أما تخاف الله؟

الا تخشى الملامة؟

افعل ما بدى لك , فلسوف تُحاسب يوما على كل شيء

فانتهرها قائلا : يبدو لي أنك قد فقدت عقلك أنت أيضا

ثم إنصرف ضاحكا

الا إن ضحكه إنقلب إلى كمد عندما تذكر فشل الخطة التي رسمها

وسافر بعيدا لتنفيذها , فقرر معاقبة العنيدتين , فأستأجر مجرمين عتاة

وكلّفهم بترويع المرأتين وإزعاجهما وإرهابهما بشتى الوسائل

وأتفق الخبثاء على تسليط أبنائهم وبناتهم ومن والاهم من الصبية

على إزعاج العجوز وابنة أخيها ليلا و نهارا , مستغلين الهلع الذي

يصيب الأخيرة عند مفاجأتها وإفزاعها , سعيا الى منعهما

من ممارسة نشاطهما حتى تُلجئهما الفاقة إلى الرحيل من البلدة

وأوعزوا إلى شياطينهم بملاحقتهما متى خرجتا من المنزل

ومضايقتهما وإستفزازهما , حتى تقترفا ما يبرر طردهما

وعندما خرجت الشابة مساء ذلك اليوم لبعض شأنها

فوجئت بجمع غفير من صبية البلدة وفتيانها قد إعترضوا طريقها

و أخذوا يسخرون منها , ويعيّرونها بالجنون وهم يصفرون ويغنون

وقد أحاطوا بها , وعندما حاولت تجنبهم حاصروها , وتجمعوا حولها

وشرعوا يزعقون وينعقون :

يتبع إن شاء الله


رد مع اقتباس