فات القطار
فَاتَ القِطارُ
فكَفنِي أُسْفَارِي
وَدَعِي النحيبَ
عَلى مدادِ قَرارِي
ولتَغرِسِي وَسْطَ الفؤادِ أسِنّة ً
صُقِلتْ بفَاجعَتِي
وعَصْفِ بِحارِي
وتَرنّمُ الشَحْرُورِ بَيْنَ نَعيمِه
يَسْقِي شُجُونِي
مِنْ مَعيْنٍ غَائبٍ
يَأتِي جَنَاهُ
عَلى لَظَى الأقْدارِ
يا للزمانِ
فهلْ دَرَتْ قَسَمَاتُه
أَنّ الرِمالَ
تَوسَطتْ أَعمَارِي
هَاتِ الدِثارَ
فإن قلبي مُعدمٌ
تِلكَ السِنينَ
عَلى شَفَا البَتارِ
تترَاقصُ الدَقاتُ
فَوقَ حُدائِه
كمتيمٍ تَحتَ النِصَالِ
تَعَالتِ الصَرخَاتُ
شُجّ فؤادُهُ الحَيرانُ
لَكنّ دَمْعًا قانيًا
رَسَمَ النَعيمَ
عَلى صَفا الأنهارِ
هَاتِ الدِثارِ
وَضَمِدِي أَزهَارِي
وَ شَذَى الحنينِ
وَ نَشْوةَ الغدارِ
وَلتَعْزِفِي
وَسْطَ المُحيطِ
بِكُلِ نَايَاتِ الهَوى
نَغَمَ المَنُونِ
على سَنَا الأقمارِ
رُحمَاكَ قَلبِي
حُرْقَةََ الأقدَارِ
سَقَطَتْ عَلى
سِكَكِ الحَديدِ
وُرُودُهُ
فَتعَالتِ الآهَاتُ
وانقَطَعَ الصَدَى
وَمَضَى القِطَارُ
وَغَابَ صَوتُ الثَارِ...
|