عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-05-2010, 08:36 AM
أنامل واعده أنامل واعده غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1
Post مكانة الشعر عند العرب في العصر الجاهلي

مما لايرقى إليه الشك أن الأدب والتراث الأدبي أحد أهم المقاييس التي ترسم ملامح حضارة ما في زمن ما ، فهي تمثل ذلك الوعاء الذي يضم بين جوانه الأدب بجميع فرعه والتاريخ والدين والسياسة وغيرها من مفردات الحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ،،،،،،
وحين نبحر في الأدب العربي في العصر الجاهلي نجده كقصر يتربع الشعر على عرشه ، فلقد رسم الشاعر الجاهلي في قصائده رسوما فنية باهرة جمعت البلاغة الفطرية غير المتكلفة مع مسايرة واقع الحال بإسلوب عز على أهل البلاغة من غير الشعراء حتى في ذلك العصر النسج على منواله ،،،، لذا نجد قبائل العرب في الجاهلين وهم يحتفون بشاعرهم ويولمون لميلاده - شعريا - لأنه القانة الإعلامية التي تترجم أفكارهم في السلم ناهيك عن فترات الحرب التي تعد في غالب حياتهم ،،،،
فنرى عمر بن كلثوم يجعل من قومه سلاحا لايقاوم يفتك بكل من تسول له نفسه التعدي عليهم في نحو قوله في معلقته التي مطلعها :
ألا هبي بصحنك فاصبحينا **** ولاتبقي خمور الأندرينا
حيث يقول:
إذا بلغ الفطام لنا رضيع ___ تخر له الجبابر ساجدينا ،،،،

فهذا البيت على مافيه من الغلو جمع الفخر بالترهيب الذي يهز النفس ويجعلها تراجع نفسها قبل الإقدام على عمل يغضب هؤلاء القوم .
كما صور الشعر الطبيعة التي كانت تحيط به إذ هي الرافد الأكبر له بكل مقوماتها ،،،
هذه الصورة الطيبعية جسدها امرؤ القيس في معلقته في وصف المطر وصفا يجعلنا نقف معه ونحن نشاهد تلك اللوحة الخلابة ،،،
يقول :
أصاح ِ ترى برقا أريك وميضه ُ _ _ _ كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِِ
يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍٍ _ _ _ أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ_ _ _ وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ
عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ ___وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ
فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ___ يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ _ _ _ فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ
وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ _ _ _ وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ
كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً _ _ _ مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ
إلـــى آخر هذا الوصف الرائع ،،،،،،،،،



وللحديث بقية إن أذن الله
رد مع اقتباس