الموضوع: حورية الأشخرة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2012, 06:29 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي عروس الأشخرة

(1)

قليل في حقها أن أحكي عنها بحروف وكلمات، ليتني كنت موسيقياً موهوباً، كنت سأكتبها سيمفونية رائعة، كنت سأقضي سنوات طويلة أصور في مقاطع موسيقية خصلة الشعر المتدلية عند جبينها، وأحكي عن حاجبين ساحرين ينتثر الذهب من أطرافهما.........آهـ ثم آهـ منها، وآهـ من لوعتي التي تعصف بي، تضم لوعتي أضلاعي على بعضها حتى تكاد تتكسر، وتتقد كبدي فينتشر شررها يحرق أحشائي، وتخنقني العبرات حتى تنقطع أنفاسي.

هي خيط بخور مترف تسلل من بين أثواب الحوريات، هي ميل الكحل في عين متغنّجة، طعم قبلة عشق ملتهبة على شفاه معطّرة......

أزهرت قبالتي فجأة، فتحول الهواء لعطر........وصار البحر شهداً، وغنّى موجه شعراً، ونما على قلبي زغب أخضر....سقطت الشمس على عبائتها وتقاطرت ظلال الأشياء تقبل قدميها.....

إعصار من جمال يأكل بعضه بعضاً.......جيش من حوريات ...........لكن...لكن أعذروني أحبتي، سأقف لأروي هذه القصة بصيغة الغائب لا بصيغة المتكلم، ذلك فقط لأخفف عن نفسي خلال الكتابة، لا أريد أن أنساق بشدة مع نفسي التواقة فتجعلني أبوح بكل خوالجها الحرّى، سأنظر للمشهد وأصفه لكم من أعلى، وأتوهم أن ما حدث ليس سوى قصة حدثت......


إن شئتم النظر له الآن فها هو يقود سيارته الجيب البيضاء على طريق أصيلة الأشخرة، لم يتبقى له إلا القليل ليصل لوجهته، ولو اقتربنا من نافذته لرأينا كيف يقلب موجات الإف إم باحثاً عن موجة إذاعة القرآن الكريم ولرأينا كيف يعيد ضبط نظارته الطبية فوق أنفه بإصبعه الأوسط كل بضع ثوان.......هي عادة أكثر منها حاجة. لكن لنتركه الآن يقود سيارته وندعو له بسلامة الوصول، وحتى ذلك الحين دعوني أخبركم عنه بعض الأشياء.

يتبع بإذن الله


التعديل الأخير تم بواسطة بيت حميد ; 07-09-2012 الساعة 02:14 PM
رد مع اقتباس