عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 23-11-2012, 12:32 AM
الفرحان بوعزة الفرحان بوعزة غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 306

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
..في دراساتِنا التأصيلية لأدب الأقصوصة مَرَّ علينا ما أمكنَ-تجَوُّزاً-تسميته على سبيل التوسيم بـ ( تسريد الدلالةِ في الوصف signification narrative dans la description narrative )،ونقادُ القصةِ القصيرة ودهاقنتـُـها يَعنونَ به بَداهة ً؛ تلك الانسيابية البديعة التي يمضي بها القاصُّ في تسريع الحبكةِ وفـْـقَ نسَقٍ معيَّنٍ يتحسسُ من خلاله القارئ أن الموقفَ أو المشهد الواحدَ في حدثِ الأقصوصة كأنما يتداعَى في رَصْفٍ بَهيٍّ جميلٍ لأرتال الوصف بحيثُ تبدو وجهة الضمائر الموصولة بإيحاءاتِها الرمزية أشبَهَ ما تكون بحقلٍ دراماتيكي فيه من الرمزية والجمال الإضماري وفيها من مساواة السياق بين الإيجاز والإطناب ما يُفجِّرُ في الوجدان والذائقة الكثيرَ الكثيرَ من المتعة..والتفاعل.. والتجاوُب..والإحساس اللامتناهي بالشجَنِ..أو برخامة الشجَن حتــى..!!!
في ومضتِكَ القصصية الخاطفة-كما عَوَّدَنا قلمُكَ المعطاءُ دائماً أخي الحبيب البديع الفرحان..-شيءٌ غيْرُ قليل من ذاك التسريد الذي يَضيعُ جمالـُهُ منتشِراً في كل ثنيةٍ من ثنايا هذا التوقيع الرخيم على أجراسٍ،ولو كانَ للموتِ سطوتـُه على تلكَ التي وشَّاهَا بهاءُ الوصفِ المُسَرَّدِ بالإضمار..!!!
مبدئيًّا-أخي المبدع-هذا من حيث البنيوية الفنية التي تغذتْ بها أقصوصتـُكَ الشجية..
أما ترجيعُ الإيحاءات-في عِبَرِها ومغازيها-من خلال الفحوى حيث نجد هذه المرأة المُضمَرة في إيهاب الغائب ( ـــهَا )،فإن له من وقْعِ الصدى العذب الدامع ما يستحثُّ الترميزَ بها أن تستحيلَ في حِسِّنا دمعة ًمسكوبَة ًتنسكبُ في رافديْن،أولِنقلْ أخدوديْن ينبَعُ أحدُهما من ماضٍ مُوغِرٍ فيها بالقسوةِ والضياع وينبعُ الآخرُ من حاضرٍ لم يبتعدْ كثيراً عن مُثخناتٍ ماضيه..!!
وكلاهما أفضيَا بها في النهاية إلى حيثُ احترقتْ بقايا الأكمام والزهراتِ بوضع الأصفادِ في المعِصَمِ التعوب...!!!
كمْ أنتَ رائعٌ-أيها الجميلُ-في وصفِكَ التراجيدي المتهاتِفِ في شخصنةِ تلك المرأة المضمرة في تلافيفِ جراحاتِها،وهي تتقلعُ في حركاتِها وسكناتِها..من أول الأقصوصة إلى لحظتِها المُسدَلة..فبَدتْ في المَلمَح العام كأنها حمامة التعميد البيضاء التي عَمَّدتِ المِعمدان في نهر الأردن،فكان للناظرين منها نصيبُ التملي..وكان لها من ضريبة التضحية تقصيف الجناح وجُرْحٍ غائــرٍ...!!!
دمتَ لنا قاصًّا..ودمنا مُريدينَ في مِحرابِكَ الأدبي والإبداعي...
***********************
أخي وصديقي الغالي .. يزيد فاضلي .. تحية طيبة ..
ماذا أقول ..؟ ما أجملها من قراءة ، وما أعمقه من تحليل .. فعلا أخي ، إن العمل الأدبي لا يكتمل بدون قارئ متمكن ، قراءتك القيمة حققت هذا العمل المتواضع ، بعدما منحته حياة مستمرة ، ناقلا إياه من نطاق الوجود بالقوة إلى نطاق الوجود بالفعل .. فعلا أخي ، قراءتك كملت النص وجعلته يحظى بأدبية متميزة ..
شكراً على اهتمامك النبيل .. وكلمتك الطيبة .. كلمة أعتز بها ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة .. ..
رد مع اقتباس