الموضوع: بعثـــــرة..
عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 28-01-2010, 01:15 AM
الصورة الرمزية فاطمة الكعبي
فاطمة الكعبي فاطمة الكعبي غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 176
افتراضي شاكر العلوي..مع الشكر

اقتباس:
تحية طيبة للجميع
هذه اضاءة متواضعة رأيت أن هذا النص يستحقها لشاعرة متفردة باسلوب جميل ويختلف طرحها لأفكار غير مستهلكة عن شاعرات كثيرات بالساحة
( شكر بحجم السماء أستاذ شاكر)

اقتباس:
نص كتب على مايوازي بحر الكامل في بحور الخليل على ما اعتقد (متفاعلن متفاعلن متفاعلن) بالصدر والعجز ووفقت الشاعرة بقافية الشطرين ب(آن) بالصدر و(ايني) بالعجز.
وكتب النص بلغة السهل الممتنع مع ميل للرمز في مواضع قليلة .لكن بدا ان هناك شيئ من عدم الترابط بالصور الشعرية مع بعضها البعض او تنافر بين مفردة ما ومعناها مع اخرى ملازمة ربما ارادت الشاعرة خلق صورة مبتكرة لها مداها الابعد بوجدانها لكن هذا برايي المتواضع قد يربك النص ويفقد المتلقي التركيز على الفكرة الرئيسية فاتمنى ان كنت مصيبا ان تتلافى الشاعرة ذلك مستقبلا وهي لديها من التجربة والموهبة والادوات ما يمكنها من ذلك وكثير من الشعراء الكبار حتى يقعون بمثل هذا في حال دفعتهم معاناة آنية ما لكتابة نص .
( هنا وجهة نظر أحترمها جداً، مع أنني أحاول أن أركز على الصورة بشكل دقيق جداً حتى لا أخرجها من إطار الصورة المقبولة لدى المتلقي).

اقتباس:
وابتداء من العنوان (بعثرة) فان النص يدور بهذا الفلك وهذا عكس التنظيم لكنها بعثرة شعرية منظمة حسب رايي لكن في فكرتها الوجدانية الذاتية مبعثرة لتحتمل كل عوامل واشكال وحالات الالم والحزن الانساني لدى الشاعرة
(غربة سنيــــن وبعثـرة وقت وأحزان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دارت رحاهـــا تطحن الضـيق فيني

ضميت (قطرة) وسيّل الدمـع طوفان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شبعت جـــــــوع وهز غصنـي أنيني)
هذا استهلال مناسب للنص ليدخل المتلقي في حالة ترامي الجراح والآمال معا فلا اعتقد ان الشاعر لم ينتبه لهذا التناقض بالجملة الشعرية والصور الفنية بل انها اتت عفوية دليل على شاعرية كاتبها فهي جعلت من الغربة والحزن والوقت رحى تطحن ضيقها عوظا ان تطحن حلمها وآلامها وليس هناك تفسير آخر كما يبدو وفي البيت الثاني ورغم سيطرة الشاعر على دمعته لكن هناك طوفان ماء يسيّل الدموع بعدها تلاحق الألم رغم الكفاح ضده فالجوع يصنع الشبع لكن الغصن يعود لهدهدة الأنين وهذه الصورة الاخيره تحتمل كثير من التفسير وبرأيي انه كان من الأفضل استبدالها بصورة أخرى تجعل للبيت ترابطا أكثر أو للجملة الشعرية الا اذا كان للشاعرة تفسير آخر لا يتضح للمتلقي واضن انه من المهم ان يكون ولو خيط بسيط يربط الجمل والصور حتى لا يرتبك كل ذلك.
( بالنسبة للبيت الأول فإن الصورة مقصودة جداً، وكلمة الضيق التي اخترتها عوضاً عن أي كلمة أخرى كي تتعرض لفعل الطحن كانت الأنسب من وجة نظري، حيث إن الرحى دائماً ما تجعل الأشياء فتاتاً، فمفردة الضيق عندما تعرضت للطحن أصبحت فتاتاً وأصبح من الصعب السيطرة عليها واخراجها من الذات، وهي دليل عل التغلغل في الشيء وعدم القدرة على جمعه واستئصاله
أما البيت الثاني فاحتوى على صورتين، صورة في الشطر لأول، وهذه الصورة ربما لم تكن واضحة إلا من خلال التدقيق في البيت ولذلك بسبب حذف حرف اللام حيث من المفترض أن تكون (ضميت لقطرة)، ولكن حُذف الحرف وأصبح ضمنياً ليفهم من السياق وذلك حتى لا يختل الوزن، والصورة هي أنني احتجت لقطرة واحدة فقط لري هذا العطش في داخلي، وبدلاً من القطرة التي تمنيتها نزل سيلاً من الدموع، وهنا كناية عن الحاجة للشيء وعدم القدرة للوصول إليه، أما الشطر الثاني فبه صورة أخرى، وكلا الشطرين اعتمدا على تقنية (الضد)، وليس هذا البيت فقط، فالقصيدة بأكملها اعتمدت على الضدية لتأكيد فكرة البعثرة.)


اقتباس:
(مشيت والخطـــوة بهـا وقفت أزمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفت بس المشي أحـــــــرق سنيني

كل الأمانــي بداخلــــــي غيــث هتّان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بس المزن مـا جـــــــاد في بل طيني)

والآن محاولة للمشي لكن الخطوات تقف بها ازمان كاملة فليس واضحا ماالذي يقف هنا ثم الوقوف والاسترسال مباشرة بمفردة(المشي) الذي احرق السنين وهنا تناقض آخر في الصورة بل بالبيت الا اذا كان هناك ايضا تفسير آخر ولا اريد في الوقوف سوى عند جماليات النص الذي يظهر بعضها في البيت الآخر فهنا اشراقة لأمل أو لبصيص أمل فالأماني متوافرة كالغيث لكن هناك شيء ما يمنعها او يمنعها من الوصول فهذا فالمزن أي السحب لم تبلل طين الشاعرة وتوحي لي مفردة الطين مثل ما توحي او ترمز لكثيرين بمعدن او اصل الشيء او حقيقت .
(مشيت والخطوة....هذا الشطر كناية عن (المشي بدون هدف) ، أي أنني حاولت المشي للأمام، ومع هذا كان المشي بدون هدف، فهنا كأن الزمن توقف عند خطوتي الأولى، فلم يعد هناك فرق بين البداية والنهاية، أما الشطر الثاني فهو صورة عكسية وأيضاً سببية للشطر الأول، أي عندما انتبهت إلى أنني لم أحقق شيئاً من هذا المشي قررت الوقوف، وبالرغم من أنني توقفت إلا أن الزمن لم يتوقف، فأخذ العمر بالجري وسنوات العمر تحترق شيئاً فشيئاً. )

اقتباس:
(إن كان هـــذي البعثـرة تقتــل إنسان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أنا قبـــرت الحلــم فــــي وسـط عيني

وقطعت عـــــذق الليل والنور ما بان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دامــــه همــد بســـــر النهـار بجبيني)
وتعود الشاعرة لتصوير بوادر يأس ما فبنظرها ان تلك البعثرة التي قد تقتل انسان ما فقبل ذلك قد دفنت الحلم الذي ترآى لها مرارا بدل السعي لتحقيقه وفي البيت التالي صوره جميله فالتحام الشاعره الحزينة بالليل والسهر تشير الى قرب الليل اكثر وهو مساحة الحلم والأماني الأكبر فتقطع عذق الليل لان رطب النهار (البسر) وهو الرطب غير المكتمل النضج نضج بجبينها وهنا رؤية تبقى مفتوحة للتفسير فاما ان تكون اشارة للحاضر والمستقبل واما ان تكون نظرة قلقة من القادم.
لكني من المهم ان اشير هنا للاملاء حتى لا يتشتت المتلقي في معنى المفرده مثل (هَمَد) بفتح الهاء والميم (بِسرْ) لتكون بكسر الباء وتسكين الراء
(ابتسامة رضا)...وتبقى أشياء أخرى في ذاتي، وبالتأكيد كل قارئ سيكون له تأويل، لذلك سأترك المجال مفتوحاً لتأويلات أخرى.

اقتباس:
(ونسجت من أبيض مشاويري أكفان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ودفنت مع ســــــود المسافــة حنيني

سافرت لجـــــل الدرب تهديني أوطان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ورجعت وأثـــــر البعثـرة عيب فيني(
وهنا وبهذين البيتين تختم الشاعرة نصها الجميل الحزين في صميمه فالمشاوير البيضاء الدالة على ما يبدو في وصفها على التسامح والسلام والمحبة للغير تنسج منها أكفانا ولم توضح لما ولمن الا اذا كانت للحنين وهي لم تذكر بنصها هذا الحنين او تشير اليه ولمن الذي تدفنه مع المسافة السوداء التي مشتها في حياتها المتوترة لكنها تؤكد في النهاية انها حاولت السفر لاوطان ربما تريدها اكثر جمالا وربما هي اوطان الخير والامل والتسامح والسلام لكنها عادت لتعترف ان هذه البعثرة عيب بها لتجعل النص يستمر في ذهن المتلقي كنهاية مفتوحة كما يسميها البعض فربما هذا الاعتراف هو اعلان بداية التصحيح وتجديد الامل وتنظيم المشاعر .
في النهاية لست ناقدا ولكنها اضاءة متواضعة رايت ان النص يستحقها وكل ما ورد هو رايي وذائقتي واعتذر للقارئ او الشاعرة ان فاتني شيئا هنا او هناك او اخطأت التقدير او التفسير والاهم هو التـأكيد على ان الشاعرة تسير بقوة للامام باسلوب مختلف وطرح متفرد مع تمنياتي لها بالتوفيق.
وهنا ابتسامة أيضاً

وألف شكر لك شاعرنا شاكر العلوي على هذه الإضاءة، فقد أسعدتني جداً هذه اللفتة الكريمة التي نفتقدها كثيراً.
فقد تعودنا أن نسمع التطبيل في كل محفل بدلاً، من قراءة متأنية في عمق النص.

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة الكعبي ; 28-01-2010 الساعة 01:18 AM
رد مع اقتباس