عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-03-2015, 08:54 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي بطاقة الدخول لتنفيذ الشرط السابع



سُمِح لي بمغادرة الحاجز إلى ذلك العالم :
وأبدأ بالمسير .



المسافة بعيدة ، ويشترط الشياطين ، أن تكون رحلتي في ربوع الصحراء سيرا على الأقدام ..

الشمس تعلن المغيب ، وأرى محيا ريم الفلا يظهر من بين الجبال ، كلمح البصر ،لا شك أن قلبها
الحاني يحرسني ..

الساعة الآن ترسل لمعان عقاربها على شاطئ الرحيل ، وعقارب الزمن تسابق العمر ..

ويبدأ الظلام يخيم على المكان ، وأصوات الوحوش المرعبة تملأ المكان .. ..

ففي صالة الانتظار لم تقدم لي أي وجبة من الطعام ، كان اليوم طويلا ، بدأت أشعر بالوحشة
في المكان فعلا ، وصوت نعيب الغربان ، أتشاءم منه ، وهي ترفرف حولي مرحبة بضيف يخترق
الحواجز ..

أشجار صحراوية تنتشر هنا وهناك ، وجيوش من الهواجس تحاصرني ، يمنة ويسرة ، ويحيط بي

الرعب من كل جانب ..

ما ذلك الخيال الأسود هناك ؟

لا أكاد أصدق ما أرى !!

هل هو الجوع الذي جعل أمعائي تعقد اجتماعا لها ، أم أن عصافير قلبي وهي تزقزق ، تمسك ريشة

فنان لترسم هذا المشهد !!

سأقترب منه ، فقد رزقت من السماء ..

إنه خَرُوف صغير من الضأْن ، لا شك أن راعي أغنام كان هنا وبقي هذا الحمل ...

المكان لا يسمح لي أن أقوم بإعداد وجبة العشاء ، ولم أفكر للحظة بكونه حراما ، أو حلالا
أو حتى غنيمة ،لكنه الجوع ، فقد أوشكت على الهلاك ..ولا بد أنه الرزق من رب السماء ..

سأحمله على ظهري إلى مكان آمن ، بعيد عن أنظار الوحوش ، وعن أنوفها ، فهي بلا شك تشم
رائحة الدماء ، وأخشى أن أكون أنا وغنيمتي فريسة لها ..

وزنه خفيف ، فهل يكون كافيا ليسد الجوع ؟

لكن ، الحمد لله ، فهو وجبة ستهدئ غضب معدتي علي قليلا ..

يا الله ! ما هذا ؟
أرى رجلي الخروف تنزلان على ظهري أولا بأول ، فهل سيسقط ؟ أم أن شيئا ما يحدث ؟

لا زالت رجلاه تأخذان بالازدياد طولا ، وهما على وشك أن تصلا الأرض بعد أن كانتا
إلى وسط ظهري ،،،، ..

واصلت المسير ، وإذا بكهف صغير مظلم ، أسمع فيه أصواتا غريبة ..

بسم الله الرحمن الرحيم ...

إنهم يتحدثون عن قصتي بالتفصيل ، وأنني أحمله على ظهري إليهم ..

نظرت إلى الحمل خلسة ، ويا للمفاجأة !!
نظرت إليه ، ويا للمفاجأة !! إنه جني تمثل لي بتلك الهيئة لشعوري الشديد بالجوع ....

رجلاه الطويلتان وصلتا إلى الأرض ، ويداه القصيرتان لا زالتا قصيرتين ..
شيء مريب حقا ..

وحينما اقتربت من الكهف ، لكون الطريق ضيقا جدا كـ (سيق) البتراء ، ولا مجال
للعودة أبدا ، نزل الحمل الصغير ، واختفى ، لأرى خياله يدخل الكهف ، وصوت الضحك هناك يذكرني

بطائرة نفاثة لها مليون محرك ، لقد صعقت فعلا ..

ألهذه الدرجة كنت سخيفا ، أم أنها أحلام اليقظة !!

ماذا سأفعل الآن ؟ فقد استهتر بي ذلك الجني ، والشيطان المتمرد لأكون ركوبا له ...

الآن فقدت كل شيء ، وجبة العشاء ، والسخرية من موقف أصابني كهذا ..

سأنتقم منكم أيها الشياطين ...

ولكن لن أجلب الضرر لنفسي ، فهم يمتلكون من القوة ، مالا يمتلك إنسان بسيط مثلي ..

كيف سأجمع هؤلاء الشياطين مرة واحدة لأقضي عليهم ..؟

أظن أنني أتقن المُكاء (الصفير) بالفم والشفتين ، أو بأطراف الأصابع ..
نعم أجيده فعلا ....

امتلأت رعبا وخوفا ، وأخذت بالمكاء والصفير ..
إني أرى الشياطين بالعشرات ، يا إلهي !!

كيف يتسع كهف كهذا ، لهذه الأعداد ؟

أفاع ، وكلاب ، وقطط سوداء !

أشاهد هذا الموقف وأستمر بالمكاء ..
ها هم قد بدأوا بالرقص والغناء وأنا مستمر في المكاء ..
يخيل إلي أنني قد سيطرت عليهم ، فهم يحبون الغناء ، والمكاء ، والرقص ..
لقد كنت بارعا في أداء الخطة ..

والآن أيها الشياطين حان وقت الانتقام منكم :

ماذا سأفعل الآن ؟
لقد طلب مني والد ريم الفلا

أن أقتل 1000 شيطان ، وقد تكون مسألة يسهل علي تحقيقها
ولكن متى ، وكيف لي أن أقتلهم ؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وأقرأ المعـــــــــــــــــــــوذات ..
يا رب يا رب .. إنها قدرتك .

رائحة نتنة تتصاعد مع تلك الأدخنة ، وتشتعل النيران في الشياطين ، بقي كبيرهم

وذلك الشيطان التافه ، الذي سخرني ركوبا له . لقد نجيا بريشهما

ولا زالا متخفيين في الكهف ..ويصعب علي الدخول ..

فأنا كلي ذهول مما حصل .

وأمام إعجاز آيات الله الكريمة.....

العدد مائة وعشرون شيطانا ..
الحمد لله الحمد لله

بقي 880 شيطانا أسأل الله أن يعينني على القضاء عليهم ..
إنها قدرة الله
الصوت ينتهي فجأة والكهف يظلم ، وخيالات الشياطين
تنسحب بسرعة لتحلق وتطير بعـــــــــــــــــــــــــيدا
الحمد لله ..
أصبح بإمكاني الآن مواصلة المسير ..
ولكنني لا زلت منهكا من التعب ، والإرهاق ، والجوع .. لم أعد أحتمل ..
ما ذلك الذي يسير ويختفي في جحر ؟
سأتابع مهما كان الأمر ..

يا للهول !!
ثلاثة أرانب حوصرت في هذا المكان .. سأكون حذرا جدا هذه المرة ..

إنها أرانب مسالمة ، لونها أبيض ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..يا رب

لم تبد الأرانب أية مقاومة ، فلا مجال للهرب ، وقد أغلقت الجحر بيدي

لم أحب أكل الأرانب أبدا ، لذلك قد يكون هذا دليلا على أنها أرانب وليست شياطين

والشياطين كما أعتقد لا تتشكل بهذه الصورة ..

الحطب كثير ، وخيرات الله وفيرة ، فلم الخوف والجزع ؟
وأنتهي من تناول العشاء ..

الساعة الآن الثانية عشرة منتصف الليل ..

أشعر بالنعاس ، سأنام حتى يشرق الصباح ..
ولكن لا بد من اختيار مكان آمن .. فالرحلة أمامي طويلة ، والمغامرة خطيرة بلا شك ..
لا بد أن الطريق مليء بالمفاجآت ..
أسأل الله أن ييسر الأمر ، ويسهل الدرب ..



__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس