[نبيل محمد]

ليل السهارى

صندوق ضخم مـــــن الصعب ان تملأه بضاعـــة الوقت.
تغرق الشمس في بحر الظلام يأتي الغيم القادم أفواجا يلون العتمة بالعتمة.
البيوت تشعل إنارتها الخارجية، والمحلات الصغيرة تشعل إنارتها الداخلية، رائحة النفط تنبعث من
محطات التزويد، عجوز ترفع يدها للأعلى تنادي ((تاكسي.. تاكسي)) . شاب يقوم بتلميع سيارته
الجديدة صبي يحسد ورقة طائرة تسبح ما بين الشارعين، وسيارات ليس لديها أي خيار إلا أن تقف
أمام ممر المشاة
مكبرات المساجد الخضراء التي تزيّن محيط المدينة ،تلمع مع أذان المغرب ، يتدرجّ المصلون نحو
المسجد يسبقهم إلى الدخول من الباب الغربي شباب ملتزمون وطلبة الثانوية العامة قدموا إلى الجامع
طائعين تقرّباً إلى الله وهرباً من الرياضيات ، رجل يضع بعض صناديق الخضار أمام الجامع ..وبقليل
من الصبر يصر على ندائه بصوت منخفض ، قبل الانتهاء من الصلاة ، مطاعم مكتظّة وأخرى فارغة
يشغل أصحابها وقتهم بالرواح والمجيء
بعض النسمات الناعمة تحرك الاغصان اليافعة لغرسة النخيل الصغيرة،
معطف داكن اللون أضعه على كتفي الأيمن،
بين يدي كتاب كليل ودمنه، وفي ذهني بعض الحسابات العالقة لمن دفعت ولمن سأدفع في الغد...

لــم يبق أحد في سجلّ الساهرين غيري...
آه يـا ليل السهـارى بموجك المتكرر !!!
أنفرح بعام جديد ام نحزن على عام مضى؟